حفل توزيع الأضمومتين مر في جو حميمي وعميق

نص الكلمة التي قدم بها الشاعر محمد اللغافي الأضمومتين الصادرتين عن جامعة المبدعين المغاربة


الكتابة سحر
الكتابة اكتمال إنساني
الكتابة اختزال لما تستوجبه الحقيقة المطلقة
يقول: معن بن زائد ة "إذا لم تكتب اليد فهي رجل" ويبالغ آخر فيقول: "لا دية ليد لا تكتب"
إذا كان "الشعر العربي يعاني من انصراف الناس عنه " كما جاء في افتتاحية العدد 14 / مايو 1012 من مجلة دبي الثقافية والتي أعزت ذلك إلى التغير الذي طرأ على إيقاع الحياة "وتحول الناس إلى آلة ، ولا يمكن للآلة أن تنتج شعرا ولا يمكن للشعر أن يخاطب الآلة"
فهل يمكن أن نجلس مكتوفي الأيدي منهزمين أمام هذا التصور الميكانيكي الذي أصبح عليه الناس ،/بل يجب أن نراهن على تشييد مدينة إنسانية يفر إليها الإنسان من صخب الآلة وضجيجها من عنف المادة والفساد الذي تحدثه التكنولوجيا ، إلى رقة الأحلام ونبل الأحاسيس _فحتى في عصر الآلة هناك كائن شعري داخل كل شخص "آلة" فلا بد أن تخالجه فطرته الإنسانية كلما اقترب منه الشعر .
صحيح أن إكراهات العصر ثقيلة جدا تلزم المرء التكيف معها لكي يضمن الانتماء إليه بجميع مكوناته المعللة بالحداثة ، لكن هذا لا ينفي أنه لا بد من إعطاء فرصة للأحاسيس كي تحتمي بالقراءة والكتابة _يقول الشاعر الشيلي الكبير "بابلونيرودا"(ميت ذاك الذي لا يسافر ولا يقرأ ولا يصغي إلى الموسيقى)
ميت ذاك الذي يصبح عبدا لعاداته مكررا نفسه كل يوم)
ففي أضمومة "...تهمس لك " نتحسس أصواتا تسعينية في الغالب لم تأت من فراغ ، أثثت تجربتها بوعي شعري ذكي وبينها أصوات جديدة ..في محاولتها كذلك وعي بماهية الشعر ودوره ووعي بتطوير الميكانيزم الحداثي ، أصوات قد نعول عليها في امتداد هذا الكائن الذي لا تهزمه الآلة
هي أصوات تهمس لنا بدل الصراخ / تشاكس الدفق فينا/ دفق الأحاسيس المرهفة الباعثة على الحب والجمال / ضد كل أنواع القتل والاحتقان / ضد كل أنواع الاستبداد والاستعباد ..في زمن أذكى من كل الأزمنة وأقواها على مستوى فهمه لمعنى الحرية والكرامة.
وما دام أن للشعر دوره الهام في مناوشة الأسئلة الكبيرة والعميقة وترجمتها إلى بديل جمالي متألم أحيانا / مرح في الغالب يسخر من سلبيات الحياة ، يجب أن نعود النفس على تذوقه وتحفيز المبدع على إنتاجه وتشجيع الواعد على صقل موهبته ..
وانطلاقا من شعارنا "الثقافة للجميع" نراهن على الثقة التي أصبحت مكسبا هاما بين جامعة المبدعين المغاربة وجمهورها على المستوى الوطني والعربي..حيث انتصرنا لهذه التجربة.. / تجربة الثقة/ واكتشفنا من خلالها أقلاما تستحق التنويه ، بل هناك من انتمى عن طريق هذا التشجيع / المتمثل في الإصدارات الجماعية/ إلى عالم الكتابة من بابها الواسع _وأذكر على سبيل المثال القاص والروائي الشاب هشام ناجح ، الذي شارك في أضمومة "حتى يزول الصداع " القصصية ، وأصدر مؤخرا رواية جديرة بالمتابعة والنقد _بعنوان "المدينة التي" ، والشاعرة القاصة حياة بلغربي بلقيس التي بدورها شاركت في أضمومة القصة القصيرة "حتى يزول الصداع" ومن قبل شاركت في الأضمومة الشعرية "نوافذ عاشقة" ، وأصدرت لها دار نشر حديثة العهد مجموعة شعرية فردية بعنوان "واحة بين حريقين" ..والتجربة الزجلية من خلال أضمومة "عرصة لكلام" أفرزت تجربة زجلية حداثية واعدة "حميد اعسيلة الذي أصدر بعدها دواوينه الزجلية الفردية "افني شهدة الروح" "كاس الغيوان" و"حمودة أو صداق الزين"
ناهيك عن أسماء جميلة كانت لها اصدارات من قبل وشاركت في إصداراتنا الجماعية لتعزز المشهد الثقافي بتفاعلها وتكافلها لأجل استنطاق متعة الكتابة الأدبية في جميع أجناسها ،
في الأخير ..كلمة تنويه لا بد منها في حق الطاقم الذي أشرف على إنجاز هذه الأضمومة
الادراة التقنية الزجال والاعلامي التهامي نجار _والشاعر رشيد الخديري _
لجنة القراءة والمتابعة _الدكتورة الناقدة سعاد مسكين _الأستاذ مولاي ادريس سيدهم
_والشاعرة رشيدة فقري

المشرف العام
محمد اللغافي

مشكورين على الإخبار وبالتوفيق للجميع ...