القصيدة الاستهامية في ديوان *الكرسي *للشاعر المغربي محمد الل

القصيدة الاستهامية في ديوان *الكرسي *للشاعر المغربي محمد اللغافي

بقلم: الشاعر رشيد الخديري

بعد 7 اصدارات تزاوج بين ماهو شعري وقصصي ، يصر الشاعر محمد اللغافي على مساءلة الذات في توحدها مع تفا صيل اليومي ، فهو يحاول في اصداره الشعري الجديد*الكرسي* استشراف المجهول ومناوشته علىامل ان يكون المستقبل اكثر اشراقا ولمعانا.

ان هذا الديوان الشعري يكرس تجربة الشاعر مع ذاتهفي حوار مع الفعل الزمني : زمن الماضي الاستعادي من خلال حوارات مع الازمنة والامكنة والشخوص ، او زمن الحاضر بكل رهاناته ، او زمن الاتي اي المستقبل الذي يقض مضجع الشاعر.
ان هذا البعد الرؤيوي سواء حين يلجا الشاعر الى قراءة الابراج ، او مساءلة التفاصيل اليومية من خلال ايام الاسبوع، او حين يصادف الموت ملتحفا بالعشق ، هو بمثابة رغبة دفينة في الخلاص من هذا التعب الذي يلازم الشاعر.
يقول محمد اللغافي في قصيدة *رحيل ص38 *

تذكري ..انني ضيف...لا ارض تحملني بعدي
..................................................
رشي القماط ....بماء الورد...والكافور....ضعيني في اسفل الشرفة
هذه القصيدة تجسد حالة الخلاص من هذه الصخرة السيزيفية التي تثقل كاهل الشاعر...انه الواقع الموشح باسواد والسديمية ، ووحده الموت يحرر هذه الذات المتعبة من تفاصيل اليومي ، فهو يكتب وصيته الاخيرة على ايقاع الغائب ، الموشك على الهلاك، وببعض الامل : الامل في الحياة ،
يقول الشاعر في قصيدة * رؤيا * ص12
اتعب ...
انام...
تورق نرجسة الاحلام
...........................
ارى تحت الكرسي ...ركاما من الاوهام
.................................
لكن الكرسي في مكان
واصابعي
في مكان
ان هذه الجمرات الشعربة هي دعوة صريحة الى ركوب المجهول واستشراف المستقبل ببصيص منالامل ، ومساءلة الذات ، ومحمد اللغافي حريص كل الحرص على الانخراط في المسار الذي خطته انامله منذ البدايات
الاولى .
اقول هنيئا للشاعر بهذا المولود الجديد وماهذه الورقة النقدية سوى فاتحة للدراسات قادمة