ست البنات
أراكِ..
فيكبُر في الحنينْ
ويمضي خيالي
بعيدا..بعيدَا...
وأوهم نفسي
وكلّي يقينْ،
بأني سأدخل حبًّا جديدَا،
وأني سأَظْفُر يوما بقلبكِ
حتى أموت شهيدَا.
ورغم مرور السنينْ
ورغم ادعائك أني
شقي حزينْ،
وأني سأبقى وحيدَا
إلى أبد الآبدينْ،
وأن الرسائل عندي
تضَلُّ البريدَا؛
فإني أُكَابِر وحدي،
كطفل عنيدٍ،
لأبدو سعيدَا.
أراكِ..
فتغْمُرني الذكريات
وأشعر حقًا
بطعم الحياةْ،
وسر الحياةْ
وسحر الحياةْ...
ويبدو ليَ الكون أُرجوحةً من مرحْ،
وعالم سحر إذا ما انفتحْ،
تحققت المعجزاتْ،
وأشرقت الأرض بالأمنياتْ.
كأني صبي تَوَرّدتِ الأغنياتْ
على صدره وانشرحْ
ولامَسَ قوْس قُزحْ.
كأني لأول عهد أجرب طعم الفرحْ،
فأعلن حبي بكل اللغاتْ
لكل العواصم..كل الجهاتْ.
كأني إذا ما انْتَشَيْتُ أنا بالغرامْ،
تَهُبّ على الأرض ريح السلامْ،
فتنهي الصراعات، تنهي الخصامْ
وتنهي الحروبْ،
و تنهي الصدامْ
ويبدأ عهد الإخاءِ
وعهد المحبة عهد الوئامْ.
كأني إذا ما انتشيت أنا بالحياةْ،
يموت الظلامْ
ويحيى النباتْ،
وتحيى الحياةْ
وتحيى الحياةْ
وتحيى الحياةْ...
وأنتِ،
تَمُرِّينَ دون التفاتْ
كأنكِ تسْعيْنَ نحو الشتاتْ
تقولين ما فاتَ.. فاتْ،
وما كان حبًّا
تربى صغيرًا
وماتْ،
ولم تختبره الحياةْ
ولم تكتشفه الحياةْ.
كأن الحنين إليك انفلاتْ
وغدرٌ وجرمٌ وجَوْرٌ
على العرف ميلٌ
إلى المنكراتْ؛
وأن الحنينَ إليك اجتثاثٌ
لنبع الهوى من رحيق الزهورْ.
كأني إذا ما حَبَبْتُكِ
جاوزت حد الغرورْ،
ولوثْتُ عمدًا مياهَ الفراتْ
وأن الأمورْ
بعكس البديهة صارت تدورْ
إذا ما صرخت مع الكائناتْ
وأعلنت حبك بين السطورْ
كأن اخْتِلالا يرجُّ الحياةْ
ويلغي التمايز بين العصورْ
إذا ما كتبت على اللافتاتْ :
بأني أثورْ
وأني أحبك حتى المماتْ،
وأني أرى العشق نارا ونورْ
ونُكرانَ ذاتْ؛
وأني سَأرْضَى
من العيشِ حتّى
ولو بالفتاتْ،
إذا ما عرفتُ
بكل يقينْ
بأني سَأحْظَى،
ولو بعد حينْ
بسِتِّ البناتْ.