المدينــــــــــــة
هيَ ذِي المدينهْ
هيَ ذِي المدينه؛
شِبْه عَجوزٍ تَتَظاهَرُ بالحَضارهْ
تُشْعِلُ في فَمِها
لَفَائِفَ مُسْتَعارهْ
وتُكَرِّرُ البترول، والدّولار، والدمَ والعَهارهْ..
وأَنَا أنامُ عَلى الرّصيفِ بِلا أمانْ
رئَتايَ مِصْفاتا دُخانْ
والقلْبُ تَعْصِرهُ المَرارهْ
يا للْخَسارهْ
يا للْخَسارهْ.
صارَتْ مَفَاتيحُ المدينةِ بيْن أيْدي الأثْرياءْ
بيْعٌ، شِراءْ.
مَنْ يمْلكُ الدّولارَ يصْنَعُ ما يَشاءْ.
هوَ منْطِقُ السّوقِ، وقانونُ التّجارهْ،
من يسْألِ الآنَ متَى فَقَدتْ مدينتُنا البَكارهْ؟
من يسْألِ الآنَ متى فقدت مدينتُنا البكارهْ؟
هذا قَضَاءُ المالِ لا نَمْلكُ إلا أنْ نُطيعْ،
هيَ ذي المَدينَة تَفْتحُ الأبْوابَ للرّبْح السّريعْ،
وتُغَلِّفُ الكَذِب المُعلّب بالمَساحيقِ، وألْوانِ الإِثارهْ؛
وتُكَدّس (الرّزق الحَلال) بِما تبيعُ
منْ لحْم غانيةٍ تُؤسّسُ للدّعارَهْ،
يا لَلْخَسارَهْ
يا للخسارهْ.
لمْ يَبْقَ شَيْءٌ أغْفَلَتْه يَدُ البُنوكْ،
لمْ يبْقَ شيْءٌ غيْرُ أوْحالٍ وشوكْ،
هيَ ذي مَدينَتُنا تُؤَسّسُ للْخَواءْ،
وتَنامُ دافِئَةً بأَوْكَارِ البَغاءْ،
وتُفَوِّضُ الأمْرَ لشَيْطانِ الرياءْ،
والنّفطُ يَحْرقُ ما تَبَقَّى لِلمدينةِ مِنْ حَياءْ.
أيْنَ العَزاءْ!
أين العزاءْ!
أين العزاءْ!.
أَيَشُدُّنا لَكِ يا مَدينَهْ
بَعْضُ انْتِماءْ.