إلياس لزعار
عدد الرسائل : 16 العمر : 42 Localisation : أصيلة تاريخ التسجيل : 26/03/2013
| موضوع: "اَلْوَحْيُ" السبت أبريل 13, 2013 1:32 am | |
| "اَلْوَحْيُ"
أَنِينُ النَّايِ يَسْكُنُنِي فَلِمَاذَا أَبْحَثُ عَنْ لَحْنٍ وَنَغَمْ؟ *** *** *** وَأَنَا هُنَاكَ ثَالِثُ اثْنَيْنِ أَبْرُقُ وَأَسْتَخْفِي فِي ثَنَايَا الظُّهُورِ وَالْغِيَابِ يَهُزُّنِي صَوْتُ مَا فَوْقَ الْكَشْفِ وَالْحِجَابْ: أَنِ افْتَحْ جَسَدَكَ وَانْكَتِبْ بِعِبَارَاتِي لَمْ أُجَادِلْ ... وَانْدَفَعْتُ ذَاتًا فِي الْمُطْلَقِ تَسُوقُنِي أَنَامِلُ التَّجْرِيدْ *** *** *** لَمَحْتُ إِلَهَ الْبَرَازِخِ قَاعِدًا فِي مِحْرَابِهِ يَصْنَعُ الْمَدَافِعَ وَالأَلَمَ وَالْحَوَاجِزْ يُعْطِي وَصَايَاهُ اللَّامُتَنَاهِيَةَ وَيَأْمُرُ بِكَسْرِ كُلِّ الْقِيثَارَاتِ وَخِيَاطَةِ أَفْوَاهِ الشُّعَرَاءِ كَيْ تَخْلُو لِلظَّاهِرِينَ سِحْنَةُ الْكَوْنِ وَتَرْكَعَ عِنْدَ أَقْدَامِهِمْ حُورُ الْعِينْ *** *** *** وَأَنَا عِنْدَ مُنْتَصَفِ الْقَصِيدَةِ وَاقِفٌ أَتَسَلَّقُ سُلَّمَ الْعِرْفَانِ تَتَنَفَّسُ السَّمَاءُ النَّهَارَ فَتَشْعُرُ بِالْغَثَيَانْ يُقْلِقُهَا فِعْلُ الرِّيحِ وَهِيَ تَكْنُسُ الأَرْضَ الشَّاحِبَةَ وَتُزْعِجُهَا اللَّوَحَاتُ الْمُنْكَمِشَةُ الْمَصْلُوبَةُ عَلَى الْحِيطَانْ فَتُقَرِّرُ قَطْعَ خُيُوطِ الشَّمْسْ... وَفِي اللَّيْلِ تَتَسَلَّلُ إِلَى الْغَابَةِ بِمَجَاذِيفِ الْحُلْمِ تَرْتَمِي بِأَحْضَانِ الأَشْجَارِ، وَتَسْمَعُ وَشْوَشَةَ السُّكُونِ وَغِنَاءَ عَبَقِ اللَّيْمُونْ تَحْتَجِزُ جِسْرًا مِنَ الْفَرْحَةِ فِي صَدْرِهَا حَتَّى لا تَنْتَهِي مِنَ اجْتِيَازِهْ (لَيْتَكَ كُنْتَ هُنَاكَ إِذْ يَبْتَسِمُ النَّهْرُ الْفَتِيُّ وَهِي تُلَوِّحُ لَهُ بِوَرْدَةٍ حَمَلَتْهَا فِي فَمِهَا) *** *** *** وَقَبْلَ أَنْ تَشْرَعَ فِي كِتَابَةِ رَسَائِلِ الْعِشْقِ لِلْقَمَرِ النَّائِمِ عَلَى أَكْثَرَ مِنْ سَرِيرْ يُفَاجِئُهَا الْفَجْرُ... يَغْتَالُ ضِحْكَتَهَا الشَّهِيَّةَ تَنْغَلِقُ أَبْوَابُ بُيُوتِ النُوَّارِ وَالْعُشْبِ تَرْتَدِي الأَشْجَارُ أَقْنِعَتَهَا الْبَارِدَةَ وَتَتَحَوَّلُ إِلَى جُدْرَانٍ وَمَمَرَّاتٍ ضَيِّقَةٍ وَتَصِيرُ الْحُقُولُ صَمْتًا مَلْفُوظًا وَالْهَوَاءُ فَأْسًا ومقصلةْ فَمَا يَكُونُ مِنْ أَمْرِ السَّمَاءِ إَلا أَنْ تَنْصَرِفَ إِلَى دُنْيَا السَّغَبِ وَالْعَطَشِ وَالثَّلْجِ الأَسْوَدْ | |
|