شعـر : سعيدة الرغيـوي
اشتهــــاء
في زمن البغض نشتهي صلحـا
نحن لزمن المتنبي ولخيله والبيداء
في زمن الانحسار والضيـــق
ننسى نكهة فنجان القهــوة
و جلسة أنــيس
في زمن البغض نستجدي الآمان
الحب
والوئــــــــــام
ننتظر المطر .. وقطرات الندى
نشتهي في زمن الاندحــار
أريج الزهرة
وإكليل الجبل
ويحاكم جيل متاهة ..اُغْتليت فيه ضحكاتنا
ماضيـــنا أماسينا الجميلـــة
بتنا نشتهــي
بسمة طفل يُسافر وحده
عبر زورق
لا يخشى أدران رصاصة
لا يأبه لقناص نَهِـــمْ
وأنا أيـضـا
أشتهـــي
لوحة باسمة خلفتها هنــاك
حيث روحــي ..
رسمتُ الحكــايــــة
وسمتُها بطفلتي المشتهـــاة
علمتُها أنْ لا تُغادر مملكة البراءة
أن لا خنوع ..لا إذعـــان
سوى للرحمان بارئ الأكوان
أشتهـــي
طقوس صلوات صوفيـــة
ونخلة كتلك التي كانت لمريم العذراء
معطاءة سخــــيــة.
أشتهي سفينة كالتي كانت لنوح طيعة
هنيــة..
وأغنية "مارسيلية" في مدرات روحانيـة
وقصيدة لمحمود درويش ..تعانق الآفاق
البهيـــة،
كي يرحل الوهم وتعتلي عرش القافية
معلنة الانتصار في زمن التوجس
والتوحش والارتقاب
هي نوستالجيا عشق حالمـــة.
أشتهــي
وثبة إليها ..بأقدام حافيــة
و تقبيل قرنفلة حديقتهــا
ومروج حقولها/ وشقيق جِنانها الفيحاء
أشتهــي
نسيم التي أوجدتنـــي أنثى
أبية مــذ كنتُ صبيـــة
فمرحى لسطور الخُلْدِ بين ثناياها
مرحـــى.
وطوبـــى
لصورة ملائكية نَسَجَتْها خيطا ..خيطا
فصول المدرسة التي احتضنتني أولى
مقاعدها.
شين الشهامة أشتهيها في محطاتهــا
وحلم شباب أينع فيها وتألق كشحرور طروب
أشتهي أيتها الحبيبة
شين الشادي في قممك الشماء
صَوْتَكِ الصداح بالحرية هناك
فسلام عليك يا ظبية " تازكة"
يا لــحْنِيَ الجميـــل
حِبْري يسيل عبرات شوق
ليُطفئ نيران صبابتــي
توجسـي
إني أشتهيك يا فجري المشع
هنــــاك دومــا
يا أيتها الأم الــرؤوم
توسلي سماءك علها تُلهمني عيدا
فلست أبتغي سوى
عودة روحي السليبة
سيدتي الأبية ..تاريخك يغرقني
يما من الحكايات الأسطورية
ريشتك أهدت للعالم صورا سرمدية
تعانقها مخيلتي كلما وقفت في محرابك
عاجزا..
لن أنسى أيتها الطفلة المشتهاة أولى
مفردات نمقت بها كراستي الأولى
أدفأت بها لواعجي البــاردة
فأحلتيها سطورا متمردة.
الآن فقط أستطيع تذكر جولاتي الشتوية
في فراديس تضاريسك العصيـــة.
أشتهيك ..لأنني أودعْتُ عندك
الأهل والخلان
وأرشفة صبية شقية .
فصرت أهوى السفر عبر سماءك كنجمة
قُطبيـــة.
أهوى ثراك ..فعسى أبجديتي البسيطة
تختصر المسافات إليـــك
لــتطرد الجفاء ..
و تغني للحب ..للخلود
فلا تركعي أبدا سيدتي أمام الوعود
فأبجديتـــي
لا يقهرها كلل النــوى
فقد تخلصت من قيود البغض
فانسابت سطورا شعرية أرجوانية
مباغتة ،مشاكسة.
أبجديتــي
عَنْوِينِي مساءاتي ورودا ثورية
وشُقي عني دثار الوهَـــن
اجعليني قيثارة ...نايا
لكـــيْ
أحلـــ م
أتبخْتر
أنْزِفُ
وأتعثر
أقوم..
أنْتفِضُ
أرقص
أصرخ
ثــــــــــــــائرا
قائلا:
إنني أشْتَهِيكِ
كالعاصفة
كالنار ..فبردا وسلاما .
أشتهيك سيدتــــي
عناديل محلقة
في أجوائي
آلهة قصائدي الأولى
لتطردي تباريح الجوى الملتهب
فإلى متــى سأظل أشتهيك
سيدتي!!.
نزيفا
لهيبا
طوفاناً
فطوقيني بمعصم الأمل ..وكفاك.
أقول: اشتهائي /وفــاء/ جثو
أمام محراب الأم المعطاء
ولأنك شهرزاد
فأنت غوايتي /مراودتي عن نفسي،
فإليك وحي القلم ،كلفي،نزيفي وبوحـــــــي.