سجال
لم تكن الخطابةُ بدعةَ التقَمُّص
فقف على لوحِ الغبارِ مهيئاً للرّيحِ فتوحاتِ المدن
تَكوَّرْ أحجيةً أمام الخادمة
بعضَ روحٍ تتسلَّلُ في غيابِ الموت
ترثي المصفقين لحظةَ إذ علوتَ منابرَ السُّندس
فلفظتكَ الكتُبُ المدسوسةُ في فلوعِ الدّارسات
لم تكن الجملُ تشرُّ شفاء للناس
فاصبُ قليلاً..ثم ادعُ نادِيَك
للحبِّ يا صديقي هيبةُ الشِّعر
حين غرقتُ...ولم أسألِ البحرَ
ما لونك؟
وعلى صفحة الماء
كأني لمحتني...لكنه الموج
حديثٌ طويلٌ يتلقفُّهُ القاعُ قبلةً..قبلة
لا عليك صديقي
فلستَ أوَّلَ الغابرين
قُمْ من مقامِكَ حيثُ إلاكَ صفيرٌ بلونِ الخوف
اسأل حبيبتي
لمَ طَوَّقتُ هالة الخصر
أرَدِّد..كم يلزمك من اللوز؟
كي أطبقَ على شفتيكِ لحظةً...
قد تطوووول
لكنك لن تفعل
فتقيمُ حُجةً على قنديلٍ توهَّجَ في ذروة الحجيجِ إلى النّور
سعيتُ وتسعى
لِكُلٍّ مِنّا حقُّ الاعتراض
لكل نهرٍ مصب
ما غاض ليس يعيده إلا من تنفَّسَهُ الغيم
يبعثُ في الخمرِ رائحةَ الغواني
يعيد حدود الأرض في كفّه
يُسبلُ عينيِّ البردِ في حلق الماء
هل ثُبتَ أم قتلكَ السيفُ الصدِئ
ألم تنظر إليكَ تحصدُ قشورَ السَّراب؟
تعالَ صَديقي...كي أشفِقَ عَليكَ
أعَلِّمَكَ نسجَ الثوبِ من رُقَعِ الغيم
غيابَ الأفعالِ
جلالةَ الضمير