من القصص الخالدات ** دعوة أم جريج **
كان جريح رجلا عابدا، فاتخذ صومعة فكان فيها، فأتته أمه وهو يصلي، فقالت: يا جريح !، فقال: يا رب !
أمي،وصلاتي؟، فأقبل على صلاته، فانصرفت ، فلما كان من الغد أتته وهو يصلي، فقالت: يا جريج!
فقال: أي رب ! أمي، وصلاتي؟، فأقبل على صلاته ، فلما كان من الغد أتته وهو يصلي ، فقالت: يا جريج!
فقال: أي رب ! أمي وصلاتي؟، فأقبل على صلاته، فقالت: اللهم لا تُمِته حتى ينظر إلى وجوه المومسات .
فتذاكر بنو إسرائيل جُريجا وعبادته، وكانت امرأة بغيٌّ يُتمثل بحسنها، فقالت: إن شئتم لأفتننَّه ! فتعرضت ،
له، فلم يلتفت إليها، فأتت راعيا كان يأوي إلى صومعته، فأمكنته من نفسها فوقع عليها، فحملت. فلما،
ولدت قالت: هو من جريج، فأتوه فاستنزلوه وهدموا صومعته ، وجعلوا يضربونه، فقال: ما شأنكم؟، قالوا:
زنيت بهذه البغي فولدت منك .. قال: أين الصبي؟! فجاؤوا به فقال: دعوني حتى أصلي، فصلى،
فلما انصرف،أتى الصبي فطعن في بطنه وقال: يا غلام! من أبوك؟! قال : فلان الراعي!!، فأقبلوا على
جريح يقبِّلونه، ويتمسحون به ، وقالوا: نبني لك صومعتك من ذهب، قال: لا، أعيدوها من طين كما كانت .
ففعلوا.هذه القصة وردت في حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، المتفق عليه في الصحيحين .
نقلها لكم : عبدالعزيز النّضام .. بروكسل.. فذكر .. إن الذكرى تنفع المؤمنين .