كَأدَاءٌ تلكَ من تبغِي
شَقّ بَخُورِ النّجْوَى من ألمٍ
و رَعْنَاءٌ دخيلةُ الشّكِّ على عَجَلٍ
من تُآزِرُ بوَصْلِهَا حُرْقة العبتِ،
فالوقت شِقٌّ من عصور مَآزِقِكُم
إن لاَحَ بالزّخَمِ عُثِّرَ القدر،
و ليس من يسلكُ ضَحْلَ المسافاتِ
بِغَاوٍ إضْمِحْلاَلَ دَوَافِعِها
وإنما شَغَبُ النّزْعَةِ هَمٌّ
يُمْتَطَى من عجزٍ أو فشلِ .
تُرَاقُ على الأذواق سِمَةُ الفراغ سائِدةً
تُجَابِه آنْقِيادَالعُصُورِ لِلْعَطَلِ
و حول المآذب أفكارُ الجوع لاَهِفَةً
أطباق خِزْيٍ لا تُشْبِعُ النَّهَمَ،
نروحُ وَجِلِينَ يقصي العُرْفُ نوايانا
و العَدْوُ خلف الحِصار
لا جريَ يَتَعَقّبُه.
فتَمَلّكِي رَعْشَتَكِ بالسّخاءِ و تَدَبْدَبِي
كأي آحتمالٍ يُسْعِفُ حُجَجَ البقاء
نَاوِرِي الذمع المُيَتّمَ على أحذاقِ البُكا
و آجعلي صَفْحَكِ نَايًا
يعزفُ الطّبْعُ تَرْنِيمَتَه،
فلكم زرعُ النّشْوَةِ حصادَ سُكْرٍ
كُلّمَا طِبْتُمُوهُ زاد في التّعَتُّقِ.
تَتَبَدّدُ الأيامُ كالخَسَارَاتِ لا نَطْعَمُهَا
و هي مرارةُ ذوقٍ لحلاوةٍ لم تَتَأصّلِ،
و لما نَؤُوبُ من النّفي
مُجْهَدَةٌ شراعاتُ آمَالِنَا
يَسْتَشِيطُ الفَوَرَانُ بدم البركان
لتَنْفَلِقَ العُذوبة من نَبْعِ النذى
و يُعَادُ التّبَصّرُ في حُمّى الغليان،
و لأنّكِ كأداءٌ تُجَرِّعِينَ الأذواق
نَزْوَةَ مرارةٍ تُقَشْعِرُ صفاء الإضاءة
فآعلمي عن درب مُحَالِكِ هذا القرار:
سنَتَحَمّلُكِ طبعا لا ترضاهُ طَبَائِعُنَا
سنُطْمِرُكِ حصادًا لأيامٍ قَحْطَاء
سَنُشَارِفُ على قَطْعِ صِلاَتِكِ بالهُدْنَة
و سَنُجَلِّي عن جَهَامَتِكِ
أقنعةَ المَوْتِ بلا جواز.
فنحن لن نُسْحَقَ بثقتلِ الجُمود في غليانِنَا
و لن نموت من آفةِ الجهل
بقعر هاته الإبادَات
بل سنَجْهَرُ بمَنْسِيّاتٍ في قبور الرِّدّة
لنعلنَ أن تلك الكَأْدَاء
من تبغي شَقّ بَخُورِ النّجْوَى
أوْضَاعٌ مَوْجُوعَةٌ بالحُبِّ والضياع.
9/10/2003