قصة قصيرة: "موحى"
[/b][/size]
عبدالاله ابزيري
استفاق الطفل "موحى" على دفء انتهت صلاحيته.. انكمش تحت غطائه المنعدم .. حاول من جديد معاودا الانكماش لدرجة ان علبة سردين صغيرة قادرة على احتوائه.. حاول من جديد راسما كل اشكال الانكماش ولم يحقق مبتغاه ألاوهو الحصول على لحظة من لحظات دفء الصيف الهارب ..قرر "موحى" ان يبحث عنه بالخارج فاستفاق.. تسللت اشعة الشمس من وراء القمم العالية فقرر مطاردتها حتى ينعم بدفئها اسرع الخطو وسط بياض الارض وهو ينتعل صندله البلاستيكي المكشوف الاصابع تابع السير والتسلق الى درجة انه فقد الاحساس بان لديه اصابع فالثلج بدأ يعطي مفعوله تابع وتابع وتابع ولم يحصل على المطلوب احس بالتعب وتذكر انه لم ياكل شيئا منذ اسبوع..بدات تنهار قواه فقرر الا يستسلم فليست المرة الاولى التي يعايش هكذا اجواء فابتسم وقال :حكت لي جدتي انني ولدت هنا وفي هذا المكان الذي انا متواجد فيه في هذا المكان صرخت صرختي الاولى وصرخت معي امي صرختها الاخيرة ..ودمعة تتجمد على الخد راسمة خطا متجليا للعيان..قررموحى ان يصرخ فربما احد بالجوار يهب لمساعدته فاطلق العنان لصراخه المكتوم فلا مجيب ولا معين كل ما يسمعه هو صراخ مشابه لصراخه حتى ضن انه الصدى فتابع الصعود مشيا وزحفا مرتقيا الى الاعلى ..اخذ منه التعب فانهارت قواه فتدحرج من الجبل ككرة الثلج المتهاوي وتابع التدحرج ليستفيق مدعورا على صوت نابع من مذياع الدوار الوحيد ومسؤول حكومي يصرح بان ساكنة الجبال بخير وقد رصدت لهم ميزانية تكفيهم عناء العزلة ليتابع البث في المذياع باغنية "هاي هاي هاي وهاذي كذبة باينة"