سعاد محمود الأمين
عدد الرسائل : 14 تاريخ التسجيل : 26/08/2014
| موضوع: رصيف الأشباح السبت يناير 03, 2015 7:44 am | |
| رصيف الأشباح انكشاط الأرجل على حجارة المقابر ، جعل حارس المقبرة ينتفض ويقشعر بدنه، لمن هذه الخطوات الثقيلة؟ تمتم فى سره..انتظر تأقلم عينيه مع العتمة،الأموات الجدد لايندمجون مع الأموات القدامي، مازالوا متعلقون بدنياهم، كذلك كان يعتقد عبد الصمد حارس المقابر، المهنة التي ورثها عن أب وجد، يجيدها يستقبل الجثامين دون تعاطف، كأنه يحضر مأتما لايعنيه فى شئ.كان الليل مدلهما، وسماء مكفهرة مخططة ببرق عنيد يبرق بقوة تخطف الأبصار ثم يتلاشي،هزيم الرعد يرج الأرض بشدة. لأو ل مرة ينتاب عبد الصمد هذا الرعب،فجاءة سمع صراخ استغاثة يثقب ضجيج الليل المضطرب ،حمل قنديله وتدحرج نحو المقبرة الأخيرة هذا الجسد الذى رقد عند سقوط الشمس فى مستقرها، كان ضوء الشعلة يترنح ثم ينطفئ، فيزداد وجيب قلبه يبسمل ويقرأ ماتجود به الذاكرة فى مثل هذه المواقف، ولكنه بلع لسانه :ــ مالهذا الميت لايستقر فى مرقده الأبدي..ماذا أنت فاعل له ياعبدالصمد عد الى حجرتك الله كفيل به..وساوس دواخله غير المطمئنة تشوش واقعه.مازلت الضوضاء المتلاحمة، من صراخ وخطوات تقيلة تدوّم فى المقابر،وعبد الصمد متكورا.. يردد فى همسه :ــ ماذا يقع لهؤلاء الموتي؟! أقامت قيامتهم!أدركته سنة من النوم ربما ثوان أو ساعة ،لايدري لقد أضاع الزمن، أصاخ السمع.. هناك اهتزازات حناجر حزينة تشبه الأنين، تنبعث من جميع أركان المقبرة، وشواهد القبور تلمع مع كل وميض، شاهدة على مايحدث ولكنها شواهد صامته..تسللت أشعة الشمس بعد أن إنكمشت الغيوم، فأيقظته ، هرول مسرعا ليكشف سر مخاوفة التي انتابته لأول مرة،وجد قبرا جديدا فى الجهة القصية من المقابر، وقد رش على سطحه بدماء لم تغسلها أمطار الأمس..وبدل الشاهد وضع سيفا يبرق نصله تحت أشعة الشمس، يشعر بالحزن لأول ميت ويهمس: ــ قتلوه..كان يصرخ مقاوما أبديته؟ ليتني حضرت لأمنعهم ..طرد الفكرة مسرعا من مخيلته، ونبذا هذا التعاطف الذى اعتراه..تمتم:ــ لقد تم أجله ماذا فاعل له...رجال الشرطة يزرعون أرض المقابر جيئة وذهابا، ينتظرون نبش الجثة المغدورة. عبد الصمد يراقب مقهورا، لم يقم بواجبه فى الحراسة،فأدى إلى موت ضحية قضت مضجعه ، وأزعجت الموتي فى مراقدهم بصراخها، كان يتعايش معهم كالأحياء، ويجلس قرب كل قبر جديد يتلوا عليه قوانين رحلة الخلود..كان هذا عالمه. اعتاد رؤية الأشباح الليلية وهمسها ووقع خطواتها الخفيفة،لايخشاهم يظن أن الموتى يزورون بعضهم، هم أهل هناك الجد والأب والخال وأبن العم يرقدون، قبل أن يشعر بذلك الرعب الذى هد كيانه ليلة الأمس، وصار لايثق فى الموتى فقد أصبحت خطواتهم ثقيلة، ولكنه ناغم على الشرطة يهمس محدثا نفسه التي اعتاد مخاطبتها:ــ لايأتون إلأا بعد سفك الدماء..ماذا لوشيد سورا مكهربا حول المقابر..!؟ترنح عبدالصمد وسقط مغشيا عليه من النظرة النارية التي صوبها الشرطي نحوه، عندما نبش القبر ووجد خاليا ! | |
|