العابرة مع النوارس *
**********************
فتشت عنك
في وجوه العابرين ..
في صورة خزنتها بحافظة ذاكرتي
أردد كلمات دونتها لك
وأخرى أعددتها للحظة الحاسمة
كنت كمن يتعلم حروف الهجاء
فتكويننا يعود لحقبة ما قبل الشتاء
أعددت نفسي ..
لأكون كالمطر هدية الأرض من السماء
عطرت المكان ..أعددت الورود الحمراء التي أحبها ..
وأنرت الطريق بشموع المساء
ولكنك ..لم تأت ..
تنوعت أشكال انتظاري واللهفة واحدة
همست للنوارس القافلة ..وحاورت رذاذ البحر
لتخبرني عن مسافات العبور إليك..
كم كنت تواقا لألمس فرحك وخوفك .
لأقرأ حروفي المتجذرة في عمق الصدر
كم كنت تواقا لأقطف عناقيد ابتسامتك
تلك المتدلية من دوالي خجلك ونور القمر
بل الملتهبة جمرا من حمرة خديك
وقلبي ضائع اللفتات بين المد والجزر
ولكنك لم تأت ..
سأهتم الليلة بقراءة وترتيب أفكاري
سأكتب عن شجن الروابي المجاورة
وأصف كل لحظة لباقي الأشجار
حتى تتمايل حزنا عن خيبة الأطيار
سأدون حلم اللقاء في أوراق لأحفظها
وقد أمزق أخرى أرميها في قمامة النسيان
لكن طيفك سيبقى معي رفيقا ..
حتى بعد لحظات الإنتظار
احس بأنه يهوى ولا يهوى سوى أشعاري ..
************************
حميد يعقوبي /القنيطرة/06/01/2015