[rtl] شكري البكري[/rtl]
[rtl]كلما نقرتُ لنشر أحد نِتاجاتي، أو أجيبَ عن تعليق أحد القراء، إلا وتذكّرتُ ذاك الأستاذَ الحقودَ الذي لا يعرف من الأدب سوى كتابِ المطالعة، وتلك الجرائدِ البلهاء التي لا ينشر محرروها سوى ما يكتبه أقرباؤهم وذوو الزردة عليهم. وكاد يسقط في يدي عندما نظرت في كلمات ذاك الأستاذ الذي كان يبدو أحمقَ بإصراره على الحديث بالفصحى حتى خارج صفوف الدرس:[/rtl]
[rtl]-النص الأدبي مكابدة في الإيجاز. اقرأ أكثر حتى تصقل موهبتك.[/rtl]
[rtl]لم أطنب. والقصّةُ استغرقت صفحة ونصف، لا أكثر. أعرف أنه لا يفقه شيئاً في الإيجاز. ومع ذلك يتحدث بلكنته الجبليّة العجائبية عن الإيجاز والمكابدة. وأعرف أنه لا يفقه شيئاً في المكابدة، إنْ لم تكن مكابدة الرعاة في جيناته الحمض- نووية.[/rtl]
[rtl]أنفقتُ نصف راتبي في الطوابع البريدية واقتناء الجرائد. فأبعث بالدراسة النقدية، والقصيدة، والقصة، والفصل من الرواية. وبعد أربعة أيام من إيداعها صندوق البريد أبدأ باقتناء الجرائد والمجلات. أعيد النظر في الغلاف، وأعيد تفحص العناوين الداخلية. ثم أعيد تصفح الأعمدةِ والزوايا والمانشيتات. لا شيء. أدقّق في العناوين ربّما أخطؤوا في اسمي. ثم أدقّق في العناوين ربّما غيّروا عناويني. لا أثر. كانت تَنشُرُ كلَّ شيء، من وصفات المطبخ وقائمة صيدليات الحراسة إلى التهاني والتعازي، إلا ما أبعث به أنا. وكأنني لم أبعث شيئاً. أتذكر ذلك الآن بامتنانٍ وأنا أنقر لنشر نتاجاتي في مواقعَ اجتماعيةٍ وجرائدَ إلكترونيةٍ يتصفحها الملايين من مختلف بقاع الدنيا، وليس بضع عشرات. ولا أكاد أنقر نقرة حتى تتهافت الجِيمَاتُ والتعاليق المهلِّلة. حتى إنّ قارئاً فايسبوكياً قال إنني نُقْلَةُ عصره. اليومَ أصبحتُ عضواً في الاتحاد العالمي لأدباء الأنترنيت، ولي موقع خاص بي. (دوبلُفي ثلاث مرات. الروائي والشاعر المبدع فريد سُلَيِّم نقطة كوم). ولا أكاد أنقر نقرة إلا وتذكرتُ حقد ذلك الأستاذ الغبيّ في جلبابِ فُصحاه.[/rtl]
[rtl]شكري البكري[/rtl]