الي به ... انه مسلم ...
جلس بين ابنائه في الملجأ الذي وصله بصبر ايوب مضاعفا محطم الانفاس مجهدا مكابرا يأسه الصاعق لوعي الصغار على ان يحلموا حلم من عتقوا من النار و الدمار .. لا يتوانى في تذكر الرحلة التي قطعها مشيا على الاقدام بين الاحراش الشائكة يتغيى السلم الذي تحرسه في خيام منتظمة في نصبها على اشكال هندسية منظمات اغاثة دولية و التي تعمل بتوصيات الدول العظمى المؤججة لنار الابادة بين الشعوب الاسلامية سيما في ارض اصبحت تؤمن بالذبح وسيلة لاقرار شريعتها بين الناس كرها وطوعا...
يتفرس وجه الصغير و يتساءل عن مصيره غدا حينما يكبر ان كتب الله له الحياة هل سيحمل هو الاخر السلاح لابادة ما تبقى من فصيلته.. بني جلدته .. ام سيبيد بالقتل و الحرق اهل الملل الاخرى كما ابادت الا من ارتد عن دينه هنا و هناك
وفي وجه ابنته يقرأ تفاصيل الاغتصاب و العبودية ان طالتها ايدي الحاقدين من الملل الاخرى و هل ستنعم بزواج يضمن لها الحق في ممارسة وظيفتها كأم في وطن سيعمه السلام غدا هيهات هيهات..
و في وجه الكبير الذي يراه قد اصبح مختلا نفسيا لما رأى ابن عمه قد احرق حيا امامه و اكل قلبه امام الملأ و جريرته في كل ذلك انه مسلم
و اذ هو في استهاماته المؤلمة حتى استأذن منه لاخذ بعض الشهادات الشفوية و التي ستوثق بصريا حتى تغدو حجة ضد الجماعات الارهابية ان تمردت عن قانون الزعيم المدبر للجرائم ضد الانسانية يوما ما
كان السؤال العنيف الذي يطوي في رحمه صور التعجب الصادمة:
كيف وصلتم الى هذا الملجا سيما و ان الطريق الى هنا مسورة باعدائكم من كل جانب ؟
اجاب حسير الرأس متهدجا صوته :
الاعمار بيد الله فلو كان القتل رميا بالرصاص لرضينا بما شاء الله فقدر و لا اعتراض على مشيئته اما وان نؤكل من قبل اقوام بعد استواء لحومنا طهيا اه لقد احلت لحومنا فهذا ما لاارضاه لابنائي فأهون لهم ان يصبحوا عبيدا و اماء على ان يكبروا الى جانب الخنازير في حظائر التسمين حيونات آدمية تذبح باسم الدين و الشعوذة ..
و بعد زفرة حرى استأنف القول :
لقد اصبح هؤلاء الاقوام يحملون شعار المسلم غدائي / ذكائي
محمد القصبي
5/3/2015
القصر الكبير