سَخطُ الشوكولاتة
كان لا يأبهُ بالتدقيق عند تناوله المُرتديلا وغيرها ،من المواد الغذائية
والمُعلبات المستوردة من الخارج ، إلاّ بعدما أصبح من المهاجرين..
الذين رجعوا إلى مُحاسبة أنفسهم ، وكلما دخل محلاًّ تجاريّا للمواد الغذائية ،
يدقق النظرفي أي شيء قبل شراءه ،عبر مِجهر صغيرالحجم ،
لا يفارق محفظة جيبه ، وذات ليلة شارك عائلته إحتفالية عيد ميلاد أحد أولاده ،
وكان يعارض مثل هذه الإحتفالات ،ويعتبرها دخيلة على مجتمعه،
ولما تناول الشوكولاتة ، شعربسائل كحولي حار يتجاوز بلعومه ،
حتى احمر وجهه ، فنهض من مقعده صوب طاولة الصالون ،
وأخذ يتفحص مكونات المنتوج بالمجهر، وهو: يصرخ ويلعن ويسخط
على الوضع الذي أصبح فيه.. قلت : لكم مراراً وتكراراً، هذه الإحتفالات عادة سيئة ،
وابنته البكرتحاول تهدئته ،ياأبي : هذا جيل آخريعيش عصره وليس ...
ماهذا الذي أسمعه..!! أهو كلامك أم كلام أمك ، أياابنتي: العاقلة"..!!
إذن جيلنا نحن عاشوا مثل الحيوان ،-عفوا أبي لم أقصد ما قلته..
أعرف إنقلابات النساء "،قولي : لي بالله عليك ياابنتي ، كيف أهدأ.
وأنا أصبحت لا أدخل بيتي إلاّ باستئذان في مثل هذه المناسبات
بدعوى وجود نساء لاهيات في الرقص والغناء ..!!
وماذا أصنع الآن ؟،بعدما خسرت سنوات طويلة من العبادة ،في ليلة واحدة
بسبب تناولي للشوكولاتة " حملق الأب في الصالون والغضب يتفرش
وجهه، وهو: يردد الشوكولاتة تفعل بي فعلتها هاته،سألقن درساً لنفسي
وللجميع ، أومأت الزوجة بيدها المرتعشة إلى ابنتها ،بأن تأخذ الأطفال
إلى غرفة مجاورة للمطبخ ،ثم غادرت الصالون رفقة ضيفاتها،
وبكاء الأطفال يملأ الفضاء ، وفي تلك اللحظة أفرغ غضبه على الطاولة
المزينة بما تشتهي الأنفس ، ودفعها بيديه بقوة نحو الأرض .
عبد العزيز النضّام
بروكسل 25 مارس 2015
قصة قصيرة