أنا وصديقي القنفذ ..!!
صديقي القنفذ لا يأتمن أحداً .. ولو من أحسن إليه ،إلا أنا من استنجد به
ورغم ذالك لازال يخيم عليه الشك ،بأنني حيوان إنساني أليف ،وفي أي لحظة
يمكنني الغدر به ، لقد إختلط لدية الحابل بالنابل ..!! جاء هاربا من الغابة ،
فوجد نفسه في غابة لاتشبه غابتهم ، قال: لي هو: يريدالرجوع إلى غابة حيوانات
لا تزهق فيها أرواحهم ، ولا اقتتال فيها إلا للضرورة ولسد رمق الجوع اللعين فقط ،
وعندما يشبعون ، ربما يلعبون مع الأسد ..لعباً ورقية مثل لعبة الرامي أو الروندا ،
أو السترنج ،كما يمكنه أن يغمض عيون الحيوانان المفترسة ،بكسبه جولة اللعبة ،
وقد أزعجه سماع أصوات غريبة قوية ، مثل المفرقعات الإصطناعية ، وضجيج..
السيارات، والطائرات ،لأن غابتهم سليمة من ال تلوث، وبعيدة عن المصانع ،
وأصوات المدافع ،ولا يمكنهم أن يفجروا بعضهم بالصواريخ والقاذفات ،أو حتى
بالبراميل المتفجرة ،ولو قاموا بتدريبات على تعلم استعمال أنواع السلاح الفتاك ،
مثل القردة القريبين إلينا في التقليد، فهم يستعيدون بالله من أفعال البشر،
قال لي : هو: له كلب صديق متقاعد من الشرطة برتبة رقيب ، أبدا ومهما
حدث من خلافات بينهم ، لا يمكنه أن يقدم وشاية ضدهم لبني البشر،أمره فضيع،
فكلما سمع خشخشة أي شيء ،ينتفخ ويحدث صوتا كالأنين من شدة خوفه ،
لتتصاعد زفراته ، كقطة تستعد للهجوم على من يقترب من صغارها ،إلا أن القنفذ
يُصلب عضلاته وينطوي على نفسه ، ككرة حديدة من شوك حاد، يمكنه أن يدمي
من يلمسه بيديه ،كما أنه أحيانا يتظاهر بالبلادة وقلة حيلته ، ويقوم بحركات
وسكنات تمويهية ،للتخلص والفرار من قبضة ساجنه، إضافة إلى اكتسابه قدرة
تسلق وتجاوز المسالك الوعرة وهو: كذلك عنيد في معاركه الطاحنة مع الأفاعي،
ويمكنه تمزيق بطنها والإنقضاض عليها من أمام رأسها ،ويصعب على الأفعى إبتلاع
القنفذ وهضمه بسهولة ،ولايحب النوم في الهواء الطلق ،إلا في جحر عميق يحفره
بأظافره،أو أي مخبئي يُصادفه في طريقه على الأرض، وينام في النهار طويلاً ،
ليخرج للإصطياد في الليل.
بقلم: عبد العزيز النضّام
بروكسل: 25 يوليوز 2015