حواء التفاحة
قصة قصيرة
محمد المنصور الشقحاء
بعد نصف عام من الاغتراب، ها أنا وفي سيارة أجرة برفقة أخت زوج أمي وأربعة بينهم امرأة في طريقنا من الرياض إلى الطائف، الساعة الخامسة عصرا وبعد اجتياز أربعمائة كيلو من الطريق نتوقف في استراحة مسافرين.
المرأة اقتربت من مرافقتي ولمعرفتي بالطريق فقد اخترت غرفة خلفية تؤجر للعائلات للاثنتين ولما اطمأننت على دخولهن وجدت والد المرأة يقف في الفراغ المحيط بالمكان، عرفني بنفسه واخترنا كرسيين في جانب المقهى طلب شيشة جراك وبراد شاي لم يهتم بوجودي.
ولما اشتم رائحة الشواء سأل: هل نتعشى.
طلبت من القهوجي براد شاي وقنينتي ماء وقمت بشراء فطائر كرسون وبسكويت من بقاله المقهى وحملت الجميع إلى الغرفة التي بها مرافقتي، لم أجدها ووجدت المرأة تناولت الأشياء التي احمل ودعتني للجلوس مستفسرة عن أجرة الغرفة وثمن المشتريات، الهدوء الذي تسرب إلى داخلي سببه جمالها ورقة صوتها وخصلة شعر غطت جزء من جبينها.
وهي منشغلة بإخراج النقود من حقيبتها اليدوية غادرت الغرفة والباب يفتح ومرافقتي تقف تفسر الحالة؛ أعلن السائق تأخر انطلاقنا بسبب إبلاغ أشاعه امن الطريق بمنع السير لمدة ساعة بسبب قافلة من السيارات العسكرية على وشك اجتياز النقطة التي نحن فيها لم يطل انتظارنا رتل من سيارات النقل تجاوز المائة شاحنة تتقاطر أمامنا ولما اختفى كانت العتمة تتلبس المكان والطريق.
في اليوم الرابع وأنا استعد للعودة للرياض وبينما كنت بعد العشاء متمدداً في غرفتي بسطح الدار فتح الباب كانت أخت زوج أمي تركت الباب مشرعا، وجلست على طرف الفراش تحدثت كثيرا حتى ابلغ رسائلها لابنها.
نهضت من المرقد وقفت قبالتها منصتا ثم أغلقت الباب بالمفتاح، اخترقت حديثها وتغلغلت في ثنايا جسدها لم تقاوم؛ لا ادري كم من الوقت استغرقنا صحوت على صوت أمي تستعجلني على القيام حتى يوصلني أخي لموقف الرياض.&