نهاية الحلم
قصة قصيرة
محمد المنصور الشقحاء
جاء اتصال رابعة في التاسعة صباحا وأنا أكمل مسوغات صرف حقوق مراجع نفذ عقد عمل نقل طلاب هجرة نائية إلى مدرسة قروية بالمكتب؛ تطلب مساعدتها في ترحيل خادمتها التي اكتملت إجراءات سفرها عبر مطار جده؛ أكملت أوراق المراجع واستأذنت من رئيس القسم الذي اعمل فيه متجاوزا فزعي وضعفي ناسيا نوبات الضياع.
وجدتها تنتظر مع ابنتها فينوس ذات السنوات التسع وعاملة المنزل ولما أغلقنا أبواب السيارة وأدرت المحرك تذكرت محفظتها التي بها جواز سفر العاملة وبطاقة الطائرة أوقفت المحرك؛ ورافقتها بالمصعد جاءت البداية ملامسة عبثية وبعد إغلاق باب الشقة وجدتها كما المن والسلوى؛ الوالدة التي كانت تنتظرنا بمنزل الأسرة جلست بالمقعد الأمامي بجواري وفينوس بيننا والخادمة خلفي وهي خلف والدتها؛ شعرت آن علي استخدام كمية معينة من العقل والانفصال عن العالم الحسي والاندغام في الوهم؛ لكن ما كان أكثر سوءا هو إنني كنت أتصنع البراءة، ولما اجتزنا طريق جبال الهدى وبدت معالم مكة.
قالت الأم ( لو سمحت من طريق الخواجات مور فيوز غير مسلمة ) في مرآة السيارة كانت مور تحدق في مبتسمة؛ وامتد معه طريق الخواجات لتستقر فينوس في حضني لمشاركتي قيادة السيارة؛ كانت هائلة في العمق الرمادي الصامت وتورق التفاصيل ندفع الغيمة لانهمار الرغبة التي نحتت ذاتيين إلى واحد؛ شعرت بالانتشاء من رائحتها التي أشعلت النار والمشاعر أدركت ذلك فطبعت قبلة على خدي معها ( قالت الأم عيب يابت خلي عمك يشوف الطريق ).
ونحن ندخل جده قالت رابعة ( ممكن توصل أمي لبيت خالتي ترتاح فيه حتى تسافر ميري ) لما ترجلت الأم قررت فينوس مرافقتها آخذة معها الرائحة الطيبة وتوسل مغفرة أمطرت الحميمة التي لا أذكرها؛ معه انتقلت رابعة للجلوس بالمقعد المجاور مكان أمها، وفي الطريق اقترحت أن نتناول الغداء في فندق العطاس بأبحر مع ابتسامة فيوز التي وجدتها في المرأة أمامي فتوقفت عن النقاش وأنا اتجه لأبحر.
وثلاثتنا نتناول غداء سمك بمطعم الفندق اقترحت استئجار غرفة للراحة والخصوصية فلم تعترض رابعة؛ تأخرت في المقهى أتناول وجبتي اليومية من الجراك المعطر وأمواج البحر تتدافع أمامي؛ توقفت عند اللحظة الحاضرة إلى درجة موجهة فراغ حياة داخلية منغلقا كليا على نفسي القلقة غير أن رابعة فتحت ثغرة في هذه السكينة معها كانت التساؤلات فجاء الاضطراب وحلقت في الفضاء علامة استفهام، معها جاءت مور فيوس لتخبرني إن موعد رحلتها أزف.
بعد إكمال فحوصات أوراق السفر ودفع رسوم زيادة وزن العفش انتظرت دخولها صالة المغادرة ولما اختفت عدت لسيارتي واتجهت للفندق؛ قررت شرب براد من الشاي فدخلت المقهى انتصبت أمامي الطاولة والشيشة التي مزمزت شيء من عبقها شدني المشهد للجلوس واحضر النادل براد الشاي ورأس جراك جديد.
مع أذان المغرب صعدت للدور الثاني بالفندق متجها إلى الغرفة التي استأجرت، قرعت الباب أكثر من مرة مما لفت نظر عامل النظافة الذي جاء وقال ( بابا مافيه احد الغرفة فاضيه ) وفتح الباب لم يكن هناك احد.&