عن دار وليلي للطباعة و النشر بمراكش صدر للشاعرة الزجالة فاطمة قاسمي ديوانها الزجلي الأول الذي وسمته ب "فتنة الدنيا"، في طبعته الأولى لسنة 2008، و يقع الديوان في 74 صفحة من القطع المتوسط، ويضم 34 قصيدة تتوزعها موضوعات شتى تشي بحرقة الكلمة التي تعيشها الزجالة فاطمة قاسمي، التي لم يحل عدم تعلمها المدرسي دون معانقة الكلمة و الاكتواء بنارها منذ ما يربو عن 56 سنة، وهي مدة تبرز بجلاء العلاقة الحميمة التي تربط هذه الزجالة بنار الكلمة ورغبة الافضاء و الإفصاح بعيدا عن الثقافة العالمة التي قد لا تقول في بعض الأحيان شيئا.
فاطمة قاسمي من مواليد مدينة الشماعية دائرة احمر، 2 نونبر 1928، عاشت طفولتها بالبيضاء. و انخرطت في صفوف الحركة الوطنية كغيرها ممن كانت تهزهم الغيرة الجامحة على هذا الوطن، اعتقلها الاستعمار الغاشم عدة مرات. عاشت زمن المقاومة الحقيقي، و عاصرت ثلة من المقاومين من طينة محمد الزرقطوني و ثرية الشاوي و اخرين.
لم يكتب لفاطمة قاسمي المبدعة العصامية الشعبية ان تلج مدرسة و لا جامعة، غادرت ارض الوطن سنة 1957 باتجاه الديار الفرنسية، حيث قضت بالمهجر ازيد من 50 سنة بمدينة نيس بفرنسا، لتعود الى وطنها الأم سنة 1994، و تستقر بمسقط الرأس و حضن الولادة بمدينة الشماعية الى يومنا هذا.
تتوزع الديوان "فتنة الدنيا" قصائد تختلف موضوعاتها باختلاف منظور الزجالة للحياة، فمن الموضوعات الوجدانية " ماذا قسيت" " الزوج"" احياتو مشات اخصارة"... الى ماهو وطني "الوطن دخلوا ليه النصاره" " سبتة" الى ماهو قومي و ماهو انساني تنتظم خيوط هذا البرعم الزجلي، الذي امتد تكوينه على مرحلة عمرية طويلة تبدأ بأولى قصائده سنة 1952 " فلسطين" و الى سنة2007 " احياتو مشات اخصارة" اخر قصيدة فيه ، و بين هذه و تلك قصائد تختلف تواريخ تكونها و ولادتها و لكنها تحمل هم التغيير و حرقة الحرف و لوعة الكتابة " القول"، و ما زال وهج العطاء الشعري مستمرا و ما زالت الزجالة تعد بالجديد مع مجئ الجديد...
[right]