عند العرافة
أرشدوني بعد اضطرابي إليها
مدحوا لي إدراكها المحسودا
لم أصدّقْ لمّا شعرت بنفسي
أطرق الباب سادرا مهدودا
عجبا مثلي يسأل الكاهن العرا
فَ حتى ينيله المودودا
خرجتْ في شعارها شعْرها منتَ
فشٌ تبدي بسمة ووعودا:
" أيْ بنيّ ادخلْ لا تلجلجْ وتحزنْ
سوف تلقى الكلام عندي سديدا"
فرأيت البخور منتشرا والنور
بصيصا فخفْت منها وعيدا
خاطبتني: "ماذا دهاك وما نحلك
هذا؟ فامرح وأقبل سعيدا"
قلت:"هذا من حادثات الليالي
إنني عشت في الحياة وحيدا"
أسقطت حَبًّا في جمار الأثافي
فتعالى الدخان غيما شديدا
زحرت ثم أرعدتْ فتنحّت
فدنت ثم حددتْ تحديدا:
"أيْ فتى لا تحزنْ ولا تتخوّفْ
فأمانيك لن يغبْن بعيدا
فأمانيك في السماء جوار
هاهنا النجم سوف يعرو السعودا
وتصابيك بالتي سلبتْ
قلبك لن تلقى صدها السّفودا
ذا محيّاها باسم الثغر نضْرٌ
قلبها خفّاق إليك ودودا
لا تخفْ يابنيّ هذا أمامي
غدك الآن لا يضمّ رعودا
أفْقه صاف أرضه زهرة إلا
كما تلقى العاديات العتيدا"
فذرفتُ الدموع وهْي تبدّي
وتجلّي المخبّأ المنشودا
فذرفتُ الدموع من عجز نفسي
واضطراري أن آتيَ المنكودا
فتركْت المحل منها كظيما
مثقلا بالقُتار نضوا بليدا
9-12-00
