في إطار مهرجان أمارك والذي أشرفت على تنظيمه جمعية تيليلا بحاضرة اشتوكة ايت باها مدينة بيوكرى الطيبة الأهل والمقام. حيث عرف حضن قاعة الاجتماعات بباشويتها مائدة شاعرية امازيغية اختير لها ابرز وجوه القريض الامازيغي وفرسانه، أمثال: الحاج احمد الريح، واحمد اودريس،والحاج الحسن امغوغ، والحسن اوبيهي. كما وقع الاختيار على الأساتذة الأدباء: محمد المستاوي،ومحمد بسطام، واحمد ابوزيد،وابراهيم اوبلا، من اجل استجلاء الخصوصيات الخاصة بكل شاعر والوقوف على مختلف المحطات البارزة في حياتهم الأدبية وعلاقتهم بالشعر الامازيغي وما ينتجونه من أشعار وقصائد للغناء والشدو والطرب وفاء وخدمة لهذا الفن السوسي العريق خاصة والامازيغي عامة وان الغاية لدى المستجوبين هي زراعة الكلمات في القلوب والافئدة ولذلك فان القلب يعطي لاخيه كل ما يحس به. وقد جاءت قرائحهم متناولين فيها مختلف المواضيع اللاصقة بالمجتمع وبقضاياه وبهمومه العامة والخاصة لايبتغون من ذلك جاها ولامالا وانما تحقيق رغبة دفينة في الروح وفي النفس لأنها تجد في ذلك غذاءها. وقد أشار أحدهم في حواره انه كان يقطع الفيافي والجبال والكيلومترات من اجل هذا الفن ولكي يستمتع بلحظات هيامه ووجده لهذا الفن وأهله ومريديه. غير انه بالمخاطر. لايريدون من ذلك إلا الاستمرارية والتألق لهذا الفن دونما تكسب به أو غيره، كما صرح أحدهم على ان ما سلمه من قصائد للمغنيين اعتبرها على أنها صدقة وبالتالي فإنها تتوقف على الكتمان، ولهذا امتنع احدهم عن التصريح بأسماء المغنيين والذين لازال البعض منهم إلى اليوم يغني له تلك القصائد. وهكذا كانت عفة اغلب الشعراء سمة الإنسان الامازيغي العاشق للحياة بمفهومها المعنوي الحقيقي والتي تقوم على العفة والقناعة واليسر والبساطة لاتغريه الماديات ولاتستهويه كي ينسلخ عن جذوره ملتصق بأرضه متمسكا بلغته وبوطنيته حتى النخاع مؤمن بالحب وبالعشق لكل ماهو جدير بذلك وذلك هو معين اشعارنا حسب تصريحات الشعراء في الجلسات الروحية الخالصة البعيدة عن التزلف والتصنع يتحدثون من وازع إيماني قوي ومن عفوية صادقة، رسالتهم نشر المحبة والسلام والاطمئنان للإنسان وللوطن ولمقداساته العليا.
31/8/2008جريدة بيان اليوم