شهد أم الربيع ليلة 10-11 دجنبر 2003 فيضانات
جسيمة حتى لقد عبرت على القناطر العالية التي
لم يكن يتوقع أحد أن ستمر عليها، وهدم القديمة منها،
ودخل على البنايات المجاورة واتى على المحاصيل في
الارياف، وعانت، بالاخص منه، مدينة خنيفرة
من هيجانه الاسبق.
غيرة"أم الربيع"*
ما فاض أمّ الربيـع اليـوم مـزدردا
ما مس إلا من الفحشـاء فـي البلـدِ
رأى الفواحش قد جاشـت جوائشهـا
فجـاش فـي عبـُبٍ هدامـة العمَـد
رأى علـى ضفتيـه النتـن منتشـرا
ففـاض يمسحـه بالهائـج الـزبَـد
رأى القناطر مـا مـرت بهـا قـدمٌ
إلا لغايـة سـوء لـم تكـن لِـيَـد
فهاج يجتاحهـا فـي غيـر سابقـة
يـود تطهيرهـا تطهيـر مجتـهـد
لـم يكفـه أن أتاهـا ماسحـا دنسـا
بل قـاد ذات صـدوع بيـِّن الجَلَـدِ
لا تحسبـوا أن هـذا النهـر ساقيـة
لا إنـه محتـد يأبـى أذى النـكـَد
أم الربـيـع وأيــم الله ذاكـــرة
يغار مـن سـيء الاخـلاق والوبـد
لو كان أقوام هذي الارض أهل حجى
لوقَّروا النهر وانكبـوا الـى الرشَـدِ
نهـر تـربـى بجنبـيـه أوائلـنـا
وعانقوا المجد بيـن الجـد والسَّهَـد
واليوم تبـدو صغـار النـاس سيـدة
فكـان أحفظـه مـا لاح مـن خـدد
أم الربيـع حيـاة للاولـى ذهـبـوا
وللذيـن بـقـوا لو يعلـمـون قــدِ
فإنـه جدنـا لا ريـب بـل أثــر
بل عتـرة بـل هـواء هـب للكبـد
لكـنّ بعـض ذوينـا كـدروه كمـا
قد كدروا كـل إرث مـن أبٍ نجُـدِ
لا تنكروا غيـرة منـه إذا هجمـت
أمواجـه إنكـم منـه الـى الابــد
فسالمـوه وسيـروا سيـرة رشَـدا
فذاك آمن مـن حيـف ومـن كبـد
مازلت أخجل منه حيـن يبـدر مـن
يدي الى وطنـي شـيء مـن الفنـد
سيحوا معا يا بني الاقصـى فإنكمـو
في مأمن ما جرى أم الربيـع يـدي
هذا أبوكـم وهـذا عـرق نسلكمـو
وسبْـوُ لا أزدريـه ليـس بالجـرد
13/12/2003