| ما معنى أن تكون أديبًا! ، وما معنى أن تكوني أديبة؟ | |
|
+5الحسن ولدالمسكين محمد بوستة مريم الوادي فتيحة الدرابي حميد يوسفي 9 مشترك |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
حميد يوسفي شاعر شارك في ديوان" نوافذ عاشقة"
عدد الرسائل : 2177 العمر : 55 تاريخ التسجيل : 26/03/2008
| موضوع: ما معنى أن تكون أديبًا! ، وما معنى أن تكوني أديبة؟ الثلاثاء ديسمبر 16, 2008 2:34 pm | |
| بقلم الأديب/ عبد الله الشّيتي (رحمه الله)
نقلا عن/ مجلّة (النّهضة) الكويتيّة.
العدد 783-السنة السّادسة عشرة- 6نوفمبر1982
سؤال ملحاح يطرح نفسه، ههنا:
- ما معنى أن تكون أديبًا! ، وما معنى أن تكوني أديبة؟
في الشّرح المجازيّ للكلمة ، كلمة أديب: أي من أدّب نفسه، وأحسن صقلها تهذيبًا ورقّة وشفافية ورؤية جماليّة تستشف الكون والفنّ والحياة.. تلك هي المواصفات الأولى أو الأساسيّة. وبعد ذلك تجيء موهبة العطاء من نثر أو شعر.. وتتواءم الموهبة مع الاستعداد والقدرة على التعبير والتأثير في نفوس الآخرين.. وتجسيد آمالهم وآلامهم، فما يجوز للأديب أو الكاتب أو الفنان أن يعيش في معزل عن هموم وطنه ومشكلات مُجتمعه ، ويكتفي من فنّه أو أدبه بالتربّع على أمجاد واهية من شُهرة زائفة أو بروز مُفتعل لا قيمة له بين النّاس !
ومعنى أن تكون أديبًا ، أي أنّك مُطالب في الدّرجة الأهم، أن تكون قدوة ، وأن تكون حالة غير عاديّة ، تعكس مرآة ذاتك، وأن تواكب رحلة العُمر ، ذوقًا جماليًا وفعلا إراديًا وجُرأة أدبيّة، تنتصر معها للمناقب وتُشرع قلمك وفكرك في وجه المثالب والمعايب. ذلك هو في يقيني الأديب أو الشاعر أو الفنّان الملتزم رسالة الحياة والحقّ والحرّية و الكرامة.. وفيما عداه باطل الأباطيل وقبض الرّيح.
****
ومعنى أن تكون أديبًا مُلتزمًا، أن تحيا حياتك مسؤوليّة عامّة حيال المُجتمع، لا أن تعيش عيشك اليومي البليد ولو كان مُرفّهًا.. لابد من أن تتحسس قضايا وطنك وهواجس مُجتمعك وطموح الأجيال التي تنطق باسمها وتُعبّر عنها وتعمل مع العاملين المُخلصين لخيرها ومجدها..
ومعنى أن تكون أديبًا ، أن تتخلّق بأخلاق غير العاديين من النّاس.. أعني أخلاق قادة الفكر والرّأي والإرادة ، أخلاق السمو فوق الأنانيّة والأحقاد والصّغائر.. ذلك لأنّ "فاقد الشيء لا يُعطيه"..
إنّ الأديب الحق والفنّان الحقّ ، من أدرك بحسّه ووجدانه خطورة رسالته في الحياة وفي المُجتمع.. ومن عمل على تحسين وليس "تلميع" صورة الحياة والمُستقبل وحسب.. إنّه الإنسان الفذ الطموح.. الإنسان الإراديّ المُبدع الخلاق.. لا الإنسان المُتواكل السلبي.. وزهو الحياة والتاريخ، في رؤية الأديب أو الفنّان أو الشّاعر، أن تضيف إليهما لا أن تستمرّ فيهما.. زهو الحياة والتّاريخ المُعاصر، أن تكون ما تُريد لا ما يُراد لك..
والفاشل الحائر في هذا الإطار، من يُهزم دون ذلك مهما ادّعى ذلك.. إنّ أثرك يدلّ عليك ويُدنيك من أفئدة جمهورك ولا يُبعدك.. فإمّا أن تكون أو لا تكون.
ومعنى أن تكون أديبًا .. أي أن تكون مُجتمعيًا وحضاريًا ورسولا بانيًا في الإنسانيّة وليس في برجك العاجي تتقوقع، أو حول ذاتك تدور.. الأديب أو الفنّان الحق.. من يكون في صورة الحياة وإطارها الحقيقي .. لا خارج الصورة أو خارج الإطار.. وقلّة هؤلاء في التعداد لو أننا أحصيناهم.. "ما أكثر الأدباء والشّعراء حين تعدّهم.. ولكنّهم في النّائبات والأنواء، قليل.. والقليل النّادر لا حكم له، ولكنّه يخلد مع ذلك في ضمائر النّاس وأفئدتهم، وفي صفحات التاريخ ولو بعد حين.
ومعنى أن تكون أديبًا فنّانًا، أي أنّ عليك "تجديد" نفسك بصورة دائمة، وإلا اعتراك الصدأ قلما وقلبًا ومشاعرًا وأصبحت صفرًا على الشّمال.. وهذا يقتضي منك أن تتواصل فكرًا ووجدانًا ومسؤوليّة ضميريّة مع مُجتمعك الذي إليه تنتمي وهويّته التي تحمل..
والأديب العربيّ في مُعظم من أعرف يحتاج إلى مزيد من الثّقة، وإلى مزيد من الحرّية ومزيد من الشّعور بالاستقرار والطمأنينة والكرامة حتى لا يُقال "لا كرامة لأديب في وطنه" ..
في بلدان العالم المُتقدّم، تجد هناك "مزارات" يؤمّها السيّاح والزّائرون للأدباء والشّعراء والفنّانين العباقرة الذين عرفوا طوال حياتهم وإلى مماتهم كيف تلتصق أعمالهم ونتاجاتهم بوجدان الشّعب وضمير الأمّة.. فإذا هم يُشكّلون "العلامة الفارقة" في حضارة أمّة من الأمم أو مجتمع من المُجتمعات.. ومن فاته ذلك لسبب هو مسؤول عنه مضى في الرّيح والنّسيان لا يذكره إنسان.
****
إنّ الأديب الحقّ أو الفنّان العظيم من ينتصر على نفسه لتنتصر به أمّته وقضاياها العادلة.. إنّه الفارس الذي لا يترجّل ولو ترجّل الآخرون من الفُرسان. وهو قبل هذا كلّه وبعد هذا كلّه ، نموذج رائع للتضحية والنّخوة والإيثار لا الأثرة أو المنفعة الشخصيّة والمكاسب الذاتيّة والأساليب الوصوليّة التي تبرر الواسطة ولو كانت ميكافيليّة دنيئة مرذولة.. والأديب الحق.. وكذلك الشاعر والكاتب من أتقن لُغته.. وحافظ على تُراث أمّته ونافح عن حرّيتها وكرامتها وأخلص للكلمة.. فلا يبيعها في سوق النخاسة.. بذلك يكتب مجده على مرّ السنين..
والأديب الحق من يقرأ أكثر مما يكتب.. ومن لا يتعجّل الشّهرة أو الوصول.. فمن يصل بسرعة يهوي بسرعة. والحفاظ على القمّة أصعب ألف مرّة من الوصول إليها.. هذا هو الأديب الذي نريد ونتمنى، دلّني عليه لأرفع له قبّعتي احترامًا وتقديرًا ووفاءًا وولاء.
****
و يا أيّها الأدباء المبدعون القادرون، انفضوا عن كواهلكم غُبار الكسل والاسترخاء ومجّانيّة الحياة، فالحياة لها ثمن: عطاء ومُعاناة وصبر وبذل وسهر طويل. إنّ الأديب الحق من طلب العلا سهر الليالي.. ومن كان مسكونًا بالألم والأمل معًا. إنّه العبقريّ في تواضعه وبساطته وإحساسه أنّه إنسان وليس رقمًا..!.. أليس كذلك؟!. | |
|
| |
زائر زائر
| موضوع: رد: ما معنى أن تكون أديبًا! ، وما معنى أن تكوني أديبة؟ الأربعاء ديسمبر 17, 2008 9:44 pm | |
| أيها المبدع المتغيب .. حميد اليوسفي
شكرا لك .. |
|
| |
حميد يوسفي شاعر شارك في ديوان" نوافذ عاشقة"
عدد الرسائل : 2177 العمر : 55 تاريخ التسجيل : 26/03/2008
| موضوع: رد: ما معنى أن تكون أديبًا! ، وما معنى أن تكوني أديبة؟ الجمعة مارس 30, 2012 9:10 am | |
| انا الآن حاضر وبقوة ،أنت من تغيبت عنا كثيرا أخي محمد بودلاعة ،اتمنى أن يكون المانع خيرا تقديري أيها الشاعر المتفرد | |
|
| |
فتيحة الدرابي
عدد الرسائل : 442 تاريخ التسجيل : 21/02/2011
| موضوع: رد على ما معنى أن تكون أديبا الجمعة مارس 30, 2012 4:56 pm | |
| مررت من هنا فأعجبت كثيرا بما طرح في هذه الصفحة، ولا انكر اني استفدت كذللك، تحياتي أخي الفاضل حميد يوسفي ودمت لنا منير وموعضا في هذا المنتدى. | |
|
| |
مريم الوادي مبدعة مشاركة في أضمومة الخاطرة والرسالة الأدبية
عدد الرسائل : 313 العمر : 47 Localisation : فاس تاريخ التسجيل : 31/03/2011
| موضوع: رد: ما معنى أن تكون أديبًا! ، وما معنى أن تكوني أديبة؟ السبت مارس 31, 2012 12:33 am | |
| مقال يستحق القراءة أخي حميد يوسفي
أشكر اختيارك الموفق
كل المودة أخي | |
|
| |
محمد بوستة
عدد الرسائل : 28 Localisation : المغرب تاريخ التسجيل : 23/12/2011
| موضوع: رد: ما معنى أن تكون أديبًا! ، وما معنى أن تكوني أديبة؟ السبت مارس 31, 2012 12:59 am | |
| تحية للأخ يوسفي التهذيب والأخلاق والتواضع والتجديد والطموح والإنسانية والوجدان والرسالة النبيلة والالتزام والقراءة والصورة الحقيقيةوووو، كلها سمات للأديب . ما أحوجنا لمثل هذه الإشارات ، فبها يدرك الإنسان وضعه الاعتباري. شكرا لك ، فقد ذكرتني بقول م نعيمة : الأدب الحقيقي هو رسول بين نفس مبدعه ونفس سواه من الجمهور، والأديب الذي يستحق أن يُدعى أديبا هو من يزود رسوله من قلبه ولبه. إلى اللقاء. | |
|
| |
الحسن ولدالمسكين
عدد الرسائل : 8 العمر : 52 Localisation : الدار البيضاء تاريخ التسجيل : 17/02/2012
| موضوع: رد: ما معنى أن تكون أديبًا! ، وما معنى أن تكوني أديبة؟ السبت مارس 31, 2012 3:57 pm | |
| اختيار موفق اخي حميد يوسفي ونتمنى لو يدرج في ندوة خاصة باحد البرامج الشهرية للجامعة
تحية وتقدير | |
|
| |
بنعيسى الحاجي زجال مشارك في ديوان"عرصة لكلام"
عدد الرسائل : 490 تاريخ التسجيل : 12/06/2009
| موضوع: رد الأربعاء أبريل 04, 2012 9:59 pm | |
| أخي حميد يوسفي شكرا لك على تقريب المتلقي من مضمون هذا المقال المميز تحيتي لك
| |
|
| |
حميد يوسفي شاعر شارك في ديوان" نوافذ عاشقة"
عدد الرسائل : 2177 العمر : 55 تاريخ التسجيل : 26/03/2008
| موضوع: رد: ما معنى أن تكون أديبًا! ، وما معنى أن تكوني أديبة؟ الخميس يوليو 26, 2012 12:16 am | |
| شكرا على تفاعلكم مع هذا الموضوع المعبر تقديري للجميع | |
|
| |
محمد بن عبد الرحمان
عدد الرسائل : 145 تاريخ التسجيل : 23/07/2012
| موضوع: رد: ما معنى أن تكون أديبًا! ، وما معنى أن تكوني أديبة؟ الخميس يوليو 26, 2012 11:11 am | |
| شكرا لك على هذا الاختيار الذي يهم حياة الاديب.. و أقول نحن نريد أن نكون أدباء بدون أن نملك الوسائل التي توصلنا إليه ، و إن وصلنا إلى هذه الرتبة فلا ينبغي لنا أن نقول نحن أدباء ،لأن ذلك يتنافى مع تناقض أخلاقنا . .. تحيتي
| |
|
| |
توفيق بوشري
عدد الرسائل : 596 العمر : 46 Localisation : sidi slimane تاريخ التسجيل : 09/04/2011
| موضوع: رد: ما معنى أن تكون أديبًا! ، وما معنى أن تكوني أديبة؟ الخميس يوليو 26, 2012 10:53 pm | |
| تحية تقدير و محبة أستاذي اليوسفي:
موضوع مميز و أصيل في تذكير من يرى في نفسه شيئا من صفة الأدب، بما يتوجب أن يتمثله لتتكامل صورته أديبا حقا.
شكرا لك و دامت لك متعة القراءة و الإتحاف | |
|
| |
مراد فالي
عدد الرسائل : 39 تاريخ التسجيل : 26/07/2012
| موضوع: رد: ما معنى أن تكون أديبًا! ، وما معنى أن تكوني أديبة؟ السبت يوليو 28, 2012 12:20 am | |
| مقال يستحق أكثر من اعادة لقراءته تحية لصاحب اختيار هذا الموضوع المفيد المبدع الكريم حميد يوسفي | |
|
| |
| ما معنى أن تكون أديبًا! ، وما معنى أن تكوني أديبة؟ | |
|