أحب عرفها الذى استحال مخلوقا جميلا
إهداء
إلى الزهرة الطيبة
أمي الثانية السيدة فتيحة
إذا نطقت كانـتْ شهـادا منزّهـا
وإن وعظت جاءت بآي عظـات
تَحدّث عذبا كالجـداول والنـدى
بلفـظ رخيـم ناقـع المهجـات
فلست بعاصيها ولكـن مطيعهـا
وإن كان لي فيه بيـاض الشـواة
فأحببت منهـا عرفهـا وسليلهـا
فكانـا فتـاة عذبـة البسَـمـات
أحدّثهـا والـود مـلء لسانـهـا
ودفء كشؤبوب مـن المزُنـات
إذا مـرّة جالستهـا لا أكـاد أن
أفارقهـا إلا عـلـى جـمَـرات
وإنا معا في مصطلى واحد كمـا
أراها ترانـي نزفـر الزفـرات
وماذاك إلا لوعة الحب والنـوى
وماذاك إلا الصدق في النظـرات
ولم أر أقسى في الحياة من الردى
وتفريـق مشتاقـيـن للقـبُـلات
سأهواك ماهبّ النسيم على الربى
وزقزقت الأطيار في الشجـرات
وما غمر الثلـج الـذرى متنعّمـا
فأورقت الأزهار فـي الوهـدات
ألست بأنثـى ذات خلْـق مكـرّم
وبابنـة أمٍّ أحـسـن الأمـهـات
24-12-08
