لماذا لم يخلق الله زهرة متوسطة الجمال؟
بقلم أبو المعاطي أبو النجا/ قاص وناقد من مصر
تختلف أنواع الزهور باختلاف الأرض التي تنبت فيها والمناخ الذي تتأثر به وطبعا باختلاف الشتلات والبذور تختلف في الشكل ودرجات الألوان كما تختلف روائحا وعطورها ولكنها تتفق جميعا في كونها جميلة ولاأظن أن هناك من قال عن زهرة من هذه الزهور المختلفة انها أقل جمالا أوانها متوسطة الجمال
هل كان ذلك لأن فكرة الجمال ذاتها تقترب من أن تكون فكرة مطلقة ؟ فالجمال اما أن يكون أولايكون
هل تنفرد فكرة الجمال وحدها بهذا التميز ؟ لقد جائت الينا فكرة الجمال مع فكرة "الحق" و"الخير "من عالم الفلسفة القديمة كأفكاركلها مطلقة ودخلت كلها في العصور الحديثة في امتحانات النسبية فهل يمكن القول ان فكرة الجمال هي التي نجحت في هذه الامتحانات لأن الجمال اما أن يكون أو لايكون ؟ ولأن فكرة الجمال وجدت من صنع الطبيعة من صنع الله
واذا كانت امتحانات النسبية قد نجحت في افتراس فكرة الحق والخير لأن نتاج هاتين الفكرتين يخضع للحكم الانساني سواء في مرحلة انجازه أو في مرحلة تقدير قيمته كحق أو كخير فهل نجحت الزهور في هذه الامتحانات لأنها وقعت في المسافة بين صنع الله وتقدير هذا الصنع من جانب البشر ؟ لكن ماذا حدث لفكرة الجمال في الفن والأدب وهي في هذا الاطار من صنع البشر سواء في مرحلة الانجاز أو في مرحلة تقدير قيمته كجمال
ان تاريخ النقد الأدبي كله يؤكد أن فكرة النسبية لم تتوان عن افتراس فكرة الجمال في الأدب والفن الذي ينتجه البشر واخضاعهما لقانون النسبية
لكن يبقى أن فكرة الجمال المطلق لمن يرى أنها تتمثل في الزهور التي يخلقها الله تبدو وكأنها تبعث برسالة من نوع خاص الى الفنان الانسان الذي يبدع الأدب والفن
رسالة تقول كلماتها
ان "ظروف الحياة وطرق تطورها المعقدة قد تدفع الانسان الى أن يقبل برغيف خبز متوسط الجودة لتحقيق فكرة الخير كما قد يقبل أحيانا بمواقف نصف عادلة لتحقيق فكرة الحق ولكن بالله عليكم وبحق زهوره الجميلة دائما لاتقبلوا عملا فنيا وأدبيا متوسط الجمال تحت أي شعار فالعمل الفني اما أن يكون جميلا أو لا يكون