إنها الفرصة القادمة,
لإتمام ما خلصت إليه الافكار وما جادت به قريحة الكاتب,فلا زال القلم يجبر أصابعه على إنتقاء الألفاظ ويسائله : أيهما يختار المدوية منها ام العابرة ؟
بالطبع سيرفض الكاتب الإنصياع لقلمه وسيختار الهروب منه حتى يتوجسه الإلهام من جديد .فهو يعبتر ذلك ضعفا,والضعف بنظره سمة الفاشلين, لذا يعود لصديقه القلم حاملا همه وهم ابداعه المتراسي في جوانب ذاكرته المعتمة بالخيالات والوقائع.
يتسغل القلم فرصة تفكير صاحبه, ويحكي لنا عن أصول عصره القديم عصر الأقلام والدواوين والمعلقات.عصر أفتخر فيه جدوده بتاريخه .متهاديا في حكيه بين حرف وأخر ونقطة نظام توقفه.
وهنا يثير القلم قصته مع النقط وكيف أنه إن تناسى فقدت الأحرف صوتها ومعناها في الجملة,لتفقد هذه الأخيرة هويتها مع موطنها الاصلي اي الصوت المناط به التنقيطـ, ليقع القارئ في خطأ القرأة ان هو لم يكن متمكنا من اللغة او سهوا.
يكمل القلم تلاعبه بالكلمات على السطور ويكمل حكايته حزينا لنكران الكاتب له بعد ان وجد في الآلة الكاتبة والكمبيوتر ملاذه,اللذان ينكران وجوده ان تكاثرت السطور ,لتنتهي عجرفته امام حامله ويعلن رضوخه رغم أن الفرصة لم تواخيه لحد الأن ليتبث للعالم انه موجود. وانه سلاح فتاك, فمحاربيه كثر, خصوصا ان كان مدافعا عن الحق والانسانية.
وينشد القلم هذه المقولة تتمة لسطوره قائلا: القلم أنا ..وانا المجد..مهما خسف بي الدهر ..فأنا السيف.
تتمة في المرة المقبلة.