الأديبة أمال المكناسي

وحدي الذي يقف

(مناجاة)




مولاي ..لا الصمت أجداني و لا الأسف**و لا المواعيـد سرتنـي..و لا الصـدف
اليك أشكو... انصرافي عن خطى زمـر**توجهت حيث أخرى عنـه تنصـرف !
فأثمـرت دوحـة الأولـى...و بائسـة**هي التي سوف يجنـي طلعهـا التلـف !
و هل يخيـب الـذي يدعـوك معترفـا**بغير ما كـان قبـل اليـوم.. يعتـرف
بكل مـا لوثـت يمنـاه مـن صحـف**بياضها...كـم تمنـت مثلـه الصحـف
فكلما...سددت صوب الهـوى حيلـي**سهامها..فـر مـن تسديدهـا الهـدف
كأنما كـل ركـب لـم يقـف.. و أنـا**ما عدت أعرف هل وحدي الذي...يقف؟
تشابهت أوجه الأضـداد...و اختلفـت**حقائق..لـم تكـن فـي البـدء تختلـف
و أنكـر الخـزف المسكيـن ..طينتـه**كأنما ليـس مـن طين..هـو الخـزف!!
لعلـه طـاعـن فــي اليـم..أدركـه**بعد الشراع...و بعد المركب..الخرف !!
و كـل ذي كـلـف بالنجم..غايـتـه**و غايـة النجم...مـن أمثالـه الكلـف
تضيق الا علـى الأعمـى بمـا رحبـت**و تستوي الأرض للرائي..كما الألـف!
و حرفـة الهـزل عمت..فهـي أقنعـة**على الوجوه..و من بعض الهوى حـرف
تبـرأ السيل...ممـا كــان يجـرفـه**و ود لـو كـل بـاق عز...ينجـرف
مولاي ..لا الصمت أجداني و لا الأسف**يكاد من أخطأت مرمـاه ..يرتجـف