محمد بالبيضاء
و قلنا..
يا آدم اهبط...
اهبط الى غسق
اهبط الى شبق
اهبط الى شفق
كأنه الدم الممزق
كأنه الانين/الحنين المالح
و لتقرأ عريك الفاضح
في
جسد
يكتبه الغياب
يكتبه الموت في اللحظة الاخيرة
و قلنا
اسكن
ها
هنا
سوسنة في القلب قد نبتت
و سنونوة في العين ما رحلت
ها
هنا
اسكن
في قرارة الموج/في قرارة الكأس
كن غيمة..كن نجمة او نيزكا
اسكن الى مائك الشبقي يتقطر كالموت فينا
دمعة
دمعة
في الغياب الاخير
و لا تبرح عليه عاكفا
تطارد الدم بالدم المشروخ
تراود احلامك المجهضة في كأس من زمهرير
و تسافر في متاهات الحقول
و قال
يا ويلتي
أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب
فأواري سوءة أخي
يا أخي في الغياب
أيها الغراب الحالك في دمي
أيها التراب الكالح
مهلا...
كن كما شئت
كن هباء أو بهاء
كن جسرا للعبور/كن جسرا للرجوع
الي
و قال
يا أبتي
اني رأيت أحد عشر كوكبا
رأيت الشمس ساجدة في الجب العميق
رأيت غزالة شاردة في الطريق
فخلتها بعض دمي
دمي المراق
دمي المسفوك في قميص
قد من حجر
قد من شجر
قد من سحاب عميق
يا أبتي
اني رأيت
و ما رأيت سوى دمي يسافر في وردة
و قال الدم..
في البدء كانت الارض فكرة شقية
عصية
نقية
في البدء كانت كلمة
اندلقت أشجارها على يدي
فكان طلق...
و كان قبض
في
البدء
كان الدم حيا
في شهقته الغنباز
في رعشته الزرنيخ
في شهوته الالم الممض
و كانت الارض...
و قيل
يا
أرض
ابلعي ماءك
و يا سماء اقلعي
و استوت رمانة
يا أرض
يا فاكهة السر الاخير
ابلعي أشلاءك
و ابتعدي...
و كان الجسد المشروخ في الغياب
حزينا كجسر يعبره النهر أشلاء
و قيل
يا جسر اجمع أشلاءك
و تمهل قليلا قبل العبور
التفت الى الغد يحبو على مائه الأشلاء تلهو بطيف..قربت منك شمعة..كانت عبقا..كانت سوسنة..جمعت فيك أجزائي اندثرت في السكون الاخير
لملت الموج في حقيبة..راودت فيك ألقا..أرقا..قلقا..
كانت لنا قمرا من كلام..كانت لنا الغيمة وحدها شبقا..
و ما عدنا نستميل الأحزان في درج
اجمع أشلاءك و امض بعيدا الى غد يرنو الى أمسه الحزين
و كان الجسد مرآة انشطرت في كأنها الماء المهزوم..
كأنها الدم المجروح/الدم المذبوح فينا من زمن..
و كانت الأرض غزالة ..امرأة.. لم أقل لها..
كوني في العين جمرة
كوني في القلب رعشة
لم أقل لها كوني كما تريدين هباء أو بهاء..كانت الأرض امرأة تغزل الجرح شموسا...تلتقط الألق الوحشي في سلة مهملة...و تلتحف البياض..
في
البدء
كان البياض سوادا
و كان السواد بياضا
و كانت الأرض رمانة استوت...يا ماء يا سيد الغواية...خض بجيشك اللهيب حجر يرتمي على أرجائها فلكا...يا ماء...يا رجيم...يا رحيم...كن في جلدها سديما...دما آخر...فتنة تغسل الوسن بلمسة سحرية الأنداء
و كانت
الأرض
رمانة
و قالت نملة...يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم
في الجوف ما يشبه النسيان و بعض غيوم تكتب اسمها
الدار البيضاء السبت 9/11/2001