تعيدني الذكرى
تعيدني الذكرى...و اسرح/أهيم في ذكراك
أيتها السيدة....فتدق في آذاني أجراس الطفولة
فتبدين...تلك الفتاة الجميلة
لا تعرف من أين أتت
جن ليلها و هي تخطو...وتخطو
وحفيف الأشجار يشق/يخنق أنفاسها من
شدة الفزع....
ليستدير وجهها..وشعرها منسدل برّاق
فأتبعتها النظر...وهي تسير
تاهت في العتمة....لتنام
لتنام نومة طائر جريح
تئن...تخفق بين دراعي
تتنفس كما الأزهار..
حين يتساقط على لبها الندى
و يتكرر المشهد مرارا...
بين عيني فتارة تقتربين
و تارة تبتعدين أميال عديدة
فصرت أفكر أن أطرد
كل غريب من ساحتي ..
و أبعده أميالا...كما تبتعدين أنت
لأحقق غايتي...لأبلغ منتهى السعادة
تعيدني الذكرى...كيف لا وقد كانت
ملهمة أشعاري
فها هي اليوم قد أهرقت أحباري
فتتجاهلني و أنا مبثوث
في ثنايا شرايين فؤادها
وتخنق الفرحة في صدرها
حين تبصرني....حين تراني
تطرد كل صلة،وتغادر المكان
حين تبصرني...حين تراني
تعدل عن كل طريق
تتجاهلني و أنا مرسوم
على ضفاف مضخات الدم
الذي يجري في عروقها
كيف تجرؤ...و أنا شاعرها
تعيدني الذكرى....لمجاري الدم
الذي يحرق و يغلي
داخل كل شريان
أحسبني في ذاك التاريخ مجددا
غير أن الألم قد تبدد
و الظلام قد ولّى مع اشراقة النهار
نعم حين يتبدد الألم و يختفي
تغيب عني ذكراك و تختفي
وتعود بي كل مرة في رؤياك
لأحسم في الأمور كي أنساك.