معرض الكتاب بالدار البيضاء يضع الثقافة الفرنسية تحت المجهر
نينار أدونيس تعرض تجربة أبيها
عبد الحق بن رحمون
فرنسا هي ضيف شرف الدورة الرابعة عشر للمعرض الدولي للكتاب والنشر والمنظم من طرف وزارة الثقافة المغربية وذلك مابين 8 و17 شباط ( فبراير) 2008 الذي تستعد مدينة الدار البيضاء لاحتضانه ، بمشاركة 750 ناشرا من 60 دولة، ويبلغ عدد دور النشر الفرنسية المشاركة 200 دار نشر، ومن بينها أهم دور النشر المعروفة مثل غاليمار وسوي وفلاموريان، ومن بين المحاور الأساسية في احتفالية فرنسا ضيف شرف ندوة: " كيف يقرؤنا الفرنسيون اليوم ؟ " وهي ندوة سيشارك فيها كتاب مغاربة وفرنسيون، وهي مناسبة ستطرح فيها قضية تأثير الثقافة الفرانكفونية ومدي نفوذها في الكتابة الأدبية والفكرية، ومدي انتشارها أو تراجعها في الجسم الثقافي المغربي، وذلك عبر وجهها الخفي والظاهر.
ويراهن المنظمون للمعرض الدولي للكتاب والنشر بالدار البيضاء أن يكون لقاء مهنيا مثله مثل المعارض الدولية والعربية، إذ يعتبر المغرب سوقا رائجا في هذا المجال.أما عن الممارسة الرقابية علي الكتاب فيعتبرها المنظمون للدورة الرابعة عشر بأنها تجاوزت وصارت دور النشر تتفهم حدودها في اختيار العناوين التي تعرضها. وتجدر الاشارة أنه في الدورات السابقة من المعرض حدثت بعض الزوابع التي كانت تثار حول الكتاب الإسلامي فيما يخص بعض العناوين. وحول هذا تقول تريا جبران وزيرة الثقافة المغربية في حوار سبق أن أجرته معها إحدي الصحف المغربية : " هناك لجنة علمية عليا تشرف علي التوجه العام للمعرض واهتماماته وندواته الأساسية، كما أن المعرض لا تنظمه الوزارة وحدها، بل يتدخل فيه الشركاء من المهنيين والناشرين والجمعيات الثقافية والأدبية المختصة ولها برنامجها ومقترحاتها هي أيضا. و حول الرقابة علي الكتاب تضيف وزيرة الثقافة ثريا جبران بأن الوزارة كمنظم لهذه التظاهرة لا تضع نفسها في موضع الرقيب علي الأفكار أو علي العناوين ، لكنها لاتسمح لنفسها أيضا بالخروج عن الضوابط والمعايير المتبعة في كل معارض الكتاب والنشر في جهات الدنيا.
ووزيرة الثقافة المغربية ثريا جبران القادمة إلي هذا المنصب السياسي من المسرح لم يمض علي تعيينها إلا أربعة أشهر في حكومة عباس الفاسي المنتمي لحزب الاستقلال، تراهن علي مواصلة استكمال المشاريع الكبري ومن بينها المكتبة الوطنية والمتحف الوطني للفن المعاصر والاهتمام الجدي بوضعية المبدعين، وفي منصبها السياسي الذي خلفت فيه الوزير السابق الاشتراكي محمد الأشعري تعتبر أن مشاريعها في هذه الوزارة قد وضعت لها خارطة الطريق التي انكب عليها فريق يساعدها يتكون من المستشارين والخبراء والتقنيين.
والجدير بالذكر أن المعرض الدولي للكتاب والنشر بالدار البيضاء يعتبر حدثا بارزا في العاصمة الاقتصادية، إذ يعيد هذا المعرض نوعا من الحياة الثقافية إلي محيطها بعد أن صارت في السنوات الأخيرة تلقب بمدينة بلا قلب، باعتبار أن الدينامية الثقافية التي يجب أن تكون عليها هذه المدينة لاترقي إلي مستوي تطلعات الفاعلين في المجال الثقافي، والمعرض الدولي للكتاب وماراكمه من دورات صار موعدا سنويا منذ أربع سنوات بعد أن كان ينظم مرة كل سنتين، وهو الحدث البارز الذي يعيد الروح والحياة لهذه المدينة ويتحقق بسببه الدخول الثقافي الرسمي بعد سبات عميق يتلبس أشكال الخريف، حيث خلالها يصبح الكتاب فاعل في الاستثمار الاقتصادي باعتبار أن أغلب دور النشر صارت إيقاعاتها تتماشي مع اقتراب تنظيم المعرض الدولي للكتاب علي إصدار عناوين جديدة من الكتاب الابداعي والنقدي، وذلك بوثيرة أسرع لكي يتم عرضها في أروقة المعرض ، لذا فإن المعرض الدولي للنشر والكتاب يعد حدثا بارزا في الثقافة المغربية، إذ يخرج المثقفين من سباتهم وتحفيزهم علي افتعال حدث ثقافي، كما أنه يعد أهم المعارض العربية بعد معرض القاهرة، يلتقي فيه المهنيين في مجال صناعة الكتاب وكذا الناشرين والمؤلفين. وعلي هامش الدورة الرابعة عشر للمعرض سينظم الملتقي المهني للكتاب والذي يشارك فيه مديرو المعارض العربية في أفق ضبط أكبر لأجندة هذه المعارض العربية التي وصل عددها 18 معرضا عربيا للكتاب علي مدار السنة والتي ينظم أغلبها في أوقات متقاربة.
وبالنسبة للبرنامج الثقافي الذي أعد لهذه التظاهرة الثقافية فإنه يرتقب استضافة أكثر من 200 من الكتاب والمفكرين المغاربة والعرب والأوروبيين، إذ تم استدعاء ما يقارب 150 كاتبا مغربيا للمشاركة في فعاليات المعرض الثقافية.
ومن الفعاليات الثقافية والفكرية التي ستحتضنها الدورة ما يقارب 80 جلسة فكرية وأدبية وهي موزعة علي عدة محاور، سيشارك فيها كتاب عرب ومغاربة وفرنسيين وأفارقة، وتخصص ندوات كبري في فضاءات المعرض الداخلية أو الخارجية للكثير من القضايا الراهنة وسيحضر لهذه الندوات كتاب ومفكرون فرنسيون لتنشيط هذه الندوات ومنهم إريك رينار وإريك لورون ومارسيل ريفو وجاك نطالي، وسيكون من بين الوفد الفرنسي الكاتب المغربي الطاهر جلون والذي سيكون له لقاء مع الجمهور. كما يتضمن البرنامج ندوة كبري والتي تحمل عنوان: " فلسطين لحظة الوعي العربي ولحظة الوجدان" ، وسيشارك فيها كل من عزمي بشارة وحنان عشراوي وصبحي حديدي ويحيي يخلف ونضال الأشقر وروجي عساف .
ومن الوجوه الثقافية والفكرية العربية التي ستحل ضيفة علي نشاطات وفعاليات المعرض نذكر من بينها بول شاوول ، شربل داغر، سعدي يوسف، أحمد ابراهيم الفقيه ، الطاهر وطار ، وسيني الأعرج ، ميسون صقر ، بدر الرفاعي ، قاسم حداد ، بشير البكر و سيف الرحبي. وإلي جانب ذلك يستضيف المعرض ابنة الشاعر أدونيس نينار إسبر والتي ستقدم كتابها الذي تتحدث فيه عن والدها.
وإضافة إلي ذلك فقد تضمن البرنامج العام لهذه الدورة تنظيم ندوة اختير لها محور الكتابة الصحفية في المغرب ورهانات الاستقلالية والتحديث، و يشارك فيها العديد من وجوه الاعلام المغربي. والجديد في هذه الدورة علي مستوي التنظيم ومن أجل تفادي أخطاء الدورات السابقة فإن الأنشطة الثقافية والندوات الفكرية سوف لن تقتصر علي فضاء المعرض الذي خصصت له مساحة 22 ألف متر مربع بل ستنظم في كل المراكز الثقافية بالدار البيضاء. وبالنسبة للأنشطة الثقافية للطفل فقد خصص فضاء أوسع في مساحة تقدر بـ: 500 متر مربع، تشمل العديد من الأنشطة والأوراش يشرف عليها متخصصون في مجال ثقافة الطفل.