في تلك الجزير بعيدا...

في تلك الجزيرة بعيدا...

حديد ..حديد...حديد...
من فوقي حديد ، من تحتي ومن حولي ...
في يدي وفي رجلي ...في طعامي وفي الهواء الذي أتنفس ..
فككوني قطعة قطعة ، وبحثوا في عمق كل خلية ، وعندما لم يجدوا شيئا ، رموني ...
فخرجت أجرجر ورائي ما بقي من جسدي وظلي ...أنفخ من دواخلي صدأ الحديد والنار ، وأجتر دوائرحزني الأصفر...تلاحقني فوهات البنادق ونباح الكلاب واللون البرتقالي ...
إنسانا كنت ...بسيطا كنت ...لا أعد النجوم أبدا في السماء ، لا أنام إلا بعد أن أسامح كل من ظلمني ،
أضع رأسي كلما دخلت في حضن أمي ، فتدعو لي ، ولا أتناول طعامي إلا وهي جنبي ...
في الصباح أحيي شجيرات حقلي وأمسح عن وريقاتها الغبار...
وفي المساء أرعى عنيزاتي أسفل التلة جنب الجدول وأغني لها ولي بنايي...
وجاؤوا ليلا أحرقوا شجيراتي أطلقوا النار على عنيزاتي وطأوا صدر أمي ...
ثم نظروا إلي وقالوا : خطير لونك نظراتك لحيتك قامتك وشكل رأسك...
وأخذوني ...

أخي العزيز حميد يوسفي

سعت كثيرا بمرورك البهي وبترحيبك...
أشكرك أخي متمنيا أن تجد دائما في كتاباتي ما ينال رضاك ...
وتقبل محبتي الخالصة