يسعدني ان اضع امامكم احدى تجاربي , مع صديقتي الشاعرة -الصغيرة - المبدعة نور الصباح , اتمنى ان تنال قصائدها استحسانكم.
نور طفلة عراقية تبلغ من العمر 12 سنة ونصف متعلقة بوالدها ايما تعلق الامر الذى جعلها تلتحق به في بلاد الغربة .جائت ومعها مجموعة كبيرة من اللعب علها تساعدها في تحمل وحشتها , لكنها ولعدم وجود اطفال بعمرها لم تستطع اشباع غريزتها اللعبية ,فطلبت من والدها -وهو صديق لي - ان اكون قريبا منها ,فاستطعت بفترة قصيرة ان اكون صديقا حميما لها .
لم تكن نور تحب الرسم ,كما ان مهاراتها في الاعمال الفنية اليدوية ضعيفة جدا ,لكني ومن خلال معايشتي اليومبة معها وجدت عندها لغة وتعابير جيدة بالنسبة لعمرها ,حيث كانت تكتب بعض المشاهد التمثيلية وتطلب من مشاركتها في الاداء او انها كانت تكتب مواضيع اشبه ما تكون بالفلسفية كعلاقة ذاكرة بالتذكر او الذكاء بالقوة ...الخ . فحاولت استدراجها ومن خلال اللعب للكتابة المناسبة لعمرها . كأن نشترك سوية في كتابة قصة للاطفال على ان يكتب كل واحد مقطع لايقل عن خمسة كلمات ولا يزيد عن الخمسة عشر كلمة , او ان نقرا قصة للاطفال ونبدأ من منتصفها بتكملة كتابة النصف الثاني من مخيلتنا , او ان تكتب مذكراتها اليومية ..,الخ .وعندما كانت تسألني عن جدوى هذة الكتابة , كنت اقول لها انت تمتلكين امكانيات ممكن تطويرها لتصبحي كاتبة وربما كاتبة مشهورة تنشر كتاباتها فيقرأها الأطفال ,فكنت اقرأ في عينيها رغبة كبيرة للكتابة ونشوة عارمة بالشهرة ,ولكن لكي تصلي الى هذه المكانة عليك بالقراءة والكتابة التي تستمر لسنوات , وان كل اللذين وصلوا الى هذه المكانة كانوا يكتبون دون النظر الى اهمية كتاباتهم الاولى .
كنت اشعر بالسعادة عندما كانت نور تطلب مني الذهاب لشراء الكتب المخصصة للأطفال,وكانت سعادتي اكبر عندما اجدها منهمكة في القراءة . وكانت اولى محاولات نور في الكتابة قصة للأطفال وصلت مجموع ما كتبته اكثر من عشرين صفحة a4 كنت اتابعها ونتناقش في ما تكتب لتقوم باعادة كتابة ما يستوجب ذلك ,وفي احد الايام جاءتني نور لتسمعني اولى قصائدها (الكابتن يونس ) اللاعب العراقي المشهور ,كانت تتضمن تعابير وكلمات اغنية المسلسل الكارتوني (الكابتن ماجد ).حاولت ان ابين لها الاخطاء الموجودة فيها , وطلبت منها ان تكتب قصيدة اخرى على ان تحاول غناء ماتكتب فان استحسنت ما تغنيه فلتكتبه على انه شعر ,فجاءتني بقصيده عنوانها الطائر الجريح تتحدث عن معانات طفلة فقدت اباها فتناجيه كي يعود لها ,ايظا حاولت ان ابين لها ان الكتابة للآطفال يجب ان تكون بعيدة عن الحزن والمعانات وان تكون مفرحة ومسلية كي يستمتع ويفرح ويتقبلها الطفل , ووضعت امامها افكارومواضبع لقصائد ممكن ان تكتبها تتحدث عن الام ..الاب ..عن اصدقاء الطفل كالفراشة والشمس والسماء الزرقاء , اوعن ارنب او عصفور ,او عن بستان وزهوره الملونة ...الخ وكم كانت دهشتي عندما جاءتني نور بقصيدة عنوانها امي تقول فبها
أمي تنبض بالحنان في ظلها الامان
تحملني بين يديها فأشعر باطمئنان
أمي ..أمي..أمي
أمي نبع صافي أمي حضن دافي
بسمتها في وجهي كالبلسم الشافي
أمي..أمي..أمي
أمي,أمي ما أغلاها ما أجملها وما أحلاها
قلبي ..وروحي وعيني فداها
أمي ..أمي...اأمي
أحفظها يارب وأحميها من كل مكروه نجيها
بارك لي ياربي فيها بالجنة يارب أرضيها
أمي ..أمي ..أمي
بعدها جاءني نور بقصيدة (أنا أسمي نور )
أنا أسمي نور
كالفراشة ادور
بين الزهور
ولي أصدقاء
شمس وسماء
وكذا عصفور
أنا أسمي نور
.............
أنا أسمي نور لكني
أتمنى لو أن وطني
بسلم وسلام
وأمن وأمان
وحب ووئام
كي نلعب بسرور
أنا أسمي نور