صباح الخير:
قررت يا حبيبتي هذا الصباح، أن أهتم بك كما أهتم بوردة الياسمين في شرفتي، وان أتطلع إليك بعشق، كما أتطلع الى زوج الحمام في شرفتي، و أترنم بصوتك و نغمة حركاتك كما أتغنم بصوت فيروز و أنا ارتشف قهوتي الصباحية بشرفتي..
قررت يا حبيبتي هذا الصباح، أن أتأملك بحب، و أنت نائمة كطفل ملائكي، وأن أرفع الغطاء من على وسطك إلى حدود عنقك، و أن أطبع قبلة على وجنتيك و أنت نائمة، أدخل المطبخ أعد فطورا مغربيا بالعسل و زيت أركان و حبي، أطعمك بأناملي، فتتدللي و تدعين فقدان الشهية، فأداعبك و أثير جنونك من تحت إبطيك... ويكون رجائك أن أحررك، و يكون شرطي أن تفطري جيدا، فتوافقين و أكون قد ضمنت صحة صباحية جيدة لحبيبتي.
قررت هذا الصباح، أن أطلق كل أصدقائي، سنمشي بجوار البحر قليلا، يدي في يديك و عيننا على الماء و الشمس و الطريق الرملي، أقذف على أذنيك ما تبقى من حب البارحة، بعض القصائد التي لم تسمعيها مني، لأنك كعادتك تغادرين اليقظة مسافرة في نومك وتتركيني أهذي وحدي...
قررت يا حبيبتي هذا الصباح، أن أستمع إليك في كل شيء، في ثرثرتك عن بنات عمك، و عن حماقات أخوك، و عن مسلسلاتك التركية، و عن قطك الأسود البرجوازي-الذي لا أحبه- سوف أحبه، حتى لو أكل حماماتي سأحبه. سأهتم بك، أعدك لن يمتد بصري متطلعا إلى مؤخرة النساء، ولن أقرأ جريدتي و كتبي و أنت أمامي..
قررت يا حبيبتي هذا الصباح، أن أكون كما تحبين، رجل منبعثا من مسلسل تركي، يمنح الحب حتى و هو يعانق الألم، و يمنح الورد من شرايين جوفه، و يعشق روحك بانتزاع روحه..
قررت كل هذا الصباح، عندما استيقظت، عادت إليك عاداتك القديمة، لا اهتمامك، ثرثرتك الفارغة، كرهك لهديل الحمام، وصوت فيروز، و رد الياسمين، و قصائدي الحزينة، و نفسي التواقة الى حب بهمس الربيع، وليس جسدا و لحما و عظما و شحما، أعانقه بحركة آلية.
قررت يا حبيبتي كل هذا، في هذا الصباح، فماذا قررت أنت لتحبي رجلا، سيتخلى عن كل شيء لأجلك.