محمدمحضار مشارك في الأضمومة القصصية حتى يزول الصداع
عدد الرسائل : 474 العمر : 63 Localisation : خريبكة تاريخ التسجيل : 18/01/2010
موضوع: لعنة الليل...................لمحضار.......... الثلاثاء يناير 19, 2010 11:05 am
العيون شاردةضائعةولفائف التبغ تحترق بين الانامل, والافكار تنساح من الاذمغة مضطربة في غير تناسق..الكلمات تتدحرج موغلة في الغموض من بين الشفاه, ولعنة السراب تطوق الاعناق.. المدينة تلبس عباءة حالكة , وتهرق كؤوس فجورها عند اقدام مومساتها وتعلن بداية الليل.. على الرصيف سار متخاذلا , يحتوي جسده معطف ثقيل..يكح ويبصق ..كان مزكوما يخنق السعال صدره , وانفاسه تتسارع ..يقف على حين غارة امام ملصق اعلاني لعلبة ليلية, تتراقص عيناه الجائعتان في محجريهما وهما تقعان على صورة الراقصة التي تتوسط الملصق ..يلعق شفتيه بلسانه , وهو يتأمل صدرها العامر , ثم يتطلع الى باب العلبة المزين بمصابيح النيون الملونة..تتوقف امامه فجأة سيارة سوداء فاخرة, يترجل منها كتلة لحمية تنط بطنه امامه, وترقص عجيزته خلفه..صلعته تلمع من أثر الدهن, وفي يده ينتحر سيجار ضخم..تتبعه حسناء رشيقة القوام يلف جسدها ثوب من الستان الازرق, ويتدلى من شحمتي اذنيها قرطان ذهبيان..ويحلي جيدها عقد لؤلوي لماع.. يدلف الكتلة اللحمية صحبة الحسناء, الى العلبة الليلية تحت نظراته الجائعة..يقترب من السيارة الفارهة..ينظر بانبهار الى دواليبها المتينة , ثم زجاجها المعتم و ويمضي يدور حولها كافريقي يمارس طقوسه الطوطمية.. فجأة يحس بيد توضع على كتفه..يستدير بسرعة ليجد نفسه بمواجهة شرطي عابس, يسأله الشرطي: - ماذا تفعل هنا ؟؟ يرد باضطراب : - فقط اتأمل السيارة - تتأملها ام تخطط لسرقتها يعقد ما بين حاجبيه , ثم يقول : -حاشا يا سيدي ..انا لست لصا - هل معك بطاقة تعريف .. - نعم .. يمد للشرطي بطاقة تعريفه و والكحة تخنقه . يلقي عليها الشرطي نظرة فاحصة: - حسنا لست محل ريبة وشك ..لكن ابتعد عن السيارة .. يبتعد بخطى متخاذلة ..ثم يعود الى السير من جديد على الرصيف ..يلفح وجهه نسيم البحر الرطب..يقطع مسافة طويلة بين شوارع المدينة, شاردا تعصف رياح التيه بحبل افكاره, والكحة تخنقه..ينتظر ان يحدث تغيير في حالته النفسية ..يتسرب الى اسماعه مواء القطط الضالة, وهي تعبث بصناديق القمامة , فيشمئز ويقرأ البسملة .. حارة "لاحونا"1تبدو هادئة , وقد استسلمت للعتمة ..يجد نفسه نفسه وسطها وهو على مرمى حجر من بيته الوضيع.. مقهى الاب جلول كالعادة تضيق بالرواد الذين يحتسون الحريرة الساخنة ..يدلف الى الداخل يحتل منضدة متهالكة في ركن قصي.. يطلب زليفة من الحريرة وخبزة من الشعير, ثم يمضي يلتهم وجبته , وعيناه تعانق الوجوه الكالحة المنتشرة في المقهى.. يتذكر الراقصة العارية والكتلة اللحمية والحسناء الفاتنة والسيارة الفارهة..تعلن تقاسيم وجهه عن احساسه بالغبن والتقزز...فيقول في نفسه" رجا في الله"........... 1كلمة تحيل على التهميش
محمد محضار مراكش8/09/1985
أسماء محمد إدارة عامة
عدد الرسائل : 2070 تاريخ التسجيل : 23/01/2008
موضوع: رد: لعنة الليل...................لمحضار.......... الثلاثاء يناير 19, 2010 2:05 pm
العيون شاردة ضائعة ولفائف التبغ تحترق بين الانامل, والأفكار تسح من الأذمغة مضطربة في غير تناسق..الكلمات تتدحرج موغلة في الغموض من بين الشفاه, ولعنة السراب تطوق الأعناق.. المدينة تلبس عباءة حالكة , وتهرق كؤوس فجورها عند أقدام مومساتها وتعلن بداية الليل.. على الرصيف سار متخاذلا , يحتوي جسده معطف ثقيل..أما هو فيكح ويبصق .. مزكوما كان السعال يخنق صدره , وانفاسه تتسارع ..يقف على حين غرة امام ملصق اعلاني لعلبة ليلية, تتراقص عيناه الجائعتان في محجريهما وهما تقعان على صورة الراقصة التي تتوسط الملصق ..يلعق شفتيه بلسانه , وهو يتأمل صدرهاالممتلئ , ثم يتطلع الى باب العلبة المزين بمصابيح النيون الملونة.تقف امامه فجأة سيارة سوداء فاخرة, تترجل منها كتلة لحمية تتقدمه بطنه, وترقص عجيزته خلفه..صلعته تلمع من الدهن, وفي يده تنتحر سيجارة ضخمة..تتبعه حسناء رشيقة القوام يلف جسدها ثوب من الستان الازرق, ويتدلى من شحم اذنيها قرطان ذهبيان..ويحلي جيدها عقد لؤلئيي لا مع.. تدلف الكتلة اللحمية صحبة الحسناء, الى العلبة الليلية تحت نظراته الجائعة..يقترب من السيارة الفارهة..ينظر بانبهار الى دواليبها المتينة , ثم زجاجها المعتم ويقضي وقته يدور حولها كافريقي يمارس طقوسه الطوطمية.. فجأة يحس بيد توضع على كتفه..يستدير بسرعة ليجد نفسه بمواجهة شرطي عابس, يسأله الشرطي: - ماذا تفعل هنا ؟؟ يرد باضطراب : - فقط اتأمل السيارة - تتأملها ام تخطط لسرقتها يعقد ما بين حاجبيه , ثم يقول : -حاشا يا سيدي ..انا لست لصا - هل معك بطاقة تعريف .. - نعم .. يمد للشرطي بطاقة تعريفه و والكحة تخنقه . يلقي عليها الشرطي نظرة فاحصة: - حسنا لست محل ريبة وشك ..لكن ابتعد عن السيارة .. يبتعد بخطى متخاذلة ..ثم يعود الى السير من جديد على الرصيف ..يلفح وجهه نسيم البحر الرطب..يقطع مسافة طويلة بين شوارع المدينة, شاردا تعصف رياح التيه بحبل افكاره, والكحة تخنقه..ينتظر ان يحدث تغيير في حالته النفسية ..يتسرب الى اسماعه مواء القطط الضالة, وهي تعبث بصناديق القمامة , فيشمئز ويقرأ البسملة .. حارة "لاحونا"1تبدو هادئة , وقد استسلمت للعتمة ..يجد نفسه وسطها وهو على مرمى حجر من بيته الوضيع.. مقهى الاب جلول كالعادة تضيق بالرواد الذين يحتسون الحريرة الساخنة ..يدلف الى الداخل يحتل منضدة متهالكة في ركن قصي.. يطلب زليفة من الحريرة وخبزة من الشعير, ثم يمضي منسلخا عن العالم مع وجبته , وعيناه تعانق الوجوه الكالحة المنتشرة في المقهى.. يتذكر الراقصة العارية والكتلة اللحمية والحسناء الفاتنة والسيارة الفارهة..تعلن تقاسيم وجهه عن احساسه بالغبن والتقزز...فيقول في نفسه" رجا في الله"...........أخي الكريم
لقد أحدثت بعض التغييرات في النص وأتمنى أن تستفيد من هذا التعديل ربما ينفعك في تركيب النص المقبل
فالقصة هنا جميلة من حيث الفكرة وحتى أسلوبك جميل فقط تنقصك ثقنية التركيب اللغوي
أعتقد أنك ستتفهم المعنى
شكرا لك على الانضمام الينا
ربيع عامر الغيواني أديب مميز
عدد الرسائل : 1461 تاريخ التسجيل : 27/12/2007
موضوع: رد: لعنة الليل...................لمحضار.......... الجمعة يناير 22, 2010 11:40 pm
شكرا لك أخي محمد محضار على هذا الجمال
نص ذكي من حيث الفكرة وحتى لغتك جميلة وما ذهبت اليه الأستاذة أسماء محمد سيزيد النص رونقا
محمدمحضار مشارك في الأضمومة القصصية حتى يزول الصداع
عدد الرسائل : 474 العمر : 63 Localisation : خريبكة تاريخ التسجيل : 18/01/2010
موضوع: رد: لعنة الليل...................لمحضار.......... الأحد يناير 24, 2010 4:27 pm
أسماء محمد كتب:
العيون شاردة ضائعة ولفائف التبغ تحترق بين الانامل, والأفكار تسح من الأذمغة مضطربة في غير تناسق..الكلمات تتدحرج موغلة في الغموض من بين الشفاه, ولعنة السراب تطوق الأعناق.. المدينة تلبس عباءة حالكة , وتهرق كؤوس فجورها عند أقدام مومساتها وتعلن بداية الليل.. على الرصيف سار متخاذلا , يحتوي جسده معطف ثقيل..أما هو فيكح ويبصق .. مزكوما كان السعال يخنق صدره , وانفاسه تتسارع ..يقف على حين غرة امام ملصق اعلاني لعلبة ليلية, تتراقص عيناه الجائعتان في محجريهما وهما تقعان على صورة الراقصة التي تتوسط الملصق ..يلعق شفتيه بلسانه , وهو يتأمل صدرهاالممتلئ , ثم يتطلع الى باب العلبة المزين بمصابيح النيون الملونة.تقف امامه فجأة سيارة سوداء فاخرة, تترجل منها كتلة لحمية تتقدمه بطنه, وترقص عجيزته خلفه..صلعته تلمع من الدهن, وفي يده تنتحر سيجارة ضخمة..تتبعه حسناء رشيقة القوام يلف جسدها ثوب من الستان الازرق, ويتدلى من شحم اذنيها قرطان ذهبيان..ويحلي جيدها عقد لؤلئيي لا مع.. تدلف الكتلة اللحمية صحبة الحسناء, الى العلبة الليلية تحت نظراته الجائعة..يقترب من السيارة الفارهة..ينظر بانبهار الى دواليبها المتينة , ثم زجاجها المعتم ويقضي وقته يدور حولها كافريقي يمارس طقوسه الطوطمية.. فجأة يحس بيد توضع على كتفه..يستدير بسرعة ليجد نفسه بمواجهة شرطي عابس, يسأله الشرطي: - ماذا تفعل هنا ؟؟ يرد باضطراب : - فقط اتأمل السيارة - تتأملها ام تخطط لسرقتها يعقد ما بين حاجبيه , ثم يقول : -حاشا يا سيدي ..انا لست لصا - هل معك بطاقة تعريف .. - نعم .. يمد للشرطي بطاقة تعريفه و والكحة تخنقه . يلقي عليها الشرطي نظرة فاحصة: - حسنا لست محل ريبة وشك ..لكن ابتعد عن السيارة .. يبتعد بخطى متخاذلة ..ثم يعود الى السير من جديد على الرصيف ..يلفح وجهه نسيم البحر الرطب..يقطع مسافة طويلة بين شوارع المدينة, شاردا تعصف رياح التيه بحبل افكاره, والكحة تخنقه..ينتظر ان يحدث تغيير في حالته النفسية ..يتسرب الى اسماعه مواء القطط الضالة, وهي تعبث بصناديق القمامة , فيشمئز ويقرأ البسملة .. حارة "لاحونا"1تبدو هادئة , وقد استسلمت للعتمة ..يجد نفسه وسطها وهو على مرمى حجر من بيته الوضيع.. مقهى الاب جلول كالعادة تضيق بالرواد الذين يحتسون الحريرة الساخنة ..يدلف الى الداخل يحتل منضدة متهالكة في ركن قصي.. يطلب زليفة من الحريرة وخبزة من الشعير, ثم يمضي منسلخا عن العالم مع وجبته , وعيناه تعانق الوجوه الكالحة المنتشرة في المقهى.. يتذكر الراقصة العارية والكتلة اللحمية والحسناء الفاتنة والسيارة الفارهة..تعلن تقاسيم وجهه عن احساسه بالغبن والتقزز...فيقول في نفسه" رجا في الله"...........أخي الكريم
لقد أحدثت بعض التغييرات في النص وأتمنى أن تستفيد من هذا التعديل ربما ينفعك في تركيب النص المقبل
فالقصة هنا جميلة من حيث الفكرة وحتى أسلوبك جميل فقط تنقصك ثقنية التركيب اللغوي
أعتقد أنك ستتفهم المعنى
شكرا لك على الانضمام الينا
شكرا اختي اسماءعلى مرورك..لكن التغييرات التي اضفتيها ..بالنسبة لي غير ذات قيمة..باعتبار أنها أخلت بالتركيب اللغوي الذي..ينقصني انا مع كامل الاسف الإلمام به...وقد كان علي أن أنتظر ربع قرن وهو عمر هذا النص المتواضع ..لأتعلم على يديك الكريمتين ..كيف أركب جملي ..وانضدد كلماتي...تحياتي ومودتي...........
محمدمحضار مشارك في الأضمومة القصصية حتى يزول الصداع
عدد الرسائل : 474 العمر : 63 Localisation : خريبكة تاريخ التسجيل : 18/01/2010
موضوع: رد: لعنة الليل...................لمحضار.......... الأحد يناير 24, 2010 4:31 pm
ربيع عامر الغيواني كتب:
شكرا لك أخي محمد محضار على هذا الجمال
نص ذكي من حيث الفكرة وحتى لغتك جميلة وما ذهبت اليه الأستاذة أسماء محمد سيزيد النص رونقا
[b]مشكور اخي على تجليك في متصفحي..وعلى تعليقك المشجع...