القصة الحكيمة
ديباجة: لابد للإبداع بل لكل أجناس الإبداع من حركية داخلية يتم اكتشافها أو الكشف عنها من خلال الفعل التأملي والملاحظة الواعية، والقراءات المتعددة والمكثفة للتطورات التي لحقت بكل الأجناس الإبداعية والوقوف عند ملابساتها والشروط التي ظهرت فيها ومدى قبولها أو رفضها من طرف العامة و الخاصة وفيما يلي إليكم حضرات الكتاب هذا الكشف من اجل الملاحظة وإبداء الرأي.
أسباب اكتشاف القصة الحكيمة؟:
1-بعد ظهور أشكال متعددة للتعبير القصصي كالقصة القصيرة والقصة القصيرة جدا والقصة الومضة، لم ننتبه كتابا ونقدة إلى ظهور و انتشار بذور نوع آخر: سيحمل ابتداءا من يوم نشر البيان الأول: اسم القصة الحكيمة عالميا لكونها استوفت شرط وجودها الابداعي انطلاقا من حضورها و قيمتها الابداعية مبنى ومعنى.
2- حتى لا نتحول إلى طواحين الماء المنتج لنفس الطاقة وبنفس حركية الماء، تحتاج العملية الإبداعية إلى إبداع داخل جنس أو صنف الإبداع لتلافي إعادة إنتاج السائد المؤدي إلى الروتين القاتل.
3- أحيانا نقف على عمل إبداعي واحد بعدة رؤوس.
4ـ بعد طول تفحص في الكتابات القصصية القديمة سواء في الكتب المقدسة التي تعود إلى غابر الأزمان بعيد بدايات تدوين التاريخ، أو في القصص الفلسفية تباعا لتوجهات منظريها أو من خلال الاتصال ببعض المهتمين بالكتابات الجدارية، عبر الحضارات القديمة والمتمثلة في القصص غير المشفرة، أو المحكي الشفاهي من القصص القصيرة أو القصيرة جدا أو القصة الومضة والتي تصاغ كحكم ، أو نمط الهايكو و حكايات الزن والكوان.......الخ.
5- من خلال كتابات قصاصين حداثيين يشتغلون ضمن هذا الإطار عن وعي أو عن غير وعي أي بنوع وصنف القصة الحكيمة التي يكتبون قلبا وقالبا.
6- أدب الطفل المليء بالقصص الحكيمة طويلة كانت أم قصيرة.....
7ـ وسط كل هاته الأنماط نجد أن القصة الحكيمة بدأت تتجذر وتجد طريقها داخل نصوص كتاب معاصرين /حداثيين.
لماذا القصة الحكيمة؟
1- هي شكل تعبيري مرتبط بمراحل تطور الإنسان ككائن مبدع متطور داخل المجتمعات الإنسانية، لا بد من تسليط الضوء عليها لكونها تشكل علامة فارقة في الإبداع القصصي العالمي.
2-ضرورة القصة الحكيمة كشكل إبداعي مساهم في حركات التطور المؤثرة في المجال الحضاري الإنساني.
3-القصة الحكيمة صيغة من الصيغ الجمالية التي تسائل الذات وتتمرد عليها وتوجهها من أجل خلق أفق رحب للتلقي.
4-لأنها لا تعيد إنتاج الواقع بل تتمرد عليه وتحاول طرح بديل إبداعي حر وغير موجه سليم وحكيم وبعيد عن كل السلط الكابتة لحرية الإنسان.
5-القصة الحكيمة تساند مبدا الحوارية كما نظر لها منذ سقراط مرورا بكل الفلاسفة.
6- تتخذ ما سبق من إبداع وتنطير إيجابي للإبداع قي مجال القصة القصيرة بشكل عام قاعدة وسندالها.
7- لأنها تدعي لنفسها التمرد ضد الثابت الذي لا يفيد الساحة الثقافية في شيء وتنحو نحو المتحول.
8-القصة الحكيمة الحاضرة من خلال المتداول اليومي، النص المقدس، ومن خلال مختلف أشكال التعبير ترمي إلى ترميم الذاكرة الجمعية وربط الماضي بالحاضر عبر قيم جمالية مستحدثة.
9-التجريب سمة من سمات كتابة القصة الحكيمة مبنى ومعنى.
10-يأخذ التصور بعين الاعتبار كل التعاليق والملاحظات الخاصة بتطويره.
11-منظرو القصة الحكيمة ليسوا دعاة أخلاقيين ولا تعليميين.
12-استثمار علم النفس والتحليل النفسي، والتداخل بين الشعور واللاشعور من أجل كتابة القصة الحكيمة.
13-القصة الحكيمة مخلوق زئبقي ناضج وصامت.
14- الصمت سمة من سمات الكتابات القصصية الحكيمة. سينشر تصور عن الصمت في بيان لاحق.
البناء والمعنى في القصة الحكيمة
1-تساير القصة الحكيمة في بنائها شكل بنية شعر فن الهايكو و حكايات الزن، والكوان: المعتمدة على استلهام مظاهر الطبيعة وربطها بأحاسيس وروح وآلام الإنسان.
2- تتوخى نظاما مترابطا من العناصر أو الأجزاء، وهو أشبه ما يكون بالهيكل
3- لابد من مخطط يضبط حركة القاص ويمنعه من الخروج عن البنية.
4-يحتاج كاتب القصة الحكيمة إلى دفقٍ من المصادر المعرفية التي كثيرا ما تتزاحم مبرقة لامعة أو صارخة أو متسللة صامتة.
5-حيث يبدأ الوعي يبدأ الحوار.
6- تدعو إلى السلم والسلام والحرية.
7-تشكل أحد المثل الروحية والفكرية الاجتماعية والجمالية الإبداعية.
8-القصة الحكيمة لا تدعي لنفسها الثورة على توائمها أي أنماط القصص الأخرى التي لا تشبهها.
9-تمتح من فضاءات الواقع الإنساني الحالم والعالم.
10-هي ضد التكثيف الموصل إلى الإبهام.
11-المباشرة والغموض الموحي صفتان تتقاسمان القصة الحكيمة.
12-تخلخل للمتلقي بعض التوابث.
13-داخل القصة الحكيمة يتناسل النص لتولد نصوص موازية صامتة.
14-تساءل الماضي ، الحاضر والمستقبل، تسائل الزمان والمكان.
15-دائما تطرح البديل الإيجابي ولو في شكل سؤال مضمر صامت.
16-القصة الحكيمة لا تدعي لنفسها المطلقية أو القدسية التعليمية (الوعظية) مثل القصص الدينية او القانونية.
17-التجريب في البناء القصصي للقصة الحكيمة وارد من أجل التطور وليس أي تجريب.
18-توظيف خطاب المستنسخات من خلال النكتة المسكوكات، الشعر السخرية، الدراما او القصة النكتة/الفرجة او القصة العالمة او القصة الشاعرة أو قصص الأدب النسائي أو القصة المناضلة أو القصص الدينية الأمثال الشعبية.
يرجع الفضل في إبراز القصة الحكيمة كتابة إلى:
العديد من الكتاب: كتاب القصة القصيرة والقصة القصيرة جدا و القصة الومضة الخ من التسميات.
19- القصة الحكيمة تعتبر الحكمة إحدى مقومات التصور في كتابة النصوص
20 ـ لا يجوز للتصور التمييز بين الكتاب لغة وجنسا وانتماء .
21-البناء يؤسس انطلاقا من خلفية المبدع المتشبعة بفكر المغايرة والاختلاف مع الإيمان أن النص غير الهادف لا يخدم الفكرة من الأساس ومن تم فان البناء لا يمكن إلا أن يكون مسايرا لما هو متداول في الكتابة الإبداعية دون قيود قد تحد من صدقية البوح شريطة النزوح إلى رحاب الإبداع متسلحين بتعدد زوايا النظر.
22-ينظر للقصة الحكيمة نقاد متمكنون من الأدوات النقدية الحديثة....ويتم عرض أفكارهم، واكتشافاتهم خلال ملتقيات ،مهرجانات وندوات ومن خلال شبكة الويب.
23- القصة الحكيمة تعتبر ما بعد اللغة هو الوسيط والشفرة بالنسبة للمتلقي.
ــــــــــــــــــــــــــ
القصة الحكيمة.
توقيع
محمد البلبال بوغنيم