الأديبة زهرة زيراوي تقول في رد على فوضى بيت الشعر نشرته بجريدة بيان اليوم العدد 5937 السبت الأحد 16_17 يناير 2010- تحت عنوان:
حروب تافهة سيميط التاريخ اللثام عنها
قرأت رسالة محمد بنيس فأحسست بالبكاء
غير أن ما ينبغي أن نؤمن به ، هو أن ما أنجزه وما قام به ، هو أمانة في عهدة التاريخ ، هل التاريخ نسي لامية العرب ؟ ما قام به من تأسيس للبيت هو حاضر في الذاكرة
إن الحرب ليست ضد بنيس ..بل هي حرب ضد الفكر والوعي الحقيقي ، هي حرب الأسواق والاتجار والبحث عن منافذ للكراسي الآيلة إلى زوال
لقد استضفت مند عام المفكر المهدي المنجرة ، تفاجأت وأنا أرى هذا العالم المفكر يجهش باكيا ، ويشكو ما ناله من السياسيين الصغار من الأحزاب من المحو والنسيان
إنهم لا يعلمون أننا عندما نكتب فإننا نكتب للتاريخ وليس لغير ذلك
مند أيام علمت أن بيت الشعر قد أقام لقاء شعريا بمركب الصقلي بحي البرنوصي بالدار البيضاء ،.هذا الحي له شعراءه المعروفون والذين يحجبون باستمرار وينعت حيهم بالإرهاب فقط ، ويحجب الفكر فيه ،
أليس عيبا أن يأتوا ليقرأوا قصائدهم في حي يسكنه الشعراء ، من أمثال اللغافي الإسكافي الذي كتب عنه الدكتور محمد لحبابي صفحة في جريدة وطنية موجها النظر لهذا الشاعر الفقير والذي طبع أعماله الخمسة على نفقته ، أيضا محمد عرش ،
ليس عيبا أن يأتوا للحي ليقرأوا أشعارهم ، لكن العيب هو أن نتجاهل شعراء الحي ، عيب وحراموجريمة قتل تمارس عنوة
هذه الجرائم لا يقوم بها المثقف الحقيقي ، بل هي حروب الصغار ، حروب تافهة سيميط التاريخ اللثام عناها
واسمحوا لي أن أحكي لكم التالي،
مند أكثر من إثني عشر عاما ، التقيت بزميلي الفنان نجا المهداوي في تونس وشكا لي ما قام به في حقه رشيد القريشي ، إذ كان قد أطلعه على ما سينجزه لليالي قرطاج تحت عنوان ألف ليلة وليلة ، فما كان منه إلا تواطأ مع المركز الثقافي الفرنسي فسحب العمل من نجا وسلم لرشيد ، وحمل العمل الطابع الانشطاري الذي أرادته فرنسا وهو إحياء الزمن الأمازيغي ، ذلك لفصل المجتمع عربي \ أمازيغي، أذكر يومها قلت لصديقي نجا ..قم بحملة لنشر الخبر ، قال ضاحكا : أنا عندي ألف قمطر ، أخذ مني رشيد قمطرا واحدا ، ما زال في حوزتي تسعمائة وتسعة وتسعون قمطرا
قصيدة الشاعر هي تاريخه الذي لا يمكن لأيديهم أن تمتد إليه، هي بيته ، لندعهم يجربون الجدرنة ، لندعهم يسيجون أسواقهم لمن شاؤوا ،لنتذكر انقسام بيت الشعر إلى بيتين شمال\جنوب،
لنتذكر مهزلة اتحاد الكتاب ، لندعهم يبعدون من شاءوا ،سنذكر ذلك للتاريخ ، سنحكي له بؤسهم،
إن تأسيس محمد بنيس لبيت الشعر ، يحتمل أن يكون بوجهين ، إما أن يكون تأسيسا لملتقى شعريا فكريا يلتقي فيه الشعراء وهذا هو الوارد ، وإما أن يكون ملاذا للعجزة يتمسكون به لأنهم لا يملكون غير ذلك ،
أليس هذا ما أرادوه.