لي مالي
ليَ عطرُ البَيَاض
ذاكرة الصّرَاخ
وأشواقٌ عَابرَة،
لي مالي
ليَ أقْبِيَةٌ أجْهَرُ فيها بالصّمْت
دمٌ أميرٌ عليّ
يَدِبّ بين رَعَشَاتِي
عِقْدٌ يَتَوَسّطُ صدري المَشْقُوق
أمانٍ، أفاتِحُ هَجْرَهَا بالسؤال،
لي مالي
ليَ وَثَرٌ يَدِنّ وحدةً
قلبٌ مُلْتَاعٌ بقُشَعْرِيرَتِه
أنْفَاسٌ مُكْتَضّةٌ بالإغْتِرَابْ
و حواس أمْتَشِقُ نَفْحَهَا
لأغْرَمَ بالكَلام،
لي مالي
ليَ سفرٌ تُضَلِّلُهُ الطريق
أفكارٌ يَنْبُدُهَا الوِفَاقْ
شمسٌ سَادِيَةَ العيون
تَحْرِقُ دَلْهَمَة الكَوَالِيس
و لي لسانٌ مجنونٌ بالنّطْق
كلما لَغَى فَضَحَ الأجْوَاء،
ليَ مالي
ليَ حقّ الثّوبَةِ للرّوح
و الثورةِ على الجسد
ليَ أمْسٌ
تَيَتّمَتْ عينَاهُ من البُكا
حاضِرٌ جَزِعٌ من الإهمال
و مُستقبلٌ شاخَ فيه مُنَايْ،
لي مالي
لي ذموعٌ بلا أفكارٍ لا أبْكِيهَا
أحزانٌ تُبَلْسِمُ جراحَ الخَطِيئَة
أشرعةٌ مَهُوسَة برياحِ الشِّعْر
نظراتٌ مُطِلّة من عينِ الإمْعَان
على هؤلاء الغُزَاةِ ، الطّغَاةِ، الغُلاَة
الغَاطِّينَ في السّبْتِ واللّذَة
و لي مشروعِيَة التّحرّرِ من نفسي
وسلطَة التقريرِ عليّ وعليْهَا،
لي مالي
لي رَغْبَةٌ لإسْتِئْصَالِ الخدِيعَةِ من الدم
لمُبَايَعَةِ وطنٍ لا يَخُونُ الأرض
لإنْتِشَالِ المُوَاطَنَة من جُبِّ خِيَانَتِهَا
و الصّلاة تحتَ النّخلة
إمَامٌا أو مَأمُوما.
15/9/2004