كل ما نسيته شهرزاد

الشاعرة الفاضلة حياة بلقيس
تحياتي
قصيدة جميلة كأنها قُدّت من أحاسيسِ قلبٍ مفعمٍ بالحب والطهر, فأزهرت فيها الحروف
شوقاً إلى ذاك المحارب خلف الريح,وتوقاً للماضي الذي يُعدّ وعاء الذكريات الجميلة,,
" كلُّ ما نسيتهُ شهرزاد" عنوان ينبئ باختمار التجربة وهدوء ملامحها تعبّر عنه الجملة الاسمية,
ويسهم الفعل نسيته بإضفاء السكينة على المشاعر المتقدة جمراً تحت الرماد,,
ويوحي العنوان فضلاً عن ذلك بتدفق أمواج البوح والحب بما هو مختلف
وما لم تستطعه مثل شهرزاد في بوحها الرقيق,,
وإذا كان العنوانُ من حيث دلالته يشكلُ مدخلاً للنص إلا أنّ الشاعرة تفاجئنا بتلك
الجمل الإنشائية التي تحمل في تساؤلها الحيرة والحسرة والثورة على على الوحدة...
لمن تركتني؟
أللريح العاتية؟
أم للظلام.....
والشاعرة ترسّخ واقع الحيرة والظلام والشوق والحروف المتعفنة في الزنزانة الانفرادية
بخطابها الموجّه للمحارب خلف الريح,,وندرك مدى حيرتها حين تؤكد لنا أنْ لا أثر لوصيتها
على الرمل,,,
أين الأمل؟؟
يبدو الأمل لحظةً حيث تستظلُّ ظلّ الهديل في عناق ما يلبث أن يتحوّل إلى بكاء على الفراق والتشتت..
لقد ترجمت الشاعرة ما تحسّ به بشكلٍ راقٍ ولغة معبرة ,وصورة اعتمدت الاستعارة وسيلةً حينا, واعتمدت التجسيد حيناً آخر,,
ومن النوع الأول: قولها: للظلام الساخر الذي ما برح يطاردني
وقولها:اسأل العابرين عن نابلس
هل تتذكر قامتها الهيفاء؟,,
ومن النوع الثاني: قولها: ما أغبى الحقيقة حين تتوارى عارية!
أشكرك يا حياة على القصيدة التي أراها جميلة ورائعة بما تركته من آثارٍ
في نفسي , وبما نقلته من الإحساس العميق الذي يختمر في ذاتك ,
أحييك بكل الود.

اتعلمين ماذا نسيت شهرزاد
لقد نسيت ضعفها كونها انثى مما حذى بها الموقف الموجب وضعا الى استنفار لعبة الذكاء اللغوي ا لذي بات خير وسيلة فاعلة لحرب الاستنزاف .. الحرب التي استشففنا من احدى مشاهدها كيف ان انثى تختبئ وراء اخرى لشن اغراءات الانتصار اجتذابا لشهريار البليد العتيد الاعزل الجريد
و انت كشهرزاد ماذا عساك قد تكوني صدقا قد نسيت ....