ابتسامة اخيرة

جلس وحيدا يرقب الشمس الخجلى من نفسها وهي تودع العالم.اخرج لفافة تبغ .اشعلها في صمت .كان المكان خاليا مما عداه.رن هاتفه.كانت نوال.اهلا لطفي كيف الحال .اين اختفيت.يلزمني ان اراك الليلة لامر ذي اهمية يلزمني اخبارك به.
فكر لثوان معدودات .ثم اجاب بصوت يتقطع.هل تظنين انه تبقى ما يدعو للقاء بك.الم تهجريني بالامس القريب.الم ترحلي من يدي هكذا ودون سابق اشعار.اين اختفيت هذه المدة كلها. وهو يتكلم انسابت من عينيه دمعات حارقة.
ربما لما قاساه في بعدها .ربما لما عاناه بحثا عنها.
وهي باكية اجابته. هكذا لطفي .تسمح في في اللحظة التي انا بامس الحاجة اليك.لا عليك لطفي .الظاهر انك قد تغيرت .ولم تعد ذلك الانسان الذي عرفته من قبل.اسمح لي اذا ازعجتك .اعدك الا احاول ثانية.واقفلت الخط.
راى الرقم الذي تكلمت منه كان رقما جديدا غريبا عليه.اطفأ الجهاز.ومشى بخطوات وئيدة .وراسه ليس معه.
لم ينم ليلتها.قضى المسكين الليل كله مسهد الجفن على سعير من جنب الى جنب بات يتقلب.في الصباح الباكر.بعدما صلى .تناول ما تيسر من طعام وغادر البيت الى العمل. في الطريق اشعل الجهاز ركب رقمها .ضغط زر اتصال.
فاجأه الصوت الغريب من الجهة الاخرى.كان صوت نساء تنحبن وتبكين.ولغط وصخب.انه ميتم .تساءل قبل ان يجيبه احد.ثم.سال اين نوال .هل انت اختها. نعم .لكنها رحلت ...اتعلم طالما اخبرتني عنك . ولم تسعفني في الاخير لقد فعلتها .كانت تتكلم وعويل ونحيب لا حد له تتقطع له انفاسها..
وجدناها هذا الصباح ميتة وعلى مقربة منها علب عدة لاقراص مخدرة.هاله ماسمع .سقط الجهازمن يده.تصبب العرق باردا على جبينه.اظلمت الدنيا في عينيه.ودون ان يلتفت يمنة او يسرة.جنح ليقطع الشارع العاج بالسيارات والشاحنات والحافلات.والشارع يعج شيئا فشيئا بالحركة.

سمع الجميع صيحة مدوية. سقطت جثة امام سيارة اجرة.تحلق جمع غفير حولها.حاول العديدون جهدهم لاسعاف الجريح.فلم يفلحوا. سيارة الاسعاف لم تحظر الا بعد حين. كان لطفي قد فارق الحياة.وابتسامته التي كانت فارقت محياه امدا طويلا.عادت فارتسمت عليه من جديد.