التقى به بالصدفة ،من أول نظرة ظنه أحمقا ،ولكنه عكس ذلك يتكلم لغة مختلفة قلما يتواصل معها الآخرون .لم يدخل معه في تفاصيل حياته الكاملة ،كفاه أنه يرسم ،يكتب الزجل ،وأنه يحلم بعالم آخر مخالف لهذا الواقع المرير .ومن جملة ماقال له :أنه يود لو كان مثل أولئك الأجانب الذين يتقاضون مبلغا ماديا رمزيا عن( البطا لة ) يقصد( الشوماج).
وما أن لاذ صاحبه بابتسامة عريضة حتى أردف معقبا :يبدوا لي أنك مغرق في الأوهام ،حتى أهملت وجعلت نفسك عرضة للنفايات .
ياهاذا ..
كان يمكن لهذا العالم أن يتغير لو أن كل واحد منهم خاض في معترك الفعل قبل التسيب في سياسة الكلام .
لو ان كل واحد منهم أمطر ..وأ نفق.. واطعم كل هؤلاء المرضى والمزاليط ..........
لو أن كل واحد منهم سخي غير شحيح وعربيد
لكن هيهات ..هيهات ..صديقي المتشرد ،الناس نيام حتى اذا ما مات منبههم انتبهوا .......
_______________
تعليق على النص
_______________
كثيرون مثل هؤلاء الغرباء الذين ينغمسون في أوحال الشوارع ،يقطنون الزوايا ..والأعشاش ..يحملون بين طيات ضلوعهم ملفات من الأسرار والمعانات،لاكاميرات التلفزة ..ولاعدسات الصحفيين ،ولاحتى المعنيون بحقوق الانسان يترصدونهم ليكشفوا عن أحوالهم ،ويطالبوا بإنصافهم .
وان كانت هنالك لجن( محسنة) أي من هيأة الخير والإحسان وبرامج معنية وطنية تصهر وتتوخى من وراء ذلك تشخيص الداء ..ودوافع حدوثه وكيفية القضاء عليه وذلك بتأسيس مؤسسات خيرية للرعاية وأخرى لمناقشة الحالة اعلاميا ،كي نتخلص من هذه الظاهرة المخجلة ،أو على الأقل نحد من تضخمها وتفشيها في الأجيال القادمة .الا ان كل هذه المجهودات غير كافية نظرا لتضخم الحالات المرضية الاجتماعية المزرية ،مما يتطلب مضاعفة المجهودات التحليلية العلمية والامكانيات المادية ،للحد من كارتية الحالة .
لأنه في واقع الأمر أن هؤلاء المغمورين ليسوا أشياء تافهة حتى نهملهم بهذا الشكل البشع المنتشر بأزقتنا وشوارعنا ،بل هم جزء من كياننا ووطننا ،ماأصابهم من مكروه ..أصابنا .لأن المؤمنين كما جاء في معنى الحديث الشريف في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى له عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى
وهم مرآة تعكس تخلف البلاد أو تقدمها وازدهارها أي بتخلفهم تتخلف البلاد وبتقدمهم تتقدم البلاد .