قصة العرق ..لمهدية اماني ..تحت المجهر

بسم الله الرحمان الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

أختي الكريمة مهدية أماني تقبلي مني هذه القراءة المتواضعة.
]العنوان العام٠ ٠٠لكل القصص القصيرة التي سأكتبها بعون الله هو نثرات الفضة

فتَحَ باب سيارته ماركة المائتي و سبعة المتهالكة بعد جدب ودفع ، دلف اليها في مشقة لطول قامته ، انتهت محفظته المهترئة وسجائره الرخيصةً -الرياضيةـ عـلــــــى المقعد المجاور ، أدار المفتاح ،عشّق وعشّقَ وانطلق أخيراً٠٠مرددا في نبرة إعلانية اَووووْدِييي٠٠٠٠٠فِييييرَاررِيي٠٠٠٠سيارة الرجل الذي يتعـرققق ولا يستحققققق٠٠انتهت الوَصلة بكحّة صدرِنخره سخام العوادم ،وقِيرُ السجائر، وظلم العباد٠

النص الذي بين أيدينا نلاحظ أن الكاتبة قد اختارت عنوانا شاملا لكل قصصها القصيرة جدا؛ مما يجعلنا نفهم أن نصوصها سوف تكون مقطوعات قصصية.

وهذا النمط إن طال يوقع الكاتب في أخطاء عديدة، منها عدم انسجام العنوان مع النص، ثانيا عدم انسجام التسلسل، ثالثا عنوان واحد يتكرر في كل مرة يجعل القارئ يظن أنه سبق له أن قرأ النص فيمر دون فتح الموضوع.. لذلك الكاتب يختار للمقطوعات القصصية موضوعا واحدا وينشرها في صفحة واحدة، ويضع لها عنوانا شاملا، وعناوين أو أرقام لكل مقطوعة...

الاخ الفاضل معمري السلام عليك
اشكر لك اهتمامك بنصي هذا الذي كان اول ما استهللت به
مشاركاتي بالمنتدى ..وللتوضيح فقط العنوان العام الذي اشرت اليه اخترته كعنوان
لمجموعتي القصصية التي اعتزم نشرها ان شاء الله
وقد ركزت على هذا ولم تعر انتباهك الى ان القصة عنوانها العرق وليس ما ذهبت اليه
في تناولك للنص.وان النصوص التي تلتها كلها تعتمد عناوين مستقلة.
وحتي وان انضوت كلها تحت العنوان العام فلا يفوت المتصفح النبيه
ارتباط القص بالعنوان الذي يجسد معناه فنحن هنا نتعامل وادباء وقصاصين
متميزين بتيقظ البديهة والفكر

* العنوان

لقد اختارت الكاتبة عنوان "نثرات الفضة"، والفضة ترمز إلى أشياء كثيرة حسب التوظيف.. وهنا نجد الكاتبة استعملت هذا العنوان بين ما هو جوهري خفي، وما هو طوفاني أو غليان النفس..

ونلاحظ العنوان انزياحا، حيث يخال القارئ أن النص يدور حول نثرات الفضة، إلا أنه يجد شيئا آخرا.. وجاء هذا الانزياح ابتعادا عن النبرة الخطابية في النص ينحو منحى جوهرا خفيا يتجلى في ردة الفعل اتجاه فعل آخر الذي يعادل الرمز واللغة والسرد...

ونجد العنوان مقسم إلى قسمين: "نثرات" // "الفضة"، وهي تعني الجوهر الذي يكون في حوزة الإنسان فيرمي به متفرقا.. وجاءت "نثرات" خبر لمبتدإ محذوف أصله: [هذه نثرات الفضة]، أو تلك.. وما شابه ذلك.. والفضة مضاف إلى نثرات؛ وبما أن الكاتبة جعلت العنوان "معرفة"، فالعنوان لا يقبل تعدد التأويلات، عكس لو كان نكرة مثل: "نثرات فضة"...

كما نلاحظ أن العنوان يتألف من فعل يدل على التشتيت، ومادة تدل على طهارتها وقيمتها وجوهرها؛ لذلك جاء مفهوم النص يدور حول ضياع جوهر الإنسان الذي هو فطرته، ثقافته، عقيدته...

اخي معمري نثرات الفضة ..بكسر النون ..لا تعني هنا نترات الفضة بل nitrate d argent
وهي اسم مركب لمادة تدخل ضمن مراهم العيون لجلي المرض عنها وتنقيتها من الغبش ...;وهو عنوان جامع
لا يشتتث شيئا ولا ينتر ولا يفرق ولا يصرف لا خبرا لمبتدا ولا متبدا لخبر ولا تسري عليه القواعد النحوية
التي اشرت اليها ..ولم يضيع لا جوهر الانسان ولا ثقافته او فطرته او عقيدته ...و النصوص التي ستنضوي تحت لواء العنوان العام نصوصا من صميم المجتمع تقتنص ما شذ فيه وتعريه وتجليه للافهام والاذهان وتفتح عليه العيون ..فارجو ان يتسع صبرك وعقلك لمعنى العنوان الذي يبدو انه استشكل عليك ولم يتجل لك وادخلك في متاهات تفسيرية وقواعدية ابعدتك عن تمحيص فحوى النص.

- ]فتَحَ باب سيارته ماركة المائتي و سبعة المتهالكة بعد جدب ودفع ، دلف اليها في مشقة لطول قامته ، انتهت محفظته المهترئة وسجائره الرخيصةً -الرياضيةـ عـلــــــى المقعد المجاور،]، نلاحظ في بداية النص وصفا للسيارة، وقامة بطل القصة، ومحفظته..

هذا الوصف الذي يقترب من الوصف الدقيق غير محبذ في هذا النوع القصصي، لأن القصة القصيرة جدا يطبعها الوصف المكثف، وهو الوصف الذي لا يزيد عن كلمة، وأجمله الاستعارة.. لذلك كان من الأفضل تكثيف الجمل والاختزال والحذف والاضمار.. مثل: ركب سيارته المتهالكة.. فهذه ثلاث كلمات تغني عن السبع كلمات المذكورة..

اخي الفاضل هذا النوع من القص الشبه مباشر يحتمل الوصف ...ولم اوظف فيه استعارة لا لانها استعصت علي
لكن اردته ان يصل الى المتلقي في تعرية متعمدة .وحضرتك تطرقت فقط لهيكلة النص واهملت المضمون المجتمعي
الاجتماعي الذي يحتوي عليه.

- ]أدار المفتاح ،عشّق وعشّقَ وانطلق أخيراً٠٠مرددا في نبرة إعلانية اَووووْدِييي٠٠٠٠٠فِييييرَاررِيي٠٠٠٠سيارة الرجل الذي يتعـرققق ولا يستحققققق٠٠]، حتى هذه الجمل تحتاج إلى اختزال وتكثيف وحذف.. لأن كل ما نفهم من هذه الجمل هو إقلاع السيارة الذي يجب الاستغناء عنه لأننا فهمنا مذ ركب السيارة وجب عليه الإقلاع، والتلعثم يكفي في "تلعثم" في المقصود برمزية وتكثيف...

اخي المعمري اظن فاتك انني اردت ان اشير الا ان سيارته ايضا مصدر ازعاج له وتعب اضافة لعمله كمدرس
يكافح ويكابد قسوة الحياة والتنقل والمسافات ..وانه رغم انه يغبط الاخرين فانه لم يتخل عن سخريته من الوضع ..
والسخرية من الحياة صمام امان للنفوس ...وبدونها تكون الحياة اشق .. ولم تكن كتابتي تلعثما بل شخص القص
جعل من سيارته سيارة فارهة ومن لهجته الساخرة وصلة اعلانية ...مرات عندما يعز علي نص اقراه بصوت مرتفع حتى اتشبع به واستشف عمقه وموسيقاه وشاعريته...ربما ليست تلك طريقتك في القراءة لذا خفي عليك الجرس..
ولا ادري كيف ستكون هذه القصة ان اسقطت عليها كل الاضمارات والاختزالات التي اقترحتها علي .سوى شيئا هجينا لن اتعرف عليه ولن يعرفني.

- ]٠٠انتهت الوَصلة بكحّة صدرِ نخره سخام العوادم، وقِيرُ السجائر، وظلم العباد٠]، جاءت هنا القفلة واضحة كأنه موضوع عادي أو مقالة.. لذلك يجب تغيير القفلة بجملة مكثفة تكون مفارقة؛ والمفارقة هي أسلوب بلاغي يُخفي المعنى الحقيقي في تضاد، أو سخرية مع المعنى الظاهري...

اخي معمري قصتي ليست عادية ولا مستهلكة او مجترة بل قوتها تكمن في كونها تعيش في كل مناضل ضد الشظف
وعدم تكافؤ الفرص والتعب والضنك.. بكل الوان الطيف ..وكما قلت لك انفا لم ارد لها مفارقة ولا ادهاشا كما
في كل قص شبه مباشر يحتفي بالفكرة والحدث ويجعل من الشخص مجرد وعاء لاحتوائها.

أنصح الأخت الكريمة بإعادة الاشتغال على النص لأنه يحمل فكرة جيدة...
اخي النص اكيد يحمل فكرة والا ما جدواه
لكن هل وصلتك ؟؟؟
اتقبل النصيحة بصدر رحب ... واتقبل رايك في القصة فلكل زاوية استقراء لما يكتب
واهيب بك ان تتصرف فيها فهي لم تعد ملكي وتعيد صياغتها على ضوء اقتراحاتك وطرحها في
المنتدى لتعم الفائدة.
او في ركن نص تحت المجهر ليتشارك كل المبدعين
في النقاش.
مع التحية والتقدير
اختك اماني
مودتي وتقديري

شكرا على هذه الحوارية التي تستحق أن تكون نمودجا للمثقف المثالي

تحية لكما

بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أختي الكريمة مهدية أماني قراءتي المتواضعة للنصوص تحتمل الصواب والخطأ...
بالنسبة للعنوان لقد قرأته وتطرقت للعنوان الشامل وليس للعنوان الجزئي...
نثرات الفضة: إن كانت مرهما للعيون؛ فهذا يخرج عن نطاق التحليل لأي كان... لأن التحليل يسوق الباحث إلى الرموز الأدبية العالمية، الفلسفية، الفكرية، الشعبية.. ولكن أسماء المراهيم وما شابهها لن يستطيع أي أحد أن يعرفها... والفضة: اللجين، هو ما يُفهم في لغة الشعر والقصة...
بالنسبة للمفارقة، تقولين أنك تعمتدت عدم المفارقة..!... فاعلمي أختي الكريمة أن القصة القصيرة جدا دون مفارقة لا يسميها القصاصون والنقاد "قصة"؛ لأن بناء القصة القصيرة جدا الأساسي هو المفارقة...

وأعتذر إن أزعجتك قراءتي
مودتي وتقديري

محمد معمري كتب:: بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أختي الكريمة مهدية أماني قراءتي المتواضعة للنصوص تحتمل الصواب والخطأ...
بالنسبة للعنوان لقد قرأته وتطرقت للعنوان الشامل وليس للعنوان الجزئي...
نثرات الفضة: إن كانت مرهما للعيون؛ فهذا يخرج عن نطاق التحليل لأي كان... لأن التحليل يسوق الباحث إلى الرموز الأدبية العالمية، الفلسفية، الفكرية، الشعبية.. ولكن أسماء المراهيم وما شابهها لن يستطيع أي أحد أن يعرفها... والفضة: اللجين، هو ما يُفهم في لغة الشعر والقصة...
بالنسبة للمفارقة، تقولين أنك تعمتدت عدم المفارقة..!... فاعلمي أختي الكريمة أن القصة القصيرة جدا دون مفارقة لا يسميها القصاصون والنقاد "قصة"؛ لأن بناء القصة القصيرة جدا الأساسي هو المفارقة...

وأعتذر إن أزعجتك قراءتي
مودتي وتقديري

[size=24]

اخي المعمري السلام عليك
اسمح لي ان اسوق موضوعا كان مداخلة لي فى مكان اخر يتضمن بعض التوضيحات
حول الذروة
او المفارقة او مهما كان مستمياتها
لكي ابين لك ان هناك العديد منها
والمطلوب من الكاتب المتمرس ان يكون ملما بها كي يمكنه نقد النص دون اجحاف
او ابتخاس له
وهي تعتبر من ضمن اهم مستلزمات ق ق ج
- العقدة او المفارقة او الذروة او توثر الحدث وحبله بمؤثرات متلاطمة متزاحمة
في صراع وتوثر درامي ينبأ بتمخض النص عن تاثير قوي او جميل او ساخر يحول
الحكي من شيء انشائي عادي الى ابداع يعصف باحساس المتصفح ويستفز احاسيسه
ومجساته بايجازه واقتضابه وحمولته كما في العقدة المقتضبة..اوفي العقدة المضمرة
التي تحتاج تمحيصا
واستجلاء وتأويلا وتقليبا للنص على كل الزوايا والاركان لما تتضمنه من
تلميح وايحاء يستنفر ملكات المتصفح ومخزونه الثقافي والفكري واسقاطاته
النفسية المجتمعية عليه ويمكن ان يكون مجمل القص ولا اقول كله عقدة
كما في العقدة الجامعة والضامة للفكرة او الحدث او في العقدة المفصلة او العادية كما يصفها بعض مماهني القصة فحتى وان دعيت عقدة فسلاسة
القص وانسدال حكيه يصل بنا الى الانحدار والنهاية بهدوء لكن لن يعدم ان
يترك في انفسنا اثرا ان حيك القص بمهارة واحترافية وفنية.. او كما في العقدة المترامية
الممتدة على مجمل الحكي بحيث لا يعرف بدايتها ولا انتهاؤها لكن يحس القاريء
المتمرس ان القص امتلكه وسيطر على انتباهه وفكره ..ويجعله يعيد القراءة
والاستمتاع بالابداع ...
واخيرا احب ان اشيرواذكر ان تعدد العقد وتعقيدها يمكن ان يلخبط اوراق من
يريد ان ينتقد ق ق ج ..خاصةاذا كان غير متمكن من اليات النقد ..فتجعله يشط
في حكمه على المنتوج الادبي ويبخسه حقه..

وكما ترى اخي الفاضل فمهما بدى لك نصي مسطحا
فانه ليس كدالك بل اخترت له العقدة المترامية
ولم انزعج الا من كونك
لم تكن على علم اظن بالكيفية التي صغت بها قصتي
ارجو ان اكون قد اوصلت لك الفكرة
كما اني لست متفقة معك في قولك
أن التحليل يسوق الباحث إلى الرموز الأدبية العالمية، الفلسفية، الفكرية،
الشعبية.. ولكن أسماء المراهيم وما شابهها لن يستطيع أي أحد أن يعرفها...
والفضة: اللجين، هو ما يُفهم في لغة الشعر والقصة
- لانه يفهم ايضا لمن يريد ان يعرف فالمعلومات متوافرة في النت حد التخمة في علم المعادن والكيمياء والفارماكوبي اي علم الادوية والصيدلة
وقراءتك دوما مرحبا بها
فالنقد مهما كان اخف وقعا على نفسية الكاتب من المرور مر الكرام
او تجاهل النص ليعلق وسام الزيرو المدور الجميل
تقبل مشكورا مودتي واحترامي

اختك اماني

» نص تحت المجهر: شاعر يحكي...محمد محضار
» نص رقية بنت الحمداني لهشام ناجح تحت المجهر
» نصص قصصي تحت المجهر
» كلمات تحت المجهر
» نص الكاتب اقصبي محمد تحت المجهر