أكفكف دمعي
متوهجا ..
مقيما ..
جوار جرحي الأصم ،
أكفكف دمعا جرى بدم فائر ،
أزيح الرداء وقد قد من نهم .
ألوح بالعلم المخضب بالعزالوافر ،
أحتمي بصدري المكشوف من وابل الموت الرحيم .
أحطم الأتراس أصيب بصوتي الخصم في المقتل الغائر .
صيحاتي صهيل ..
صوتي زئير الهزبر الثائر .
متوهجا ..
بلهيب نط عبر جدران هاوية طاوية على الجسد الخائر .
سيل من لهيب غاضب ،
حصحص في مداه ،
عم الافق الموصد .
يكتب الضباب ،
يلون السحاب بالمطر الغزير . تبدو لوحاته مخضبة بماء المقل .
يخط بيمناه قوافل الريح المزمجر ،
يرصع جبين الأرض بخطوه الثابت المزلزل لأرصفة الانتظار الممل القاتل .
يعصر الأطياف ،
يغتال الطيور المتبتلة ،
يسحب الذوق ،
يذر الحياة بلا مزاج .
يصوغ الجواب بصوت منكفئ على قبر ،
يلمح الضوء منطفئا على وتر .
يذكي بولاعة من حجر ،
اللمعة الراعفة ،
يوقظ الولد الوسنان المتلقف لذرات المطر .
ينساب عويله ، انسياب الدبيب بين الخمائل والشجر .
يسعى لمد الاخضرار وتقويم العود المحدودب منذ الصغر .
يحلم بفك القيد والنفاذ إلى سماء تبدو على ضفاف رموش اليتم وجدران أكياس البؤس العشار .
متوهجا صامدا ..
أمضغ الكلام المستعصي المسدد على مقربة من سقف الأفق ،
أنسج رداء دورات الفصول العجاف .
أنادي ..
ألا أيها الباتر دون غمد ،
رصعت سجلات التاريخ
بحرف ضاج يكشف وميضه أمواج البحار .
