كان الجو مشمسا ...حارا...كان الكل يتعرق بغزارة ...عرق الاجساد...و الاشياء..عرق الشر و الخير..رائحة العرق تفوح بها الامكنة...تفوح بانتظام...انتظام الاشخاص و الاشياء...هكذا نستفيق على رائحة المسمن المذهون بالزيت و العسل...ما اروعه اتدكر هذه الرائحة بعد مرور 20 عاما ...جاءت عندنا فتاة اسمها عتيقة ...كان الوالد يناديها عيقة سمراء وسمرتها عنيفة...حتى بدا كل شئ فيها اسمرا ... لا أعرف لماذا ...الان يناديها الوالد باسمها الاول...جاءت تقول الوالدة: لتقضي الصيف بمنزلنا ...لم يكن منزلها يبعد عنا سوى بكلومترين فقط...رغم ذلك قضت الصيف كله معنا تساءلت لماذا ...لم اجب ...راودتني فقط هذه الفكرة :انها ستضيف رائحة عرقها الى كل الاشياء المتعرقة الاخرى...كنا نلعب كالعادة في الغرفة البرانية المحادية للمنزل...عدنا للعب دون ان نكترث بها...كنت اتذكر هذه الدمى التي اشترتها لنا الوالدة في عاشوراء ...كانت متشابه في اللون الوردي...فساتينها متشابهة ايضا..وفصلت لها الوالدة بعض الفساتين الاضافية..وكنا نلعب كما نلعب دائما...لكن هذه المرة هناك من يراقبنا من شق محدث في الباب ...انها الذخيلة هكذا نظرنا اليها في تلك اللحظة...دعوناها للعب رغم ان اللعبة لعبتنا ...كان سلوكا طفوليا و بريئا ربما ....انها الان تحاول فرض نظامها الخاص...انخرطت في لعبتنا ...بذكاء الكبار ...لكنها الان تحاول استدراجنا للعبتها...تريد تغيير النظام ...تريد ان تغير لعبة الصغار بلعبة ...من لعبة الى لعبة الكبار...من لعبة الفتيات و تقمص دور الام مع الدمى...الى لعبة الرجل و المرأة...هكذا قالتها بصوت رجولي متسلط:اجييو نلعبوا الرجل و المرا...لا اعرف لماذا كنا ننساق و نستسلم لها بسهولة و انسياب...استهوتنا اللعبة ببراءة غامضة..وانخرطنا في لعبتها الكبيرة...كما انخرطنا في استسلامنا اليائس لاوامرها: انت تكونين الرجل ...و انت تلعبين دور المرأة ...و انت الابن ...لماذا هذا التقسيم الجيولوجي ...لماذا الابن و ليس البنت...لماذا الرجل وليس المرأة ...اي تعويذة قرأت؟...اي الطقوس مارست؟...سألت نفسي هذه الآسئلة عندما مر على هذه اللعبة ست سنوات...لم اجب ...تركت الغرفة البرانية ...وعدت ادراجي الى الجامعة...تركت لعبتي في منطقتي المظلمة...اتذكرها ..واسترجعها...العبها خياليا...امارسها استيهاميا...ليس كما تريد عتيقة او عيقة...اسمها يحمل اكثر من معنى ...انهاامرأة شاخت في لاشعوري اعرف لماذا اتخيلها بالية ..ومتجاوزة...عجوزا...حتى بدا ظهرها متقوسا في مخيلتي...لو استطيع تغيير قانون لعبتها ...