ذات الجناحين
أحبك يا تـاج الإلاهـات فابسطـي
جناحيك لي في ظلمة الليل أركـبِ
فإنـيَ فـي جـون كـأن بهيـمـه
ملامح زنجيّ مـن السـود هيـدبِ
يصادمنـي الخفـاش فيـه وغيـره
من الصاحبات الليل في شر غيهب
أذات الجنا حين الكريميـن أنجـدي
أخاك إلى نـور الحيـاة المحبّـب
كأنك إذ تهويـن ليـلا لمضجعـي
عقاب من العقبان تهـوي لأرنـب
تزورينني في موهن الليـل ساعـة
وإن غبت غاب النور وارتاح عنكبي
فمازلـت منـذ جئـت أوّل مـرة
تقوليـن لا تحـزنْ ولا تتـذبـذبِ
ومازلـت ممـا قلـتـه متفـائـلا
إلى أن مضى دهـر ولمّـا تأدّبِـي
فعمت أحاسيسي وساويـس جمّـة
فصـرت مـن الآلآم كالمتـغـرب
ألي أمل فـي أن تميطـي متاعبـي
فأصبح في عيش من النور طيّـب؟:
"أعياش ياابـن الأكرميـن أرومـة
فـلا تضطـرب منـي ولا تتقلـبِ
أعندك أنـي حامـل منـك لوعـة
وإنـيَ لـو أسطيـع لـم أتغيّـبِ
قصاراي أن ألقاك فـي كـل ليلـة
وأزرع طوقا فيك من محض أقلبي"
فقلت لهـا مرحـى ولكننـي شـجٍ
ألم تعلمـي أنـي ببأسـاءِ أغلـب
فطارت كما طـارت للهو حمامـة
وفـي وجههـا إشراقـة المتلهّـب
أأرحل في هـذا الظـلام وأهلـه؟
أأنجو بنفسـي مـن أذاه المعـذب؟
أتكشف أنوار الشمـوس غطـاءه؟
أيكـرَم أهلـوه بأفضـل مكسـب؟
أتُنهـى الطفيليـات مـن عتباتـه؟
وتحضنه الأطيار من كل مطـرب؟
فتلـك لعمـر الله أسئلتـي الـتـي
تؤرّقنـي حتـى تناثـر مركـبـي
6-6-03