لسيدتي وردة الإيدز
أكتب هذا النشيد الطويل
لسيدتي وردة الإيدز
أكتب هذا الكلام الجميل
وأكتب هذا النداء العليل
أسميه شعرا
معلقة للإ باحهْ
لكل استراحهْ
***
لنكهة هذا المساء مذاق غريب
كوقع هدير
كإنشاد بوم
نشيد الحياة الأخيرْ
***
لهذا المساء أنين
كعنف السكون
كقنبلة تتربص بالعاشقين
لرائحة البحر عنف الجنون
وعنف الحنين
لرائحة الياسمين
سينبت في شفتي برتقال لذيذ
وأرسم طفلا بجرحي
ليسكن فيه الشذوذ
***
أحذركم من بكائي
الملطخ بالجنس
عند اشتهائي
لقرد مثير
حبيبي قرد
يعانقني
وأعانقه
في ظلام العصور
أقبله ويقبلني
ثم يترك جسمي حريرْ
سأعشق قردي بعد
انتهاء العشاء
وبعد نشيد المساءْ
فهذا انتصاب ...
عجيب / عجيب
كعوسجة في صباح كئيب
ككلب تمرغ
في العشب
عند الزوال
كشيخ يحاول
بالماكياج
خداع الجمال
لسيدتي وردة الايدز
أكتب هذا الكلام الرفيع
وأشعل في مهرجان الفراشات
عنف الربيع
وأحضن أنبوب طفلي
بكلتا يدي
وقلبي أخبئه في دمي
ثم أخفيه من غدر غدري
فقد أتقيأ ليلا
كدهليز عمري
ويرفض ريق فمي
أن يمارس عشق الشذوذ
وعشق اليهود
وقد أتقيأ قطعة موج
تهددني بالرذاذ
وتقتص من جسدي
جسدا للعهارة والانفتاح
وتمتص من كبدي
لغة للتوغل في اللامباح
فمعذرة إن
مضغت هموم انشراحي
وقدمتها
للمساء المريض
ابتساما لكل الأقاحي
***
لسيدتي وردة الإيدز
نفط وغاز
وجوع صبايا
وآلات جاز
أنقتسم القبر ؟
ويحك
تابوت حبي
يغادر هذا المسا باكرا
هل ْقريبا
ستورق أزهاره
بالبكاء العنيف
لشيء عفيف
قريبا
ويولد قرد جديد
يمارس عشقا جديدا
ويفضح جنس اليهود
***
لسيدتي وردة الإيدز
هذا الحضور الجميل
ألا تكتفين
بمزرعة يتسكع
في منتهاها احمرار الأصيل
لتطمع سيدتي
في انسياب النسيم
وشوق السنابل
للارتماء بحضن النجوم
ودمع البكاء
على ذكريات الصبا
وانتحار الهموم
قريبا ويقتلع الصمت
منا ضجيج الفتون
ونمسي عرايا
نناضل من أجل
خبز الجنون
سلاما لسيدتي
فالرياح تصارعنا
لاكتساب المناعة
من جسد الياسمين
***
لليلي ارتخاء العناكب
وقت الظهيرة
أمتشق الحزن
أسمع إلحاد قلبي
يداعبني في فضاء الحصيرهْ
لليلي نكهة طفل
يحدق في عضوه
بعيون انبهار
لليلي طعم الفواكه
في آخر اليوم
بين المجاري
لليلي حزن العصافير
في فرح الزيزفون
على مطر في انتحار
***
وداعا ويسبقني
في الشرايين
شوق ليغمد
نصله في ذكرياتي
وداعا ولست
أودع غير دمي
المتوحش في عبث
النائبات
وداعا رتابة هذي
العقارب تنهكني
بالسكون
على غبش الأمسيات
***
لسيدتي وردة الإيدز
أعزف لحن الولادة
وأرقص منسلخا
عن ثيابي
على همهمات الشحاذة
وتستاف تلك الإباحة من جسدي
لذة الإنسياب
سألثم قردي حبيبي
ويلثمني
كي أعود لإتمام
هذا الحديث العجيب
تقول استح
ألا يستحي الطل
حين يغازل
خد العباهر والأقحوان ؟
ألا يستحي كرز
الموت حين
يلاعب في
غبش الفجر ثلج الحنان ؟
حنانك يا وطني
لم أغادرك قسرا
إلى جنة الشهوات
ولكن سيدتي
وردة الإيدز
تعشق كل ملائكة الحب
عند السبات
***
لهذا الوجوم المسائي
طعم جديد
وشكل جديد
أوزع عرضي على
عاهرات الفواكه
ليت المساء
يناغي جنوني
بعشق جديد
ويفرغ من همهماتي
شجون الوجود
***
جدودي !
أوبخكم واحدا واحدا
ليتكم تقرؤون كتابي
ففيه أنا جسد
من سحاب
وألعنكم واحدا واحدا
ليتكم من كرى المومياء
تجيئون صبيان ثلج
لعب صنوف العذاب
***
لسيدتي وردة الإيدز
هذا الغناء الجديد
سيكبر فوق مؤخرتي
شجر التوت والسنديان
لهذا أبول على جسدي
وأنسى انشطاري على بلدي
أيهجرني وطني في الزحام
ويتركني قابعا
في المتاهة كالأفعوان
أنا لم أبعك
فلا لا تبعني
فقد تتمادى الخرافة
في غيها آه
لكنها لن تطول
لأن الخرافة
في وطني ستزول
الرباط 02/05/1987