جامعة المبدعين المغاربة ..جامعة الادباء العرب
هل أنت شاعر أو كاتب قصة أو روائي ؟
هل أنت مسرحي سنمائي فنان تشكيلي ؟
سجل باسمك الثنائي الحقيقي ،
مرحبا بزوارنا الكرام ،
جامعة المبدعين المغاربة ..جامعة الادباء العرب
هل أنت شاعر أو كاتب قصة أو روائي ؟
هل أنت مسرحي سنمائي فنان تشكيلي ؟
سجل باسمك الثنائي الحقيقي ،
مرحبا بزوارنا الكرام ،
جامعة المبدعين المغاربة ..جامعة الادباء العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

جامعة المبدعين المغاربة ..جامعة الادباء العرب

جمعية ثقافية فنية تأسست بتاريخ 10_يوليوز-2010-بعد اشتغالها كمنتدى مند11 ابريل 2007 مبدأنا ضد التمييع والفساد الثقافي
 
الرئيسيةمجلة ..جامعة الالأحداثأحدث الصورالتسجيلدخول
اصدارات جامعة المبدعين المغاربة اصدارات جامعة المبدعين المغاربة

قراءة في (قناديل الشعر الحديث) Mock_u10قراءة في (قناديل الشعر الحديث) Thumbn11قراءة في (قناديل الشعر الحديث) Mock_u11قراءة في (قناديل الشعر الحديث) Mock_u12قراءة في (قناديل الشعر الحديث) 81038210قراءة في (قناديل الشعر الحديث) 81981210قراءة في (قناديل الشعر الحديث) Mock_u13قراءة في (قناديل الشعر الحديث) 87013610قراءة في (قناديل الشعر الحديث) Thumbn12قراءة في (قناديل الشعر الحديث) Mock_u14قراءة في (قناديل الشعر الحديث) Thumbn13قراءة في (قناديل الشعر الحديث) Thumbn15قراءة في (قناديل الشعر الحديث) K10قراءة في (قناديل الشعر الحديث) Thumbn16قراءة في (قناديل الشعر الحديث) Thumbn17قراءة في (قناديل الشعر الحديث) 66299010قراءة في (قناديل الشعر الحديث) 80024311قراءة في (قناديل الشعر الحديث) 67498510قراءة في (قناديل الشعر الحديث) 54008911قراءة في (قناديل الشعر الحديث) 67403510قراءة في (قناديل الشعر الحديث) 79937110قراءة في (قناديل الشعر الحديث) 79508010قراءة في (قناديل الشعر الحديث) 79444710قراءة في (قناديل الشعر الحديث) 79148210قراءة في (قناديل الشعر الحديث) 80642710قراءة في (قناديل الشعر الحديث) 79242810قراءة في (قناديل الشعر الحديث) 80065210قراءة في (قناديل الشعر الحديث) 79268110قراءة في (قناديل الشعر الحديث) 79023210قراءة في (قناديل الشعر الحديث) 81345410قراءة في (قناديل الشعر الحديث) 80249210قراءة في (قناديل الشعر الحديث) 79017310
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
تصويت
Navigation
 
منشورات جامعة المبدعين المغاربة الفردية
منشورات جامعة المبدعين المغاربة
قراءة في (قناديل الشعر الحديث) Mock_u10
قراءة في (قناديل الشعر الحديث) Thumbn11

» تداعيات من زمن الحب والرصاص للشاعر نورالدين ضرار
تداعيات من زمن الحب والرصاص للشاعر نورالدين ضرار Emptyاليوم في 20:12 من



إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان



     

     قراءة في (قناديل الشعر الحديث)

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    محمد داني
    شاعر وناقد
    شاعر وناقد
    محمد داني


    عدد الرسائل : 72
    تاريخ التسجيل : 07/06/2010

    قراءة في (قناديل الشعر الحديث) Empty
    مُساهمةموضوع: قراءة في (قناديل الشعر الحديث)   قراءة في (قناديل الشعر الحديث) Emptyالأحد يونيو 19, 2011 1:20 am

    وعندما نتمعن في عنوان هذه ال"قناديل الشعر الحديث" الديوان الشعري الورقي الأول الذي أصدره منتدى العشرة، وتكبدت الشاعرة ليلى ناسيمي ولادته.. وهو كتاب عبارة عن مختارات شعرية تم اختيارها من موقع منتدى العشرة الرقمي...

    وتضم هذه المختارات 47 قصيدة لشعراء من مختلف بلدان العالم العربي. وهذه القصائد موزعة على الشكل التالي:

    - 28 قصيدة شعرية لشعراء من المغرب، مشكلة نسبة 59.57%.

    - 5 قصائد شعرية لشعراء من العراق، مشكلة نسبة 10.63%

    - قصيدتان شعريتان من مصر، بنسبة 4.25%.

    - 6 قصائد شعرية لشعراء من تونس. مشكلة نسبة 12.76%.

    - قصيدتان شعريتان لشعراء من الأردن. بنسبة 4.25%.

    - قصيدة واحدة لشاعر من فلسطين، تمثل نسبة 2.12%

    - قصيدتان شعريتان لشاعرين من سوريا. تمثلان نسبة 4.25%.

    - قصيدة واحدة لشاعر من اليمن، تمثل نسبة 2.12%.

    ومن الأسماء الشاعرة، نجد : الشاعرة الفلسطينية الأصل، الأردنية الجنسية، المرحومة حنان الآغا بقصيدتين، والشاعر التونسي محمد علي الهاني، ومحمد بوحوش وشكري بوترغة، وفتيحة هاشمي، ورياض الشرايطي، وعبد الوهاب الملوح من تونس.

    ومن العراق نجد طالب الأسدين وحسن سلمان، وسامي البدري.. ومن فلسطين ، الشاعر الفلسطيني المقيم في رومانيا الدكتور منير مزيد.. ومن مصر ، الدكتور مصطفى عراقي، ومحمود أمين.. ومن اليمن ، ابراهيم السراحي، ومن سوريا فواز قادري، ومحمود عبدو...

    أما من المغرب ، فنجد أسماء شعرية وازنة، من مثل: عبد الناصر لقاح، وتوفيقي بلعيد، ومحمد اللغافي، وشفيق بوهو، وحميد عسيلة، ورشيد الخديري، وإدريس الشعراني، وليلى ناسيمي، ومحمد عماري،ومحمد الزرهوني،وأمينة سبيل،وأمينة الحسيني،ومحمد العروسين ومحمد القصبي، وبن يونس ماجن، وماماس أمرير، ومحمد الرويسي، وإدريس زايدي، وعلي متقي، ومحمد بودلاعة، وعبد الرحيم ناصف، وزبير افراو، وجواد التغزاوي، ومحمد العيوني، وسعاد ميلي...

    والمختارات الشعرية جاءت في 139 صفحة من الحجم المتوسط (15X21 سم).. ذات غلاف ورقي من تصميم عادل خزيز، وذو لون أزرق.. تشغل جل حيزه لوحة بنفس اللون الأزرق وتدرجاته للفنان التشكيلي ابراهيم السرابي.

    مختارات(قناديل الشعر الحديث)، نجد أن له دلالة ذات ثلاثة أبعاد:

    - قناديل.

    - الشعر.

    - الحديث.

    فقناديل جمع قنديل، هي تلك المصابيح التي تشع نورا في عتمة ليل أو مكان... وترمز إلى القصائد المختارة، وبالتالي ، فهي عبارة عن قصائد تشع معنى وفنية، وجمالا في سماء الشعر.

    وهذا الشعر حديث وحداثي... كل القصائد من قصيدة النثر، وقصيدة التفعيلة... وبالتالي تتجلى حداثته من خلال نثريته، وصوره، ورؤياه، والتزامه بالانتماء إلى هذا اللون الشعري الحداثي..

    ومن خلال تصفح الديوان/ المجموعة المختارة، تتبادر مجموعة من الأسئلة:

    - كيف تم اختيار هذه القصائد؟ ما هي المعايير التي اتبعت في هذا الاختيار؟.

    - ما الخط الرابط بينها؟... هل هناك رؤيا تجمع هذه القصائد، وحتمت اختيارها في هذا المتصفح الورقي؟...

    - لماذا الاقتصار على الأسماء الذكورية، وتغييب شبه تام للشعر النسائي أو على الأصح الأسماء النسائية؟

    هذه الأسئلة التي تشغل بال المطلع على هذه المجموعة الشعرية، تؤرقه ، وتجعله يحس بنوع من الغربة، والقلق، وهو في قراءته لقصائد هؤلاء الشعراء...

    صحيح أن العنصر النسائي ضعيف جدا مقارنة مع العنصر الذكوري في المجموعة... حيث نجد ست شاعرات هنSadحنان الآغا- فتيحة هاشمي- ليلى ناسمي- أمينة سبيل- أمينة الحسيني- سعاد ميلي).. ويمثلن نسبة 14.63%... أمام 41 شاعرا ، يمثلون 85.36%...

    وعندما نعود إلى هذه المختارات، ونتأمل عناوين قصائدها، نجد أنها تختلف من قصيدة إلى أخرى.. حيث نجد :

    - 11 قصيدة ذات عنوان فردي، أي يتكون من كلمة واحدة، وهيSad لبس لمحمد العيوني- اختبار لمصطفى عراقي- شذرات لسعاد ميلي- مجيء لمحمد العيوني- ثمالة لعبد الرحيم ناصف- مناضل لعبد الناصر لقاح- اغتراب لحميد عسيلة- خلاسي لمحمد القصبي- الما غياب لأمينة سبيل- وحدة لرياض الشرايطي)...

    - 16 قصيدة ذات عنوان مركب ، يتكون من كلمتين، وهيSad فاكهة الليل لتوفيقي بلعيد- كرشنا العربي لمحمد العيوني- أنا روحك لجواد التغزاوي- آدم والهوى لزبير افراو- عباءة جسد لمحمد بودلاعة- جماليات الخطيئة لحسن سلمان- مكر ذاكرة لإدريس زايدي- صنبور الأسئلة لرشيد الخديري- سميتها ليلى لمحمود أمين- الرصاصة المسمومة لابراهيم السراحي- في الحانة لمحمد بوحوش- مقام الارتواء لليلى ناسيمي- عناوين الشعر لعبد الوهاب الملوح- المارد الرائع لأمينة سبيل- ورقة التوت لفتيحة هاشمي- محض منفى لمحمد الزرهوني)..

    - 8 قصائد ذات عنوان مركب، يتكون من ثلاث كلمات، وهي Sad وجعي يستضيء بأغنيتين لمحمد علي الهاني- معزوفة الأقدام الصغيرة لحنان الآغا- يسقط المطر شريدا لمحمد اللغافي- عاهات الرصيف العادلة لشفيق بوهو- عين من الشمس لمحمد الرويسي- على ضفاف الفجر لإدريس الشعراني- سماء للا تقترب لمحمد طالب الأسدي- قرب باب البحر لمحمد عماري).

    - 9 قصائد ذات عنوان يتركب من أربع كلمات، وهيSadالقدس وحلم العودة لمنير مزيد- عودة إلى التكوين الأول لحنان الآغا- طارت العصافير من اللوحة لفواز قادري- الجبليون نجوم مثقلة بنورها لمحمود عبدو- ضدان على سرير المعنى لشكري بوترعة- انحني بنعاس ديك اصم لوهاب شريف- في وسعك يا مولاتي لابن يونس ماجن- حين يزهر فل الميلاد لمحمد العروس- انثرني على لحظات الشوق لأمينة الحسيني).

    - قصيدة واحدة ، عنوانها يتركب من ست كلمات، وهيSad في حقول الريح التقيت صراط عينيها لسامي البدري).

    - قصيدتان عنوانهما يتركب من سبع كلمات، وهيSadرساة إلى الشاعر أحمد المجاطي لعلي المتقي- سماء لا تقترب وأرض لا تكفي لمحمد طالب الأسدي).

    وهذه العناوين تتنوع في دلالتها ما بين التجريد والمحسوس، والواقعي والسريالي.. وهي بطبيعة الحال تعبر عن رؤيا الشاعر، وإيحائيتها عن مضمون القصيدة...

    هناك سؤال ملح بشدة.. وهو: ما القاسم المشترك بين هذه النصوص ضمن لغة هذه المجموعة الشعرية؟.. ما التيمات التي تجمعها وتوحدها في هذا الكتاب الشعري؟...

    إن القاسم المشترك الذي يجمع بين هذه النصوص، ويوحد بينها ، هو:

    - الانتساب ن والانتماء إلى الجنس الشعري الحديث.

    - الشكل الهندسي الذي جاءت عليه كل القصائد.

    - إيقاعية البياض والسواد الذي التزمت به كل القصائد.

    - التحرر من القافية في كل القصائد.

    - التحرر من القافية في كل القصائد.

    - التحرر من الوزن العروضي الرتيب في جل القصائد.

    - الاعتماد على تفعيلة المتقارب (فعولن) وما يلحقها من حذف وقطع، في كثير من القصائد.

    - الاعتماد على معجم حداثي ، معاصر في كل القصائد.

    لكن هناك ملاحظات تبين ولو مجازا أن الاختيار، والتبويب / الترتيب كان اعتباطيا.. عندما نجد خلطا في المواضيع والتيمات، وخلطا في نوعية النصوص الشعرية.. والمزج ما بين الطويلة والقصيرة، والمتأثرة بفن الهايكو.. والأدونيسية.. والممتدة البياض، والممتدة السواد المعتمدة على السطر المدور.. والمزج بين النص النثري والنص الشعري...إلى غير ذلك...

    للأسف ، وبكل صدق ، هناك نصوص لا تمت للشعر بأية صلة.. هي كلمات رتبت في سطور هكذا ...

    وهنا اطرح سؤالا: هل كانت هناك لجنة لاختيار النصوص؟... أم الاختيار انفرد به شخص واحد؟...

    إذا كانت هناك لجنة لاختيار النصوص، فكيف غضت الطرف عن أخطاء لغوية، ونحوية وتعبيرية؟.. كيف فاتها وضع معايير ك: الشعرية والجمالية، والفنية، والإيقاعية، وسلامة اللغة.. في اختيار النصوص؟...

    لماذا هذا الركام من الأسماء ، والتي إذا غربلناها لا نجد فيها إلا أسماء شاعرة تعد على رؤوس الأصابع؟...أين هي القصيدة العمودية؟...أين هي قصيدة التفعيلة المقفاة؟.. أين هي النثيرة المقفاة؟...

    أتمنى أن يتم تجاوز هذه الأمور في الجزء الثاني...

    - مواضيع القصائد:

    والسؤال الذي نطرحه، هو : ما هي التيمات التي تتضمنها هذه المجموعة الشعرية؟..

    صراحة ، المواضيع متعددة، وكل قصيدة حابلة بالمواضيع... ولكن رغم هذا التعدد فهي يجمعها هم واحد، أو موضوعة واحدة تقريبا، وهي: تصوير الذات ، وأحيانا، تصوير الآخر...

    ومن التيمات التي نجدها:

    1- تصوير الذات: إن ما يشغل الإنسان هو الحضور الفعال في هذا الكون.. ولذا انشغاله بهذا الحضور يتجلى في صورتين: صورة مادية ، وصورة مجردة مثالية.. ومن هنا انشغل بالزمن والمكان والإنسان.. والوجود... ثم بالانتقال من لازمة إلى أخرى.. وكيفية التوافق معها، والوفاق بينها.. ولذا تتعالى أسئلة ، وتشتد حيرته.. فيضيع بين الحيرة والسؤال:
    أنا الحرف
    مستغرقا بالتجلي
    على حلمة أو .. على مقصله
    أنا شارع الأسئلة ، وئدت
    وفي كل رمل تاريخنا
    ولدت ... سنبله(محمد طالب الأسدي، وأد)


    هنا تنفتح عوام أمام هذا الانشغال بالحضور.. ويحدث الشرخ في هذا الإنسان عندما تحس الذات أنها جزء من هذا الوجود..وأنها صورة من صوره المتعددة.. هنا تتخلخل الهوية.. وتتوزع بين ما هو ثابت ، وما هو متحول.. مع العلم أن التحول أساس الاستمرار...وحينها تترسخ في الذات وفي وعي وعيها أن التراتبية وجودية علية بين الموجود المطلق، واللازمني الذي يسبق الوجود... وبين الموجود النسبي الزمني الذي يتزامن مع الوجود... إذ تحس الذات أنها موجود نسبي... ومن ثمة يتولد القلق.. والغياب.. والغربة...
    أنا روحك ولست أنت
    فابحث عن نفسك في أي مكان آخر
    لكن لا تنسى من أنت
    قد تأسى
    وقد تنسى
    ومصيبتك أنك
    حين تأسى لا تنسى
    وفي كل مرة
    تعود لتقول
    تعسى
    والناس أحرار بين ذلك
    منهم من أصبح وما أمسى(جواد التغراوي، أنا روحك)


    أمام هذا الإحساس الوجودي ، يعلو السؤال، وترتفع الأنا.. تبحث عن المعرفة.. عن الجواب.. تبحث عن كيفية لاختراق الغيب...
    أنا فاكهة الحلم الشرس
    اغتسلت من دفء الخرافة
    ثم أعلنت:
    غدا باتجاه قمة ، أسقط...
    أنت الطين أميري
    والسيل التي تؤدي لقبر عاشق عيناك..
    فتحت كتاب السر(فاكهة الندى، توفيقي بلعيد)


    وفي هذا البحث يختلط النسيان بالتذكر، والوعي باللاوعي، والحضور بالغياب.. وهنا يعلق الضباب بالروح... وتنغمس في انعطافات متعددة ، ومختلفة.. أحيانا يكون فيها الألم ،وجرح النفس ، واندماء الخاطر والشعور:
    تنطلق العرضة طلقة
    من عمق نواة الكون
    وكوني يطلق زفرة
    تحرق كبدا وتشق رئة
    فيسيل الأصفر ملتاعا
    يغرق كل الألوان..
    فأرى أن الأسماء زوال
    أحلم أن الأحلام محال
    وأن الطين اللزج
    تحول ملحا محترقا (معزوفة الأقدام الصغيرة، حنان الآغا)


    وهنا تتشظى الذات والنفس.. وبين هذا التشظي ، يتعالى الحلم.. وتتسارع الخطى.. وتضيع الذات بين البحث عن الحضور ، والسؤال.. والبحث عن الجواب، والحلم، والتشظي...
    مات الحلم
    أبتغي حماما
    سريع الخطى...
    أبتغي هامة عربية...
    ابتغي..
    لا شيء..
    مات الحلم(شذرات دمي الراقد في النسيان، سعاد ميلي)


    إنها وضعية متعددة الأوجه، تدخلها الذات.. فتتعدد منظوماتها ورؤاها .. وهنا تفترض الذات إجابات ، وأجوبة تحاول أن تحدد من خلالها طبيعتها ووظيفتها...

    صحيح أن في هذا الافتراض يتغلب الوهم على كل حقيقة.. وينصبغ الخلل بالانفعال، و الأحاسيس، والنفس.. وهنا تنغمس الذات في الرمز، والتهويم، والمعاناة...
    يشاغب هبوب الصدى بمديات تردد إن الكتمان أعد نصاله لزمن يتوهج فيه النسيان شغفا بريا
    أيها الطيش المتردد تمكن
    سأغير من عاداتي وتلك أحوالي
    السفر على متن باص شعبي أشبه بسعال متقطع يدخل تحسينات جذرية على فكرة الزمن ويقلل من صداع بلور نافذة تلطخ بهواجس الخلاء
    ليس ثمة من شبه بين محطة وأخرى
    كل المحطات حجرات لتغيير المزاج(عناوين الشعر، عبد الوهاب الملوح)


    - الذات والآخر: إن صراع الذات والوعي نبضات شعرية، ورؤيا للحياة.. فهل هي ولادة جديدة للشاعر أمام هذا كل هذه المتغيرات، والمعطيات؟ أم هي محض منفى كما يقول الشاعر محمد الزرهوني؟...
    رائحة الصمت
    بصمات زمن
    سحيق
    تفوح من أحجار متناثرة
    كنجمات آفلة
    تشهد على الراقدين هنا
    وتحكي
    أسرار السكون والصمت...
    وحشة المكان .. فراغ المحيط
    واصفرار الأديم (محض منفى، محمد الزرهوني)


    وأمام هذا التعدد، يدب في الذات شعور بالتعدد، وتعي أنها ليست واحدة في نفسها.. من هنا تتأسس النظرة إلى الآخر... فتبني الذات الموضوع حوله، وتبني نفسها في نفس الوقت.. أي أن البناء يصبح مزدوجا .. وتصبح القصيدة تشكيلا لهذا البناء...

    إن المقصدية هو خلق انسجام تام خال من أي خلخلة ومن أي تصدع.. أو تشظ... ومن ثم "إذا كان الحديث هو وظيفة الذات فإن معناها وفاعليتها ليست هي إنتاج ما هو جديد، ولكن فعاليتها هو إنتاج المجهول، أي المغامرة النظرية للذات"[1]...ومن هنا تتحول الواحدية إلى التعددية...

    أمام هذا، تشتد الروابط بين أنا والضمير المتكلم وضمير المخاطب... أو الغائب.. ليتشكل هذا الترابط إيقاعية جديدة.. تهيمن على الخطاب الشعري...
    أمام عيونك يرقص سجن يغني جدار
    وتبعث بين خطاك ، وتلهو وراءك نار
    تكبل خطواتك الشاردات رياح
    فتنسى القرار
    وتنسى الفرار
    فأين اختيارك؟
    قد نشز العظم منك وحل بحقلك خوف
    وذاب بحلقك سيف
    ومات نهار


    ومن هذا الترابط ينتج حوار يمر عبر الذات إلى الذات ن يمتص كل التوتر ، وكل القلق.. والتعارض.. ويرتفع النداء.. الباطني.. صارخا ، مكسرا كل الظلال، ومخترقا كل التناقضات...
    حائر
    بين الصراخ
    ومراوغات الأمل
    أين أنت؟
    كل الأجرام حبست أنفاسها
    آقمر طالع
    أم الليل العبوس انسدل (على ضفاف الضجر، إدريس الشعراني)


    ومن هذا التعارض والتمايز ، يتم العبور إلى الآخر... حيث يتم الذوبان بين الجسد وماهية الروح.. وبين الجسد بوصفه موجودا.. ومتفاعلا مع غيره من الموجودات، والذات...

    ومن خلال القصيدة تنشد الذات إلى خارجها، حيث الاستيهام بالآخر، والذوبان فيه... يلعب الحلم ن والعتاب والسؤال، الرحلة المسارية التي ينجذب فيها الحضور والغياب.. يتجاذبان فيه ليخلقا في الذات لهيبا يوقظ الإيقاظ الذي يمارس في الذات إيقاظ الذكرى، ومحوها في نفس الوقت..
    موصدة أبواب النخل المؤدية
    لأعماق الندى
    ومفتوحة جحيمها السماء
    فانتظر سبل الريح
    وأنا جيل الأسرار المذبوحة على معابد أحزاننا
    فلن نغزل غير هذا الموت
    هو لنا ونحن لفتات اليباب
    أشرعة تمتطيها الريح
    وتنسى أننا للخلود حلما مزروعا
    عند أقدام التراب(بين الحلم والحلم، ماماس أمرير)


    - عشق الآخر ، والوجد والحنين:

    إن النصوص الشعرية المختارة تنفتح على الإنسان... وعلى أحاسيسه. إنها نداءات الذات ، ورحلتها عبر أبعاد وجودية... حيث تظهر في هذه الرحلة تفاعلات الذات ، ووجهتها من ذاتها إلى الآخر.. فيجسد هذا التفاعل مدى العشق والإلفة، ومدى الوجد الذي تشعر به الذات.. وهي في اختيارها تسكن إلى وفيق يناسب حالها... ويصبح الوجد والعشق والحب شريعة هذه الذات ... تتطلب منها حضورا، وتصادما مع الأنا، والأنانية.. ويصبح للذات الحق في هذه الشريعة.. والحق في تبيانها والبوح بها...
    لم أغب أيها الغالي
    إنما هو ضجر الحياة
    سيدي هو صمت جميل
    مني إليك
    بصمت صارخ
    أكلمك
    كلام الصامتين(غياب، أمينة سبيل)


    هذا الآخر الذي تستلهمه الذات، يصبح في وسعه فعل ما يشاء.. الرسم .. وغمر الواحات .. وإشعال المنارات...
    في وسعك يا مولاتي
    أن ترسمي بزرقة البحر سنونوات
    وبضوء العتمة فراشات
    وبسراب الظهيرة
    مطرا صيفيا
    يغمر كل الواحات
    وفي وسعك يا مولاتي
    أن تشعلي حروبا قبلية
    لكي أغدو أسيرك(في وسعك يا مولاتي،بن يونس ماجن)


    لكن ماذا يحدث عندما تتم العزلة.. ويلمس الذات تعرية ، وتشظ.. ويصبح الشعر نداء.. تتقاطعه المرايا..والآهات.. فتحضر النشوة، والقسوة، ويحضر الآه...

    - التمرد والثورة:

    حينها ينفلت التمرد والثورة، والنفي.. والشعور بالغربة... وتشعر الذات أن نوازعها الاستحواذية قد باءت بالفشل...
    وجعي يستضيء بأغنيتين
    والهديل اخضرار الصدى
    نورس في الهزيع الأخير من الجمر
    يقتات من بوح سوسنة
    والسماء تراود وهج التباشير
    يا شفق الأمنيات
    كتاب المراثي يوزع أحلامه
    والدوالي مرايا
    ولي في الكوابيس أيقونة(علي الهاني، وجعي يستضيء بأغنيتين)


    ويشتد الألم أوجه... فتشعر الذات بنوع من النفي النفسي.. خاصة عندما ترى كل الأحلام قد ماتت...
    مات الحلم
    ابتغي حماما
    سريع الخطى
    أبتغي هامة عربية
    أبتغي
    لاشيء
    مات الحلم(شذرات دمي الراقد في النسيان، سعاد ميلي)


    فلا يكون العوض إلا الانغماس في الذات، والبكاء على زمن ، وعلى ماض جميل ولى.. وعلى مشاعر تدفقت هكذا...
    يبكي من خوف من ضعف إذ تينع في دمه شجرات أخرى .. أو تهوي فيه الوردة.. يجثو ألما.. يمحو أبعاد هواه الأحلى الأشهى والتاريخ الأحمق والنارا...


    - الغربة والنفي النفسي:

    أمام هذه الصدمات ، والمتغيرات، والتي ينكشف فيها الواقع بآلامه وأحزانه... وغرائبيته... تحس الذات بالغربة، والانحصار في النفي النفسي السحيق... فتحس بالصمت.. وبالزمن يسقط أحجارا.. وبهمهمة تأكل الأسماع.. وبرياح تكتسح القلب، فتجرف كل بياض ارتسم فيه...
    هذه الرحلة المملة
    هذا المكان المنذور للوحشة
    والأسى...
    كتاب مغلق للرؤى
    بحر بلا نهاية
    سواد سرمدي
    حرية جديده..
    محض منفى(محمد الزرهوني، محض منفى)


    وتحس الذات بالوحدة، والوحشة ، والنفي القسري... وهذا يولد في دواخلها الإحساس بالغربة، والاغتراب، والاختناق.. فتفر إلى الشكوى ، والحنين.. والحسرة والأسى...
    حولي الحمام ينوح
    ولا أحد
    أسأل الدقائق الزاحفة
    على جثة ترابي
    هل ما تذكر بعد خشب الطاولة أصله
    فأورق؟..
    أم أن الربيع أجثت منه مثلي،
    وخارج الفصول مضى؟.
    ولا أحد
    أسأل هذا الجلد ، سجاني
    هل خلفه ما رآني
    أذوب بردا في كأسي
    وبين أحراش ضدي أنشب قفرا
    ولا أحد؟(وحدة، رياض الشرائطي)


    التأبين والموت:

    عندما تتذكر الذات صديقا ، تمجد ماضيه، وتذكر أخباره بخير... وتلوم الدهر الذي باعدها عنه.. وهذا جده عند الشاعر محمد عماري، الذي يرثي الشاعر المغربي المرحوم كريم حوماري بقوله:
    نام كريم
    فاقتسمنا الهواء
    أو اقتسمنا الصمت
    على حد سواء
    نام كريم واختفى
    في حلم موجة
    كي يبعث من جديد
    نام كريم فأرقني السؤال
    عن آخر مشهد
    من لعبة الموت
    قرب باب البحر
    نام كريم
    فاقتسمنا الهواء
    أو اقتسمنا الصمت
    على حد سواء(محمد عماري،قرب باب البحر)


    - القضية العربية والقومية:

    أهم القضايا العربية التي اهتم بها الشعر : القضية الفلسطينية، والاجتياح الأمريكي للعراق... فنجد الشاعر منير مزيد يفرد قصيدته، لفلسطين، وفيها يعبر عن حبه وشوقه وحنينه للقدس، ولشجرة الزيتون... يرسل إليها أغنياته فراشات .. ويصرخ انه حتى وإن مات لن يموت حبه لفلسطين... التاريخ سيذكر يوم حرق الصهاينة مسجد قبة الصخرة... ورغم منفاه فهو يحن لعناق القدس، والعودة إليها:
    حبيبتي
    كل تيارات الحطام تندفع
    نحو صدري
    وريح حادة تحرك بقوة
    كل أشجاره الحالمة بالعودة
    ليموت الحب
    وما يعذبني أكثر
    أنني ما عدت قادرا على الرحيل
    من شتات إلى شتات آخر...
    وحياتي تمضي في العاصفة
    خائفة من ظلام يغطي سماءها
    ترسو على الأخدود الجهنمي
    آه يا قدس
    من غيرك سيرفع حمى الاحتضار(القدس وحلم العودة،منير مزيد)


    ويخصص علي الهاني قصيدته لمشكل العراق.. وكربلاء.. ومحنة بغداد.. حيث يقول:
    في كربلاء لنا قمر
    والندامى انهمار الندى
    من نبيذ الشروق
    لمن يتنفس هذا الصباح
    على نخلة في دمي
    والعنادل تجمع أشلاءها(وجعي يستضيء بأغنيتين، علي الهاني)


    - بنية اللغة في المجموعة الشعرية:

    الاهتمام باللغة في الشعر أمر واجب، وضروري.. ولذا على الشاعر أن يقوم بتوظيف لغة راقية"لا تصل إلى حد الإلغاز والتعمية، ولا تهوي إلى مستوى الإسفاف والترهل"[2]...

    ما نلاحظه في بعض النماذج الشعرية بالمجموعة الشعرية(قناديل الشعر الحديث)، أن شعراءها يتهشمون فوق فقر اللغة – كما يقول الدكتور محمد عدناني- حيث يظهر هزالهم اللغوي حاضرا وقويا.. وذات لغة خالية من وجدان أو عاطفة أو بريق... يعلوها الابتذال ، والتلكؤ والسطحية.. لا تعير اهتماما للجنس الأدبي، ولا للخصوصية الأدبية.. فحل في شعرهم واقع "تغيم فيه العلاقة بين الشعر وغيره من الأنواع الأدبية حتى ليظن انه هي وأنها هو. وأن القوانين الحاكمة هنا يمكن أن تكون نفس القوانين الحاكمة هناك. ويختلط الشعر بالنثر إلا من بعض هوامش من الإيقاع الرتيب يمكن أن نفصل بها بين شعرية الشعر ونثرية النثر"[3]...

    وبالتالي تنعدم الجودة التعبيرية، والإملائية (الكتابية)، والتركيبية والشعرية...

    وأمام هذا الضعف اللغوي ن تضعف الصورة الشعرية، وينعدم الشعر، ويحضر بقوة النثر وترصيف الكلمات، وتنميق الأسطر...وهذا يكشف عن انهزاميتهم اللغوية... والشعرية... فيقف الكلام.. ويصمت الكلام.. ويسود الصمت... ويحل محل الكلمة البياض ن ولا شيء غير البياض...

    صحيح أن هذا لا ينطبق على كل ما في المجموعة الشعرية...فهناك قصائد جيدة، عرف شعراؤها بجديتهم، وشاعريتهم...

    وبعد كلل هذا لا تفوتنا الفرصة في تقديم الشكر الجزيل للشاعرة ليلى ناسيمي على مجهودها في إخراج هذا العمل الشعري وإلى جزء ثان إن شاء الله...



















    [1] - د. الغزالي،(عبد القادر)، الصورة الشعرية وأسئلة الذات، دار الثقافة للنشر والتوزيع، الدار البيضاء، ط1، 2004، ص: 78


    [2] - د. عدناني، (محمد)،إشكالية التجريب ومستويات الإبداع، جذور للنشر ، الرباط، ط1، 2006، ص:54


    [3] - أحمد العزب، (محمد)، طبيعة الشعر وتخطيط لنظرية في الشعر العربي، منشورات أوراق، ط 1985، ص: 5
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
     
    قراءة في (قناديل الشعر الحديث)
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -
    » قراءة ل(قناديل الشعر الحديث)
    » قراءة نقديّة في قصيدة " الشعر ينظمني" بقلم منجية بن صالح
    » قناديل الحلم
    » الحديث
    » قراءة في بيتين

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    جامعة المبدعين المغاربة ..جامعة الادباء العرب :: جامعة أدبية :: النقد والدراسات الأدبية-
    انتقل الى: