قراءة في نص ضوء الامل لزايد التيجاني

"زايد التجاني" ..ضوء الأمل..

توقفت سنابل صفراء شوكة
في حلقه...ازدردها بلعاب الصبر الجميل، من الشرفة داهمه ضوء يكاد يذهب
البصر.. بلغه هدير كالهديل ، تصدع الصدر لشدة انتفاخة الأمل ..خرج يهلل
ويكبر ... لفه ضوء قوي
فدخل زمن المستقبل

.

اخي زايد السلام عليك
نعرف كلنا ان عنصر التكثيف والاضمار من العناصر المهمة لكتابة ق ق ج لكن كما سبقت واشرت في موضوعي الثكثيف حول هذا المنتوج الادبي وهو نوعان .... على مستوى التركيب وعلى متسوى اللغة و قد اعتمدت في قصتك الثكتيف على مستوى التركيب....اليك منه مقتطفا مقتضبا... ويدعوه بعض النقاد التكثيف غير عملي او الجاف كون القص يكون مبعثر المعنى..معقد الكلمات.. غير متناسق التراكيب لا انفراج فيه ولا فسحة لارساء حوارية
بين المتصفح والنص .. ووحده الكاتب يعرف ما يريد ان يقوله ويعنيه..فقصرها
وتكثيفها لا يشفع لها عن خلوها من العنصر الفني السردي الجميل مع انك حاولت
تطريزه بكلمات جميلة... وقد تهطل عليه الطلبات لتفسيره او يترك دون تعاليق
خوف الشطط في الاستقراء لشدة انغلاقه على المعنى وذاك كان حال قصك هذا
فمهما تبدى لك انك زرعت فيه حجيرات بيضاء تمكن القاريء من الولوج اليه فقد
بقي مسدود الافق.لم يصل القاريء..لنعد الى نصك الان بغية تفكيكه لتبيان
مواطن الخلل به.

ولنبدأ بالعنوان
ضوء الامل..
لو اكتفيت بضوء لكان افضل فالامل الذي اضفته اليه لم تؤكده قفلة النص لانه صار ضوء الاجل المحتوم
توقفت سنابل صفراء في حلقه..
السنابل هنا حسب المعروف قد استوفت حقها من الاخضرار اينعت واكتملت وحان قطافها
واصفرارها دليل على موسم الحصاد. والسنبل يعني الطيب المترع.
وازدرها ..
اي بلعها وطعام زرد اي لين سريع الانحدار ولا اظن السنابل سهلة الازدراد والبلع حتى مع كؤوس بحجم البحر من الصبر الجميل.
ومن النافدة داهمه ضوء
...هكذا بدون سابق انذار لا ريح ولا تلبد سماء وهنا تكسرت كرونولوجية القص
على شط ابتغاء تسريع وثيرة التكثيف "فكتفت" النص بحبل الغموض .
بلغه هدير كالهديل ..
اخي حتى مع ارادة اضفاء بعض البلاغة في الكتابة وخلق المفارقة فمن المستحب الا تكون
الكلمات
من البعد في المعنى الى حد كبير فالهدير كلمة جامعة للاصوات القوية كهدير
الموج مثلا وهي ليست كالهديل حتى ولو اردت الاشارة الى جمال الصوت على
قوته الذي انتظره شخص القص.وكلمة هزيم ابلغ وكان من الممكن ان تقربنا ولو
قليلا من معنى يفك النص ويقربنا اليه ويوحي الى الرعد.
وتصدع الصدر
.. اي انشق وانفلق وانفطر وتلك ليست دلائل الفرح ابدا فجاءت كلمة تصدع
منافية لانتفاخة الامل ومخالفة لتتابع الحدث الذي هو استبشار شخص القص..
خرج يهلل ويكبر..
خروج شخص القص ينم عن عدم ادراك لمخاطر ما هو مقدم عليه وبقصك وضعته تحت
صعق البرق ولم تدخله زمن المستقبل اخرجته من دار الفناء وادخلته زمن
الفناء فلا مستقبل بعد الموت فالاخرة دار البقاء ونهاية للماضي والحاضر
والمستقبل . الا ان كان خبره في صفحة الوفيات مصعوقا من سيبقى للاتعاظ
والتذكير والتنبيه . وربما اوافقك الراي في كلمة مستقبل هاته كما فسرها بعض
المتنورين كونها المرحلة النهائية لكن يجب ان نسخر لها وقتنا في العبادة
والتقرب من الله لندخلها بقلب سليم ودخر كثير من الحسنات اتقاء مثل موتة
صاحبنا الفجأة تلك ..

وهكذا يتبين ان النص ذي التكثيف التراكيبي هذا
متنافر وغير متناسق وغير سهل التقارب وانت وحدك تعرف ما تريد ان تقوله
وتفهم ما كتبته كما سلف وبينت في موضوعي حول التكثيف .. وقد طولبت بتفسيره
واجلاء خباياه والا ما كان ليفهمه احد..
واذا كنا كل مرة سطرنا فيه شيئا يبقى مراوحا مكانه ..حتى نعمد الى شرحه وتبيانه فمن
الملام نحن الذين اغلقنا ابواب الفهم في اوجه المتصفحين .. او اننا
نستغبيهم كونهم لم نفقهوا شيئا ونطالبهم باعادة التصفح والقراءة وهم
غير مجبرين على ذلك حتى اكراما لنا ..
ارجو ان تتقبل طرحي
مع المودة اختك اماني

ضوء الامل..
لو اكتفيت بضوء لكان افضل فالامل الذي اضفته اليه لم تؤكده قفلة النص لانه صار ضوء الاجل المحتوم
توقفت سنابل صفراء في حلقه.. / لقد قلت ذلك لان ضوء البرق معقود على أمل كبير عند كل الناس : حبات الخير والبركة ، خاصة في أوقات الحاجة .

كما أن " الامل " الذي انتهى بالعكس ، يحقق قفلة صادمة في النص .كما ينصح بذلك في النص الحديث .
ا - السنابل هنا حسب المعروف قد استوفت حقها من الاخضرار اينعت واكتملت وحان قطافها
واصفرارها دليل على موسم الحصاد. والسنبل يعني الطيب المترع.
وازدرها ..
اي بلعها وطعام زرد اي لين سريع الانحدار ولا اظن السنابل سهلة الازدراد والبلع حتى مع كؤوس بحجم البحر من الصبر الجميل. / المقصود هنا أن السنابل اصفرت قبل الاوان بسبب الجفاف ، لانه عندما تتأخر الامطار وتطول أيام الحر ، تصفر السنابل والاوراق وهكذا يضيع مجهود سنة كاملة . فإذا هطلت الامطار مع بدء الاصفرار فإنها ستتعافى . لذا كان الرجل يصبر الصبر الجميل . ..ويزدرد الحقيقة المرة - وليس السنابل - بمزيد من الصبر.

- ومن النافدة داهمه ضوء
...هكذا بدون سابق انذار لا ريح ولا تلبد سماء وهنا تكسرت كرونولوجية القص / أعتقد انه ليس من الضروري أن تسبق الرياح الهوجاء لمعة برق ...أما عن السماء الملبدة ، فقد يحدث ألا يخرج الرجل ليرى ذلك . وذكر ذلك قد يسقط في تفاصيل يمكن الاستغناءعنها.

- على شط ابتغاء تسريع وثيرة التكثيف "فكتفت" النص بحبل الغموض .
بلغه هدير كالهديل ..
اخي حتى مع ارادة اضفاء بعض البلاغة في الكتابة وخلق المفارقة فمن المستحب الا تكون
الكلمات
من البعد في المعنى الى حد كبير فالهدير كلمة جامعة للاصوات القوية كهدير
الموج مثلا وهي ليست كالهديل حتى ولو اردت الاشارة الى جمال الصوت على / لا أريد هنا التعبير عن قوة الصوت ولا جماله ، فقط أردت القول أنه بفرط انتظاره للمطر ، جاءه هدير الرعد كصوت الحمام المبشر الجميل ..

- وتصدع الصدر
.. اي انشق وانفلق وانفطر وتلك ليست دلائل الفرح ابدا فجاءت كلمة تصدع
منافية لانتفاخة الامل ومخالفة لتتابع الحدث الذي هو استبشار شخص القص..
خرج يهلل ويكبر.. / لكن أحيانا نقبل بالمبالغة كأن نقول في الدارجة مثلا " مات ب الضحاك " أو قولنا " طار من الفرح " فلا بأس أن نبالغ قليلا فأقول ان قلبه كاد يتصدع من فرط الامل الذي احتل قلبه فجأة بسب برق يبشر بأمطار الحير والبركة .

- خروج شخص القص ينم عن عدم ادراك لمخاطر ما هو مقدم عليه وبقصك وضعته تحت
صعق البرق ولم تدخله زمن المستقبل اخرجته من دار الفناء وادخلته زمن
الفناء فلا مستقبل بعد الموت فالاخرة دار البقاء ونهاية للماضي والحاضر
والمستقبل . الا ان كان خبره في صفحة الوفيات مصعوقا من سيبقى للاتعاظ
والتذكير والتنبيه / لكن المستقبل هنا صيغ على سبيل المجاز لا غير.

- ارجو ان تتقبل طرحي / والله لقد قرأت طرحك الغني أكثر من مرة من فرط إعجابي بمقدرتك الادبية ..وكل هذا التحليل الادبي الذي يدل على سعة المعارف وباع طويل في التعبير الجيد .
لدرجة أنه لازلت أعتقد أن ردي قد لا يكون مقنعا .

شكرا لك أستاذتي على كل هذا الاهتمام الكبير بنصي المتواضع .

كل المودة

اخي زايد السلام عليك

ممتنة على التفاعل الرائع والاطراء الطيب
انتظر هطول غيثك الابداعي

مع المودة العبقة
اختك اماني

» طول الامل
» على ابواب الامل
» راس العام .. رابح التيجاني
» سؤال الكتبة
» مائلة .. رابح التيجاني