وتكتب عنه الأديبة الشاعرة مالكة عسال
.......................................
ورقصت شياطين الشعراء في إقليم قلعة السراغنة
لملمنا أمتعتنا ،والشيء الذي كنا أكثر حرصا عليه كالطفل المدلل هو القصيدة ،والتي من أجلها سنلبي هذه الدعوة الميمونة إلى إقليم قلعة السراغنة، ابتداء من الساعة الرابعة بعد الزوال بتاريخ 28/03/2008.كانت تجسرنا الأصوات عبر الهواتف ،القيام بدورها التنسيقي ، للاتفاق على آخر حلقة من الترتيب ..بدأنا رحلتنا الشيقة إلى هذه المنطقة الساقطة سهوا من أذهان المسؤولين ،والتي تدبر شؤونها بمواقف عصامية ،منتهجة أروع السبل تحت حكامة رشيدة ،وصواب سديد ،تجلّى أثرها في العديد من الأعمال المثمرة ...
انطلقت بنا السيارة ونحن خمسة أعضاء :
إدريس الشعراني
محمد اللغافي
وفاء الحمري
ورشيد الخديري
ومالكة عسال
وخيوط الفرح تلفنا ..كنا نتقاسم هدير البسمة ولحن الضياء بتبادل الطرافة والنكتة ،نعبث بها طول المسافات المنهمر ..دخلنا صحن القلعة الغابرة بين محاسن أشجار الزيتون ،وسعف نخيل البلح ،وحفيف الهواء النظيف ،وووداعة أطياف الشمس ..استقبلنا الطاقم المنظم بالبهجة والترحاب وتبادلنا آيات التعارف ..
قضينا تلك الليلة في موسوعة القلعة، نزوغ بين رحابها من حين لآخر، نتمتع بمفاتن هذا القطر البهي ،استقطبتنا شوارعها الفسيحة ،وجذبتنا خضرتها التي تنمق كل ركن فيها ،وشدنا جدا بحر كرم أهلها ،وسعة صدرهم ....
وفي الغد 29/03/ 2008وبالضبط بعد الإفطار، أوكلت إلينا مهمة فرز النصوص الفائزة، من بين الشعراء الشباب المشاركين في هذا اللقاء ،حيث كنا نستفزها بهراواتنا لنُخرِج من بين هشيمها صيدا ثمينا ..وكان لنا ماأردنا ،وكان للنصوص ماأرادت ،وكان للفائزين الذين ساعدهم الحظ ماأرادو ..
من نفس اليوم بعد الزوال تأتي الساعة الحاسمة لنسافر في موكب ملائكي في شساعة الحرف ، حيث نطلق السمع لسمع آهات وأوجاع نخبة متميزة من الشعراء نذكر منهم :
إدريس الشعراني
رشيد الخديري
محمد اللغافي
وفاء الحمري
ليلى نسيمي
رشيدة فقري
المصطفى فرحات
وآخرون حيث تصافحت التجارب من كل صوب وحدب ،ورفلت اللغة في طيالس مختلفة :عربية وفرنسية وإنجليزية ،وتناغمت الأصوات الرقيقة الدافئة ،اختُزِلت فيها جميع المسافات،فسرى الدفء في عروق الجموع ،وتجاوب النبض ،..كمرحلة متوجة لهذا اللقاء البهي ،والذي أثثه جمهور واسع من أطفال وشباب ونساء ورجال ، يعرفون لتذوق الحرف معنى، ولشهد الكلمة مغزى،استمتعوا جميعا على حد قولهم، بأجواء عرس ثقافي في منتهى الروعة .. لم نقفز على توقيع الإصدارات بطبيعة الحال ...
1-أكسير الروح : للمبدعة رشيدة فقري
2-الكرسي :للمبدع محمد اللغافي
3-هذا المساء :للمبدعة ليلى نسيمي
4- ورق على ضفاف الخاطر :للمبدع إدريس الشعراني
5- وشم الأمس على الأضرحة :للمبدعة مالكة عسال
........هذا ولم تأب شياطين الشعراء أن تغادر المكان،بل مازالت بل مصرة على إتمام رقصتها على حبل استنطاق اللغة ،وبوح الحرف ،فهيأت لها جلسة حميمية في عرض المقهى لتنثر من فيضها الغيض ،تحت أجواء السمر في لياليها البهيم ،لم ينقص الشعراء غير الصحراء الغدير، والجَمَلَ والبكاء على الأطلال ،والابتداء بالخمريات ..
رحلة كانت ممتعة في غليون الحرف ،اختتمت بتبادل الهواتف والبريد الإلكتروني وتوزيع وجوائز التقدير ..وعدنا وطيف الذكرى مازال عالقا
بأذهاننا ، سيظل وساما خالدا على صدورنا مدى الدهر...
مالكة عسال
بتاريخ30/03/2008
_________________