السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
فبراير على الابواب.
تنقبض روحي،تتشنج أوصالي،اتجمد وأعجز عن الكلام.
أطرافي كالبرد أو الثلج، أعجز عن كل الاشياء سوى عن البكاء.
في الثلاثاء18 فبراير أطلقت أول صرخة عندما وضعتني أمي فاغرة الفاه منذ سنين خلت.
في ثلاثاء18 فبراير اخر ـخلال ايام عيد الاضحى وتحديدا يوم السادس عشر من ذي الحجةـ احترقت، اكتويت.
ليتني مارأيت هذا اليوم اللعين ولا عشته ولا أطلقت فيه صرختي الاولى.
18 فبراير ،صرخة غضب ورفض للعالم صرختها وأنا أخرج من بطن أمي.
وفي ثلاثاء اخر هو ايضا 18فبراير صرخة أخرى اقتلعتها يد الموت الجبار بعدما أهلكت والدي الذي صارع السكري والجلطة الدماغية
والضغط.
لوأن الايام تحذف لحذفت هذا الثلاثاء الاسود من صفحة أيامي .
ياللعجب ، كيف تننظر السنون الايام والليالي والشهور متربصة بذكرى ميلادي لتحولها ذكرى ممات والدي؟
الثلاثاء 18 فبراير الاول رايت فيه النور ولم تسع الدنيا المرحوم والدي من فرط سعادته بهبة الهية من الله عز وجل.نكان ذكرى الولادة.
الثلاثاء 18 فبراير الثاني تحول الى ذكرى الموت وافتلاع الحياة .
لست ادري لماذا كتب علي ن تتحول دكرى ميلادي الى ذكرى وفاة من لم احب مثله في هذا الوجود.
نعم لم أحب مثله ولن احب مثله ماحييت.
ترك رحيلك والدي فراغا في حياتي .
كنت أمين أسراري ولوحة مفاتيح حياتي.
كنت السعادة والحماية والقوة والجمال والحب.
كل حرف من حروف خاطرتي هذه يمتزج بدموعي التي تجري على خدي كالشلال،وتخالط دقات قلب مافتئ
يئن من افتقادك ومن نقص الصمام.
ليت الصمامات الثلاث الباقية كفت عن النبض لألحق بك في اعالي السماء وأفرد عليك جناحي كما أفرتهما علي وأنا طفلة صغيرة.
أذكر والدي لحظات عشت فيها سكرات الموت _لولا العناية الالهية _ كنت تموت فيها لالمي ألف مرة ومرة.
أذكر والدي عندما أفتح عيني من حرقة الالم في هزيع الليل أجدك قربي وأحس بيدك تجس نبض قلبي.
أذكر والدي كيف كنت تمسك وليدي إلياس بيد وتدثرني باليد الاخرى.
أذكر والدي كيف كنت أجري وأتسلق رقبتك لتحملني بيديك وأنا أداعب بشرتك القمرية و أسبح في يم عينك
وكيف كنت تبسم لي وتغرقني قبلات وقطع حلوى.
أذكر والدي وأذكر وأذكر..... وكل ذكرى توجعني أكثر من الاخرى .
لولا خشية ربي والدي لكنت الان ارقد بجوارك في المدافن...............
تحاصرني العبرات، تخنقني الآهات ، فلاإله إلا هو الحي القيوم ، الذي لا تاخذه سنة ولا نوم
وسبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
فاطمة المنصوري