| برلمانيّ الشعب | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
زايد التجاني مشارك في الأضمومة القصصية حتى يزول الصداع
عدد الرسائل : 593 تاريخ التسجيل : 06/08/2009
| موضوع: برلمانيّ الشعب الأحد ديسمبر 18, 2011 8:35 pm | |
| برلمانيّ الشعب
الحرارة مرتفعة ، أعصابه تنتفض لمرأى الطرقات الرديئة والأزقة المتربة .. قبضتاه تضغطان على المقود.. و السيارة في سرعتها تبدو كوحش يبتـلع الطريق ابتلاعا.. الأفكار برأسه تتلاطم تلاطم الأمواج العاتية، قبل ساعة فقط كان بدار لقمان ثائرا يفرغ ما في جوفه،فبعد أن ركن سيارته في تلك الساحة الجميلة،، بدأ يدهشه العالم الجديد من حيث لا يشعر... لكأنه بدأ يكتشف عظمة البنيان وجلال العيش في أحضانه .. تصور نفسه تلك الدودة التي تخلصت من شرنقتها لترى وتعيش في العالم الفسيح الجميل .. وسوست له نفسه الأمارة بالسوء " ترفـّع ْ يا السي محمد .. دع عنك تلك الحثالة من البشر ، هذه فرصتك .. الفرصة لا تأتي مرتين، الزمن غدّار والناس لا أمان لهم.. يوم تعود إلى الحضيض سينبذونك بالمرة.. ستظـل تردد: ارحموا عزيز قوم ذ لّ.. اغتنم فرصتك وعش كبيرا مع الكبار..غيّر جلدك كأفعى..بعض أولاد الحلال سيدلـّونك على كيفية نهب المال ثم تنسلّ كما الشعرة من العجين ..الحساب والعقاب غير واردين، والناس بسطاء .. يتجمعون على مجرد رقصة باغية ثم يتفرقون لمرأى هراوة واحدة .. " لعن الشيطان في قرارة نفسه ، كان يتقدم في خطى ثابتة من دون رفيق، التفت.. بدت سيارته المتواضعة كقطعة حديد صدئة .. الملابس فاخرة والنعمة بادية على الوجوه .. أحاديث بالفرنسية تغزو أذنيه من بعضهم ..ألوان العطور تشن هجمات جوية على الأنوف.. قوم وأي قوم ؟ لم يكن يصدق أن أمثال هؤلاء نزلوا يوما إلى الشارع وتجولوا في الأزقة وكشفوا عن أسنانهم للناس البسطاء ! لذا أرغى وأزبد ، أطلق عيارات نارية قاتلة .. سلط أشعة كلامه على الأشياء فبدت على حقيقتها، عارا يمشي ملفوفا في جبة متآكلة .. قال في جرأة تاريخية: - إخواني أخواتي .. يا من رشحهم الشعب للوصول إلى هذا المكان المعلوم .. نحن نخاطب الحكومة أكثر مما نخاطب أنفسنا ونحن فينا رؤساء جماعات قروية وبلديات.... فجلنا أغنياء أصلا – استحيى أن يقول إلا عبد ربه هذا – ثم جئنا نرضع حلمات أخرى ملأى بالحليب ، يتـلوى أحدنا كالأفعى على مصالحه الشخصية ف.. ساد هرج تحت القبة ، الرئيس طلب الهدوء بدقات على المكتب متتالية ، صمت محمد برهة قبل أن يضيف مديرا وجهه إلى سيادة الرئيس : - لي فيه الفـزْ كايقفـزْ ! صمت البعض على إثر هذه الملاحظة .. تبعهم آخرون ، ساد الصمت من جديد ، علق الرئيس في شيء من الاستياء : - المرجو من النائب المحترم عدم الإطالة وشكرا. شكره قبل أن يضيف : - المال مال الشعب ونحن مجرد خدم .. هكذا يجب أن نتصور الأمور ..عار أن ننزل إلى الكهف وغيرنا يصعد إلى السماء.. أن نمتص دماء بعضنا وغيرنا يضخون دماء جديدة في أجساد شعوبهم.. جشع وأي جشع ..! ساد لغط من جديد أشد من الأول .. نائب أكرش كان يصرخ ويضرب بيديه الهواء.. الرئيس يدق المكتب ….رمى ببصره هنا وهناك كخطيب محنك ، انتبه لبعض الرؤوس المنحنية ، لكأن صقرا قد ظهر فجأة فانزوت الطيور في مخابئها .. ثم تصور أنهم من المهندسين البارعين في هذه المقالب الاجتماعية. تأفف .. انسحب إلى مقعده وجلس. همس في أذنه رجل ملتح واضعا هلالية كفه على طرف فمه : برافو عليك ! كانت رياح الحق قد نفخت في روحه.. بدا أكبر من حجمه الحقيقي .. لاحت له باقي الأجسام مجرد أقزام .. أو مجرد كروش منتفخة مسلحة بألسنة طويلة.. لم يقابل بأي تصفيق إلا ما يكون من غمغمات وهمهمات تعلو هنا وهناك..
حانت منه ابتاسمة النصر وهو يستعيد الأحداث، حمد الله أنه لم يسع قط لبلوغ هذا المقام ..في الامس القريب فقط اجتمع الناس وطلبوا منه الترشح:
- اسمع يا السي محمد ، أنت موظف بسيط ، لكن بحجم الجبل الشامخ .. وصفاء النهر الجاري...أنت لها وهي لك . أراد أن يعتذر، مد أحدهم يده ووضعها على فمه برفق: لنقرأ الفاتحة. ملعون من يخون العهد، قال لهم بعد الفوز،و يعطي بالظهر لليد التي رفعته .
عند وصوله ، وجد الناس في استقباله مهللين .. صفقوا له بحرارة، عانقوه عناق غريق لمنقذه من الهلاك.. قال أحدهم في عزة مفقودة : لو كلهم كانوا مثلك ما انتشر البؤس كالجراد يلتهم الأجساد و النفوس النخرة.. انفلت رجل رث الملابس من الجمع وصاح بكلام يفيد أنه يفقه في السياسة: - وهل عبثا يستصدرون قرارا بإعانة أسيادهم أصحاب حظائر الدجاج والمصانع ثم لا يفعلون شيئا لصغار الفلاحين في السنوات العجاف، بله المعوقين والمعطلين مثلي ؟ زيدْ الشحمه فْ.. ثم صمت حياء على عينين جاحظتين كمن خرجت روحه قبل أن يضيف في حسرة تأكل القلب: - اسمعوا جيدا ! نحن أيضا نستحق ذلك .. لأننا نجعل منهم رجالا ثم نظل نحرك لهم أذنابنا كالكلاب الجائعة.. نحن الذين نذ لّ أنفسنا بأنفسنا ..رن الهاتف فجأة ، جاءه صوت جهوري :ألو ..السي محمد ؟ أنا السيد العامل ، اسمع !سعادة الوالي يريدك حالا مفهوم؟ ثم أقفِل الخط وقد كادت الدنيا تسود في عينيه ..
عدل سابقا من قبل زايد التجاني في الجمعة ديسمبر 30, 2011 2:55 pm عدل 4 مرات | |
|
| |
ربيع عامر الغيواني أديب مميز
عدد الرسائل : 1461 تاريخ التسجيل : 27/12/2007
| موضوع: رد: برلمانيّ الشعب الإثنين ديسمبر 19, 2011 1:18 am | |
| صديقي زايد قصة موضوعية تواكب الحدصث الحالي أسلوب ممتع تركيب حكائي مشوق دمت مبدعا نشيطا | |
|
| |
الزهرة درار مشرف
عدد الرسائل : 1048 تاريخ التسجيل : 26/05/2007
| موضوع: رد: برلمانيّ الشعب الإثنين ديسمبر 19, 2011 9:50 pm | |
| قصة طويلة ممتعة ومتعبة لأن الخط صغير | |
|
| |
أسماء محمد إدارة عامة
عدد الرسائل : 2070 تاريخ التسجيل : 23/01/2008
| موضوع: رد: برلمانيّ الشعب الثلاثاء ديسمبر 20, 2011 3:04 pm | |
| أهلا أستاذ التيجاني جئت لأعدل الخط فوجدتك قمت بتعديله فاغتنمتها فرصة وقرأت النص بتمعن ،كم أنت بارع في التقاط التفاصيل بلغة عادية وبيسيطة ومشوقة في نفس الوقت توصل المعنى دمت متألقا | |
|
| |
محمدمحضار مشارك في الأضمومة القصصية حتى يزول الصداع
عدد الرسائل : 474 العمر : 63 Localisation : خريبكة تاريخ التسجيل : 18/01/2010
| موضوع: رد: برلمانيّ الشعب الثلاثاء ديسمبر 20, 2011 3:41 pm | |
| أخي زيد ممتعة قصتك هذه في تناولها لموضوع يبدو أنه يفرض نفسه حاليا في ظل المتغيرات السياسية ، والحركية التي يعرفها المجتمع ، ، أنت تعرف أن التغيير يأتي من القاعدة ، وحتما حين نعي ذلك سنفرض عليهم إرادتنا ، لو كان العمل البرلماني تطوعيا لم شاهدت كل هذا التهاقت المثير للحفيظة ، لعن الله كل هذه الأحزاب التي لا تمثل إلا نفسها | |
|
| |
زايد التجاني مشارك في الأضمومة القصصية حتى يزول الصداع
عدد الرسائل : 593 تاريخ التسجيل : 06/08/2009
| موضوع: رد: برلمانيّ الشعب الجمعة ديسمبر 23, 2011 9:16 pm | |
| [quote="ربيع عامر الغيواني"]صديقي زايد قصة موضوعية تواكب الحدصث الحالي أسلوب ممتع تركيب حكائي مشوق دمت مبدعا نشيطا[ شكرا أخي الكريم على المرور البهي سعدت برأيك وتعليقك
مودتي الكبيرة | |
|
| |
زايد التجاني مشارك في الأضمومة القصصية حتى يزول الصداع
عدد الرسائل : 593 تاريخ التسجيل : 06/08/2009
| موضوع: رد: برلمانيّ الشعب الجمعة ديسمبر 23, 2011 9:19 pm | |
| - الزهرة درار كتب:
- قصة طويلة ممتعة ومتعبة لأن الخط صغير
معذرة أختي درار جهازي به لعنة من لعنات الاستاذ هشام السبعة هههههههه لقد طلبت من الاخت اسماء ان تعالج النص بحيث تكبره قليلا ولازلت انتظر .ليت احد المشرفين يقوم بذلك مودتي | |
|
| |
زايد التجاني مشارك في الأضمومة القصصية حتى يزول الصداع
عدد الرسائل : 593 تاريخ التسجيل : 06/08/2009
| موضوع: رد: برلمانيّ الشعب الجمعة ديسمبر 23, 2011 9:22 pm | |
| - أسماء محمد كتب:
أهلا أستاذ التيجاني جئت لأعدل الخط فوجدتك قمت بتعديله فاغتنمتها فرصة وقرأت النص بتمعن ،كم أنت بارع في التقاط التفاصيل بلغة عادية وبيسيطة ومشوقة في نفس الوقت توصل المعنى دمت متألقا شكرا على المرور العطر سعيد بقراءتك المضيئة للنص فقط لازلت انتظر تكبير باقي النص وشكرا مودتي | |
|
| |
زايد التجاني مشارك في الأضمومة القصصية حتى يزول الصداع
عدد الرسائل : 593 تاريخ التسجيل : 06/08/2009
| موضوع: رد: برلمانيّ الشعب الأربعاء يناير 11, 2012 2:57 pm | |
| - محمدمحضار كتب:
- أخي زيد ممتعة قصتك هذه في تناولها لموضوع يبدو أنه يفرض نفسه حاليا في ظل المتغيرات السياسية ، والحركية التي يعرفها المجتمع ، ، أنت تعرف أن التغيير يأتي من القاعدة ، وحتما حين نعي ذلك سنفرض عليهم إرادتنا ، لو كان العمل البرلماني تطوعيا لم شاهدت كل هذا التهاقت المثير للحفيظة ، لعن الله كل هذه الأحزاب التي لا تمثل إلا نفسها
الصديق محضار معك حق سعيد بمرورك العطر واعتذر عن التأخر ، فقد بتنا نشكو ضعف الصبيب واحيانا فقدانه كل هذه المدة كل الود | |
|
| |
| برلمانيّ الشعب | |
|